يعقوب اليوسفي
ألا يحق لنا أن نفرح ونسعد ونبتهج ونبين مظاهر الاحتفال بمناسبة مولد النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان عرفنا انه هو النبي الأمي العربي المكي القرشي الهاشمي المضري الأبطحي واذا عرفنا كذلك ما يلي:
أن جميع المسلمين يقرون بأن النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو سيد الخلق أجمعين.
أن جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام قد بشروا أممهم بقدوم خاتم الأنبياء والمرسلين وذكر في جميع الكتب السماوية.
أن الله اختاره وأنزله رحمة للعالمين كما هو ثابت للجميع على الأرض وعند الجن والإنس وفي أرجاء الكون وما تحوي من خلق الله سبحانه وتعالى.
أنه إذا كان لزاما على كل مسلم ان يصلي الصلاة المفروضة او غيرها فعليه ان يذكر ويصلي على النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وإلا فإن صلاته تكون غير كاملة ومنقوصة ولا تقبل وغير صحيحة.
أنه نبي أنزل على جميع البشر وليس كباقي الأنبياء والرسل عليهم السلام، حيث نزل كل منهم على قومه وأمته فقط.
ان الله سبحانه وتعالى اختارنا لنكون من أمة الإسلام ولله الحمد على ذلك.
ان النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو شفيع الأمة والبشرية جمعاء.
انه منقذ البشرية والأمة الإسلامية بالذات من عذاب القبر وهول ما أعد ليوم الفصل يوم القيامة، ذلك اليوم العقيم.
ان النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو حبيب الله سبحانه وتعالى كما ان سيدنا ابراهيم ( عليه السلام ) هو خليل الله.
انه هو الذي قيل فيه: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)و(وإنك لعلى خلق عظيم).
ان الله أنزل معه خاتم الكتب (القرآن الكريم) وهو الكتاب الوحيد الذي أنزله الله بالنص وقال فيه: (إنا نحن نزلنا الذِكر وإنا له لحافظون) وهذا دلالة واضحة على أهمية الاثنين معا متلازمين، خاتم الأنبياء والرسل وخاتم الكتب.
هو النبي الذي تصدع عند ولادته عرش كسرى ملك الفرس.
انه مع مولد النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) عاد نزول الملك المقرب جبريل ( عليه السلام ) الى الأرض بعد ان توقف مع انتهاء رسالة سيدنا المسيح ( عليه السلام )، كما انقطع مع انتقاله إلى جوار ربه ( صلى الله عليه وسلم ) إلا في ليلة القدر.
وأخيرا فإن العلماء لا يعترضون على المهرجانات وأعياد الجلوس للملوك والرؤساء وما تحويه من بذخ وإسراف وموسيقى وأغان، فلماذا الاعتراض على الفرحة والبهجة بمولد النبي، أرواحنا له الفداء.
اللهم صلي على محمد وآله عبدك ورسولك ونبيك وأمينك ونجيبك وحبيبك وصفيك وصفوتك وخاصتك وخالصتك وخيرتك من خلقك واعطه الفضل والفضيلة والوسيلة والدرجة الرفيعة وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأولون والآخرون، وانا نشهد بأنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر وعبدك حتى أتاه اليقين.
والآن وإن جاء الجواب بالاعتراض فلا يستطيع احد التحكم في مشاعرنا فهذا نبينا الكريم «طلع البدر علينا» «ولد الهدى» وكل عام والأمة الاسلامية بخير وسلام تحت ظل هذا الدين الحنيف وهذا الرب الكريم ونبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والسلام عليكم.