جبل أهل الكويت، ومنذ نشأتها، على حياة التواصل والشورى والتعاضد وتبادل الرأي والخبرة منذ نشأة المجلسين الأول والثاني، اذ انعكس ذلك على تأسيس مجالس منتخبة مثل المعارف والبلدية.. إلخ، وكان لكثرة سفر أهلها للتجارة اثر كبير على الاطلاع على محتوى حياة تلك الأمم ومعيشتها لنقل أخبارها الى أهل الكويت.
اما الرافد الأساسي والملتقى للرأي وتبادل الحوار فكان يتم تحت قبة الديوانيات، والكل يقر بأنها كانت وما زالت هي المحك الرئيسي للحياة الاجتماعية والمناحي السياسية في الكويت، فتحت قبة هذه الديوانيات والتي كانت في مواقع كثيرة من الكويت يجتمع أهالي الحي أو غيرهم ليتبادلوا شتى أمور المعيشة والوضع السياسي والوضع الاقتصادي حتى اذا ما أدركوا الحاجة الى تدخل رسمي وموافقة حكومية تشكلت جماعة لمقابلة ولي الأمر وهو حاكم الكويت لعرض الأمور ومناقشات المنغصات وسبل التواصل لحياة أفضل واقتصاد أزهى للكويت وأهلها.
كما ان البعض قد اهتم ودأب على احضار المجلات العربية من مصر أو لبنان أو سورية أو العراق للاطلاع على أخبار العالم العربي والاستماع الى إذاعات أجنبية لتحسس الوضع العالمي خلال سنوات الحربين العالميتين الأولى والثانية، واجتهد بعض من أهل هذه الأرض الطيبة لإصدار مطبوعات محلية تحمل للقارئ الكويتي كل ذلك إضافة الى الاصدارات الأدبية والدينية، وبعد الاستقلال تأطرت هذه الظاهرة بوضع قانوني ومؤسسي من خلال المجلس التأسيسي ثم مجالس الأمة المتعاقبة، إضافة الى اصدار كم هائل من المطبوعات بشتى التخصصات العلمية والأدبية ملأت بها مكتبات العالم العربي والإسلامي والأجنبي، كل ذلك لم يجذب أهل الكويت من ديوانياتهم التي هي المصدر الأساسي للقاء والتعارف وتبادل الرأي.
وخلال العقدين المنصرمين لعبت الدواوين دورا ضليعا فيما قبل الانتخابات، حيث تستضيف المرشحين لعضوية المجلس لمناقشة برامجهم وتطلعاتهم وطموحاتهم قبل الانتخابات.
وفي مناقشة قبل اسبوع مع صديقين فاضلين من أهل الكويت دار نقاش لاقتراح قدمته بأن يتطوع أهل الكويت وهم كثر بافتتاح ديوانية أو أكثر في كل دائرة انتخابية تخصص لاجتماع كل شهرين أو ثلاثة أشهر من خلال حضور رهط من أبناء الدائرة في تخصصات ومشارب وخبرات مختلفة للاجتماع اجباريا مع أعضاء دائرتهم بقصد مناقشة أمور تهم الكويت، وأهم من ذلك تقييم أداء الأعضاء لكي لا يكون لهم الخيرة بحجة الحصانة تحت قبة عبدالله السالم رحمه الله، بأن يسرحوا ويمرحوا كيفما شاءوا وان تكون هذه الدواوين قبة مصغرة لقبة عبدالله السالم، حيث يقوم وينصح ويزود ويحاسب ويقيم أهل الدائرة أعضاءهم كما يقوم الأعضاء بذات الدور مع الوزراء، إضافة الى ان يكلف بعض من مرتادي الديوان باقتراح مشاريع مهمة للدولة يتبناها الأعضاء لتكون داعما للتنمية الوطنية، وبذلك يزداد عطاء الأعضاء ويتحسسوا مسؤولية محاسبة أهل الكويت لهم، اذ لا يوجد الآن سبيل لذلك الا من خلال التواصل الاجتماعي أو من خلال الزيارات الخاطفة أو المناسبات للأعضاء لدواوين مناطقهم.
فهل من مبادر لتعليق الجرس ليتبعه آخرون اذ ان رفعة الكويت وتطور مجتمعها هما المبتغى؟
[email protected]