نزل القرآن وبه من الاعجاز واختراقه لحجب الماضي والمستقبل وما تخبئه النفس البشرية، كما اشتمل القرآن على معجزات علمية عديدة ومختلفة بدأ العلماء قبل فترة بتحليلها وسوف يؤدون ذلك الى ان يرث الله البسيطة، بيد ان كلمات الله- عز وجل- وعلومه واعجازه ديمومي لا ينفد.
الا ان هذه المعجزات تشحذ فينا الهموم وتتوخى من أولي الألباب والعقول ان يتوصلوا لفهم هذا الاعجاز وتلك المعجزات في الكون وفي الانسان وفي النبات وفي الحيوان وفي الجماد.. الخ.
يبين لنا سبحانه وتعالى في سورة الانعام ان الدواب في الارض والطائر في السماء خلقت كأمم مثل أمم البشر، لكلل منهم منهجا في الحياة والتخاطب والتزاوج والحصول على الاغذية وحماية النسل.. الخ، كل وفق منهجية ربانية استطاع بعض العلماء وباستخدام التطور العلمي التصرف وتحديد بعض من هذه المنهجيات، وللنمل عالم ودورة حياة ومعيشة خاصة به، لاسيما أن حجمه وطوله لا يتعدى قياسات قليلة وتستوجب الحفاظ على عالم خاص به.
استنتج العلماء بعد دراسات وابحاث مضنية ان النمل يتصرف بعقلانية وقد يكون من اذكى الحشرات قاطبة، يرى الاشياء وفق موجات صوتية لا يملكها حتى الانسان، وللنمل لغة ذات طابع كيماوي يستخدمها في التواصل والانذار، وبتشريح النمل وجد ان جسمه يتضمن جهازا هضميا متطورا مكونا من فم ومريء ومعدة وامعاء وجهاز ضخ ومص، يعرف من خلالها النمل الاجناس الاخرى منه، ففي قرية او محيط واحد لمجموعة من النمل تنتشر بينهم المودة والالفة، ومع نمل من قرى اخرى فهناك ضراوة في العداوة تقود الى الحرب تكون فيها الحياة للأقوى، والنمل لا يكمل في حياته ولا يمل او يستسلم بل يعمل ويعمل ثم يعمل.
هناك ما يربو على ستمائة نوع من النمل يعيش معظمه في المناطق الاستوائية ويمثل 1% من مجموع الحشرات، يعيش النمل في مستعمرات يصنعها في الارض داخل الاخشاب الجافة، او اي مكان اخر مناسب ويختلف حجم ونوع هذه المستعمرة وطريقة بنائها حسب ما يسكنها من النمل، وتقوم ثلة محدودة بجلب المواد الغذائية والحبوب لخزنها بعد تفتيتها لكي لا تنبت اذا ما تعرضت لرطوبة، سبحان الله من ألهم النمل ذلك؟ ولندهش من اعجاز الله اكثر اذا علمنا ان النمل يخرج الحبوب الى الهواء الطلق لتجف ثم يعيد تخزينها، لكي لا تنمو - سبحانك الفرد الصمد!
تنقسم امة النمل الى الملكات ولها آلية للطيران مكتملة وعلى عكس النحل فهناك اكثر من ملكة في مستعمرة واحدة، ودور الملكة القيادة والتوجيه والى العاملات التي تشكل غالبية المستعمرة وهم اصغر من الملكات حجما، ومنها من يتخصص في الدفاع كجنود عن المستعمرة، وهناك الذكور وهي مجنحة ووظيفتها التلقيح، وهناك اعجازات عديدة لهذا المخلوق.
ولكن كيف لنا ان ننسى عندما حذرت نملة رهط النمل عن الابتعاد عن جيش سيدنا سليمان عليه السلام لكي لا يفنيهم من دون قصد؟ من ألهم النمل ذلك؟ وكيف أوصلت الرسالة أو المعلومة لبقية النمل؟
هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه.
[email protected]