ياسر العجمي
الحديث عن القنوات الفضائية سيطول ولن يقفل بابه ما دمنا امام سلاح العولمة وبين مطرقة التطور وسندان التجديد، لقد تحدث الكثيرون عن هبوط المستوى الفني لدرجة الانحلال وخاصة في شهرنا الفضيل وكأن الشياطين تعودهم على جمع ما لديهم من دنو اخلاقي لعرضه في رمضان، الا انني، وكحال الكثير ممن يعشقون متابعة الاعمال الرمضانية، كنت في شهر رمضان ممن يجعل تركيزه على احد المسلسلات الهادفة وجعله محور متابعتي وشغفي وحماسي لمتابعة هذه القنوات، الا انني ومن خلال جولاتي لاختيار احد المسلسلات للتركيز عليه وجدت نفسي لا شعوريا اعود للتركيز على مسلسل، اكتسب شهرة واسعة لدى مجتمعنا الخليجي واصبحنا لا نتخيل ان يمر رمضان من دون متابعة حلقاته ليس لشهرته فقط بل لواقعيته!
فالمسلسل يعتبر من اكثر المسلسلات محاكاة للمجتمع، يطرح العديد من القضايا الهادفة التي يعاني منها المجتمع الخليجي بشكل عام، يطرح المشاكل والهموم المتلبسة اجساد المواطنين بأسلوب فكاهي ساخر جميل يخفف من وطأة كشف الحقائق ويجعل الهدف يتحقق بطريقة ممتعة، لاشك أنني هنا اتحدث عن مسلسل «طاش ما طاش» المسلسل الذي عرض في شهر رمضان على مدى 15 عاما ولا يزال يحتل الصدارة من افراد مجتمعنا الخليجي بشكل عام، فهذا المسلسل لم يتحدث عن واقعية مجتمعنا فقط، ولم يعرض ما هو يندر من مشاكل جل ما نراها ما بين «الاسر المخملية ذات القلة العددية» في مجتمعاتنا التي من المحتمل ان تكون كل تلك التفاهات والفساد الاخلاقي الذي طرح في تلك المسلسلات الهابطة منغمسة في وسطها، على العموم استطاع «طاش ما طاش» ان يتميز وللمرة الخامسة عشرة بجودة الطرح وواقعية الاداء مع التميز بالفكاهة والسخرية الرائعة التي لا يجيدها ولا يبدع فيها سوى الكبار امثال ناصر القصبي وعبدالله السدحان، لقد استطاع هذا الثنائي ان يخفف علينا وطأة الاحباط الذي اصابنا جراء سوء الاعمال الفنية التي قدمت في العديد من القنوات الفضائية، ولاشك ان فريق العمل للمسلسل بشكل عام يستحق التقدير والثناء خاصة ان الافكار كانت متعددة مع تعدد المؤلفين الرائعين والذين برز من بينهم العديد من الاكاديميين لعل الدكتور عبدالرحمن الوابلي من ابرزهم واكثرهم جرأة ولعلي سأركز في مقال خاص على احدى الحلقات التي قام هذا الاستاذ الاكاديمي المبدع بتأليفها.