سبحت الكويت خلال الشهر المنصرم في بحر منعش دافئ من المحاضرات والندوات والوعود والملاحظات والتهجمات التي تطرق لها مرشحو مجلس الأمة.
ولي مقولة أرددها دائما «بأنه ليس على المرشح حرج» فيقول ما يقول ويرعد ويتوعد ويمنّي ويتمنى، لكن المحك الرئيسي ومربط الفرس هو انجازاته تحت قبة عبدالله السالم - رحمه الله.
ولنا قريبا مثال صارخ لترامب عندما كان مرشحا، قال ما قال، وهدد وتوعد، وعندما وصل الى سدة الرئاسة، أُدب وعُلّم بأن الولايات المتحدة الاميركية لا تدار هكذا.
أتت انتخابات مجلس 2016 بنتائج لم يتوقعها الكثيرون وأذهلت العديد بزحف ثلة من الشباب الذين يُتوسم فيهم الخير، ونوصيهم بعدم الاندفاع والتهور في تأجيج الشباب، لأن للكويت حقا لا ينال بالصياح وكثرة الاستجوابات وتكدير الصفو.
ولي أن أقر وأفتخر بأن شعبي شعب الكويت قد نضجت قدراته ومفاهيمه الديموقراطية، ولم يعد ينطلي عليه زيف الحقائق أو الوعد بالخدمات السياحية.
وعلى أعضائنا وبعد ان نبلغهم بتهانينا القلبية ونتمنى لهم النجاح، أن يعوا ان شعب الكويت اضحى وأمسى شديد المراس، فبعد ان اعطى الفرصة لكم، ليس عليكم ان تردوا التحية بمثلها، بل بأحسن منها اضعافا مضاعفة.
أعضاءنا الكرام، ما قد يبتغيه الشعب الكويتي منكم، بعد ان تؤدوا القسم، وإن حنثتم فستكون يمينا غموسا، عليكم ان ترتأوا ولا تألوا جهدكم فيما يلي:
٭ التيقن بأن اهل الكويت وأنتم كذلك، لا تريدون إلا أسرة الصباح حكاما وأولياء أمر، وعليكم تعضيد ذلك بجعل الدستور نهجكم بتشريعات جدية وواقعية وتحاكي تطلعاتنا، وبرقابة صارمة وحساب أشد صرامة لمن يخالف القانون كائنا من كان، واضعين تحت وجدانكم مقولة والدنا وأميرنا، حفظه الله «طبقوا القانون على كائن من كان» على أن يكون ذلك بالحق، وليس بالافتراء أو الانتقام أو التشفي.. العدل اساس الحكم، فعليكم بتحسس احتياجات هذا القطاع ومساندتهم بتشريعات تعطي لهم الحرية والكرامة.
٭ الامن الداخلي والخارجي، إذ انه دون امن لا تستطيع الدولة ان تتقدم او تنتهج اي منهج، وعليكم بمد يد العون بالتشريعات اللازمة لقطاع الداخلية لمحاربة المتطرفين وشل يد تاجري المخدرات والقضاء على تزوير الجناسي وازدواجيتها، ومراجعة فاعلة لبند «الخدمات الجليلة» وإبعاد المجرمين والقصاص.. إلخ.
ونأتي بعد ذلك الى قطاع الصحة الذي انتهكت حرمته بالعلاج السياحي والتكسب والرشى بشراء الأجهزة والمعدات، ونحن نعلم بذلك منذ سنوات خلت، ومراجعة دقيقة وكافية، والعمل على عدم جعل الكويت اضحوكة للشرق والغرب، والعمل على نهج جديد للخدمات الصحية.
٭ مراجعة حال التعليم العام بمراجعة المناهج، مع اهل الاختصاص، آملين ان تسند لهذه الوزارة والتي هي عمود التقدم الى من هو لها كفء.
تعزيز قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ولدينا وثيقة كاملة بهذا الشأن لمن اراد المساعدة في ذلك.
تعزيز الاقتصاد الكويتي والعمل على إيجاد بدائل للدخل، بالتنمية الزراعية و الصناعية ووقف هدر المال داخليا وخارجيا، بما في ذلك تعزيز قطاع البترول وهناك دراسة لذلك .
٭ العمل على رد كل ما سرق من الكويت من تحويلات واختلاسات كما وردت في دراسة نشرت قبل اسبوعين في هذا الشأن، فالمال الكويتي ليس سائبا، وللكويت حوبة في هؤلاء ان شاء الله.
ونختم بما ورد في سورة الطلاق: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا).
وبشطر بيت الشعر:
ولي وطن آليتُ ألّا أبيعه
فها الله ها الله بالكويت وأهلا
وها الله ها الله بالكويت وأهلها
ثم ها الله ها الله بالكويت وأهلها
[email protected]