قال ربنا سبحانه: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
جعل الله عز وجل الزواج آية من آياته.. به استقرار للنفس البشرية.. صفاء للذهن.. جعله حبا ومودة وسلاما.. فهو عفاف للرجل.. وستر للمرأة.. ومن دونه يكون الفساد في الأرض..
لقد اشتكى لي صديق من أهله.. وهو في العشرينيات من عمره.. كلما فاتح أهله بموضوع الزواج.. يتحججون بحجج واهية وغير عقلانية.
فلا تخلو أسرة من الأسر الا ويكون هذا المنطق موجودا بالأسر..
ألا وهو «توا صغير» أو «توا صغيرة»..
بنظرهم لأنهم غير مسؤولين عن الزواج وتبعاته..
علما بأنهم حكموا عليهم بهذا الأمر حكما لا يرضي الله ورسوله، ولا يعلمون انهم بتصرفهم هذا قد يفسدونهم..
كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد عريض»
بتصرفهم غير العقلاني هذا قد ينجرف الشاب والفتاة الى طريق الحرام..
ان حكمهم السالف الذكر لا يستند إلى الشروط التي وضعتها الشريعة الإسلامية، والتي مفادها بأنه: مادام الشاب قد بلغ مبلغ الرجال وعنده الكفاءة ورجاحة العقل والدين والاستطاعة على تحمل مسؤولية الزواج وتبعاته من تجهيز مأوى مناسب والملحقات المتعلقة بالزواج.. وكذلك بالنسبة للفتاة التي قد بلغت مبلغ النساء وعندها الكفاءة والشروط التي قد حددتها الشريعة الإسلامية.
فعلى كل ولي أمر ألا يستهين بهذا الأمر وأن يبادر في تزويج أبنائه واختيار الصالحين لهم، وألا يقول للشاب: ما زلت صغيرا وفي المقابل للبنت أنت ما زلت صغيرة..
ليحكم عقله ويتبين من أمره ولا ينتظر من أولاده أن يفاتحوه هم بالموضوع فالحياء ربما يمنعهم.. فليبادر كل أم وأب في هذا الموضوع وأن يهيئوا أبناءهم لهذه المرحلة الجديدة وأهميتها فلا اخفيكم امرا بأن بعض الأهل يتخوفون لأنه أبناءهم ليسوا أكفاء لهذا الأمر.. ولكن بالتعليم والتعلم والإرشاد والنصح «يصبح الملحد إماما».
فيا من تنادون بذلك حكموا شريعتنا الإسلامية الحسناء ويكون ذلك هو المعيار الذي يستند إليه.
وعلى كل ولي أمر أن يتذكر ضعف الإنسان أمام غرائزه لاسيما غريزة الجنس.. واذكركم بقول الله تعالى: (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما، يريد الله أن يخفف عنكم، وخلق الإنسان ضعيفا).
twitter: @Y_Alotaibiii
Email: [email protected]