سألني قبل أيام خلت صديق عزيز عن أنني قد كان ومازال لدي باع ضليع في المعرفة بأمور العلوم والتكنولوجيا والتنمية والبحث العلمي، فما سبب تقهقر دولتنا الحبيبة في سلم التقدم ونكوص مجتمعنا عما كان عليه لسنوات غابرة، والغير من الدول، لاسيما دول مجلس التعاون الخليجي عرف بازدهاره واضطراد من العطاء والتطور.
أجبته، وكلي حسرة وتأفف، بأن وضعنا الحالي سببه عدة عوامل مجتمعة بعضها مسؤولية السلطة التنفيذية وأخرى تؤول إلى السلطة التشريعية والأخرى والأهم فينا نحن ابناء هذا البلد.
وأضفت لمحدثي أنه وقبل مناقشة الأسباب اود ان اذكر بأن دولتنا الغالية تحتضن مواطنين من اجيالنا ومن الشباب فهم فخر في العطاء والتضحية للبلد متى ما اعطوا الفرصة، وأضيف أن الكويتيات قد ابلين ومازلن صاحبات تضحية ونفس في خدمة الكويت.
وقد تؤول اسباب تأخرنا الى عدة اسباب منها:
- انتشر في السنوات القليلة فساد ورشاوى وعدم مسؤولية وغش وخديعة ـ لغياب العقاب ـ وكأننا لسنا بكويت السبعينيات والثمانينيات ولذلك انطبق علينا قوله تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها)، وعلاج ذلك في قوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لنعد كويتيين الى ما كنا عليه من اخلاق وضمير وحب للكويت كما كنا قبل عقدين.
- قصور الرؤية في هيكلية صنع القرار وغياب التشابك والتكامل في هذه المسؤولية وإنشاء هياكل تنظيمية ومؤسسات علمية ورقابية.. إلخ، لتوزيع المسؤولية فيها محاصصة ومن هو اقرب للمتنفذين وتتسم آلية صنع القرار بردات الفعل وليس بالفعل وبحلول عرجاء وبأسلوب لهذا القرض ad-hoc وعدم الجدية او المقدرة على التكهن او صنع آلات تنفيذية للقرارات. والدليل على ذلك تصريح وزير سابق للتنمية قبل أيام بأن خطط التنمية بعد إقرارها تنسى وتهمل بفعل سياسيين للحكومات ومجالس الأمة السابقين، وحل ذلك بانتهاج آلية لصنع القرار وفق انسياب للمسؤولية، بما في ذلك محاسبة المقصرين والمفسدين - وعدم اسداء امور المؤسسات المهمة لزعير وعوير ومن عافه الطير ارضاء.
- عدم الضرب بيد من حديد على كل من اساء للكويت قولا وعملا، او المحاسبة الكيدية لهم ودليلي على ذلك ما نقرأه في الصحف بشكل يومي من التحويل الى النيابة وأقول بفهم مشدوق الله يكون في عون النيابة ويساعدهم على ذلك.
وكذلك عدم سماعنا بعقوبة وقعت على اي منهم واسترداد ما نهب من اموال البلد، وعقابه على فساده، وحل ذلك ان تضرب بيد من حديد على وجوه وظهور وأدبار هؤلاء.
- عدم الاستفادة القصوى من خبرات وعطاء اهل الكويت وما اكثرهم في جميع التخصصات، واقتصاد ذلك على وليجة من البشر كل همها القول (تمام يا فندم) وحل ذلك بتيمم الوجوه لأهل العطاء والخبرة.
- وهناك اسباب عديدة اضفت لمحدثي الا انني اكتفي حاليا بذلك، لعل وعسى.
[email protected]