يعقوب اليوسفي
هل أصبح مستقبل البلد في أيدي البطانة؟ وهل البطانة تنتصر دائما على حساب مصالح البلد والناس؟ وهل البطانة هي التي يجب أن تبقى ويفنى البلد ومعه الجميع؟ نحن نعلم أن النظام الاجتماعي في الكويت أصبح ومنذ سنوات طويلة نظام البطانة أي مجموعة من الأفراد ذوي المصالح والذين يحيطون بالمسؤول أو المتنفذ أو صاحب السلطة ويدعون أنهم من مريدي مصلحة هذا المسؤول ويعملون لصالحه ولحمايته ممن يضمرون له العداوة والبغضاء من وجهة نظرهم ومصالحهم، فهم الناصح الأمين وهم من يعرف بواطن الأمور وهم الخبراء في كل التخصصات، فكل واحد من هؤلاء يعرف في العلوم والسياسة والاجتماع والاقتصاد وللأسف فإن المسؤول يجده أمامه بداية من خروجه من المنزل في الصباح إلى العمل والمكتب والاجتماعات والزيارات وفي الرحلات الخاصة والمؤتمرات فهو الناصح الأمين إذا كان المسؤول حزينا لأمر ما وهو الصدر الحنون في حالات الزعل والغضب وهو الممتص للغضب في حالة الغضب الشديد وهكذا فهو في كل مكان وفي كل زمان وفي كل موضوع يطل برأسه وهذه هي مصيبتنا في مجتمعاتنا وفي حياتنا السياسية ولو أن المسؤول رجع إلى ذاكرته فسيكتشف عددا من النصائح من هذا المنقذ والتي جعلته في موقف محرج وكم من الإرشادات التي كانت خاطئة وكم من المعلومات والأرقام التي اعطيت وتبرع بها وليس لها أساس من الصحة وضعت هذا المسؤول في موقف لا يحسد عليه.
ويوجد في ذهني عدد من المسؤولين الذين كانوا ضحايا لمثل هؤلاء فمتى ننتبه ومتى نتعظ؟! وأنا متأكد أن الأزمة الحالية للبلد والأزمات التي قبلها كانت لنفس السبب، وإذا أجريت إحصائية بسيطة فسنكتشف عدد الخبراء والعلماء الذين يجلسون في بيوتهم تأكلهم الأيام ولا يستفيد منهم هذا البلد الذي صرف على تعليمهم وعلى اكتسابهم لخبراتهم وذلك للأسف لأنهم لا يعرفون الكذب والتدليس والنفاق، فإن مصيرهم هو مساعدة ربات البيوت في رعاية الأطفال وجلب أغراض الجمعية.
إن هذا الأمر جدي ومؤثر وحساس ويجب أن يتدخل صاحب الأمر لإنقاذ البلد ومستقبله من هؤلاء المرتزقة الذين لا يهمهم إلا مصلحتهم ولو على حساب بلدهم وولي نعمتهم بعد الله عز وجل لأنه ومع بقائهم ستتكرر مشاكل البلد إلى ما لا نهاية و«لا تسلم الجرة في كل مرة»، ثم كيف استشير واطلب النصيحة ممن لم ينجح في مجال عمله؟! ففاقد الشيء لا يعطيه ولو أن هذا العبقري عبقري حقا لما ترك مكانه وأصبح بطانة.. الا هل بلغت، اللهم فاشهد.. ربي احفظ هذا البلد آمنا واحفظ أهله.. إلهي آمين.