أنزل القرآن المجيد بواسطة سيدنا جبريل عليه السلام على قلب سيد الخلق عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم ليكون موعظة وهدى وحقا.
ففي آياته الجليلة إشارات عديدة للخلق عسى ان تكون لهم قلوب يفقهون بها، بيد انهم ما انفكوا وعلى مرور العصور يكررون ذات الأفعال والأقوال المشينة التي تغضب الله ورسوله.
والجأر في اللغة الصراخ والتوجع عندما يصيب الناس خطب ويضحون خائفين مما هم عليه.
وفي سورة المؤمنون يبين الباري أن الإنسان يمارس في حياته الدنيا شتى أنواع المنكرات وما حرم الله ونهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وعندما ازفت الآزفة يوم لا ينفع مال ولا بنون وعندما يأخذهم العذاب اذا هم يجأرون.
فما رد القرآن عليهم لحينها (لا تجأروا اليوم انكم منا لا تنصرون) أي اذا انقطعت عنهم النصرة من الله، وانقطع عنهم الغوث فلن يستطيعوا نصر أنفسهم، ولن يناصرهم أحد قط.
نستعرض أدناه نماذج لمثل هؤلاء الشرذمة.
الصنف الأول: وهما الراشي والمرتشي والرائش (الوسيط) فبعملهم هذا يمنعون الحق عن أهله ليحظى به أهل الباطل، فهم لا مراء جاء بهم الباطل وزهق منهم الحق.
والنوع الثاني: وهي الشركات والمؤسسات التي تحضر العمالة الأجنبية، وبعد تسليم مستحقات المناقصات لأصحاب الشركات يتركون هذه العمالة سائبة من دون راتب لمدة قد تصل الى ستة أشهر، وهؤلاء العمال لديهم احتياجات العيش في الكويت، ودواعي كفالة ذويهم في بلادهم مما قد يضطرهم الى عمل ما هو مخالف للشرع والقانون، وليعلم أصحاب الشركات انهم صنف من ثلاثة أصناف الرسول صلى الله عليه وسلم خصمهم يوم القيامة.
ومن يكون الرسول خصمه فعليه العوض، وهنا لا نبرئ الجهات الحكومية ذات العلاقة بالتأكد من حصول العمال على مستحقاتهم.
والنمط الثالث: وهو الأسوأ من يستخدم شتى أنواع النفوذ ومختلف الوسائل غير المشروعة للسطو والاستيلاء على المال الحرام معتقدا انه وإن أفلت من العقاب لسبب أو آخر فإنه في مأمن.
يالغباء هؤلاء، وهؤلاء من قال عنهم القرآن (لهم أعين لا يبصرون بها و لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم آذان لا يسمعون بها)، وأضاف القرآن أنهم سيأتي كل واحد منهم يوم القيامة يحمل ما غل وسرق واغتصب فوق رأسه امام الأشهاد.
ويضيف أهل العلم أنه يأتي يوم القيامة تلقى عليه أوزار وآثام الشعب بأكمله مما سرق حينها، كما انهم سيفاجأون بالعذاب الذي يأخذهم اخذا، مستغيثين مسترحمين يتلقون الزجر والتأنيب والتيئيس من كل نجدة ونصير، لعل غمرتهم في الدنيا عن الحق تفيدهم في الآخرة.
وقد يرتئي البعض ان هذه أمور مبالغ فيها أو انها كلام صحف نحن ننصحهم بالتوجه الى مشايخهم ومقلديهم ممن ليسوا من أصحاب الفتاوى المعلبة أو المتساهلين لإرضاء اهل الغنى ليستفتوهم وينظروا ماذا يكون الجواب وقد يستطيعون رفع المظالم عن الناس، لعل وعسى.
[email protected]