أُنزل القرآن الكريم، بواسطة الروح الأمين القدس سيدنا جبريل عليه السلام، على قلب خير من وطأت قدماه الأرض صلى الله عليه وسلم، ليصبح أساس الإسلام خاتم الأديان بنهج متكامل يبين للبشرية والثقلين - وليس المسلمين فقط - أسس عبادة الرحمن ومنهجية الحياة والتعامل بين الخلق. وزاد هذا الشرف الأحاديث النبوية الشريفة ليكون الإسلام وحدة متكاملة لا يأتيه الباطل، مهما علا صوت الحاقدين، أو غلو وكراهية المارقين.
فبهذا النهج انتشر الإسلام بدءا من مكة حتى وصل الى شتى بقاع المعمورة. ولم تتضمن تعاليم الإسلام أي فرص أو توجه أو ممارسة تعكس وحشية للإسلام.
أفمن المنطق أن تكون رسالة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم متضمنة الإرهاب؟! أيعقل أن يحمل رسالة الإسلام، أفضل خلق من بعده صلى الله عليه وسلم ألا وهم الخلفاء الراشدون أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم بمنحى يحث على القتل والنهب والسرقة.. إلخ؟! أتكون مهمة من بعدهم من آل البيت والصحابة الكرام حمل الرسالة أم تدمير البشرية؟!
كلا وألف كلا!
ومن منطلق إن تنصروا الله ينصركم؟ علينا معشر المسلمين أن نبين للكل وفي أي مكان وفي أي وقت نقيض ما يصفنا به شرذمة الخلق أعداء الإسلام.
ونسوق أدناه التعاليم والأسس التي حث عليها الإسلام ليرى كل ذي لب كينونة وديدن دين العزة والكرامة الإسلام.
٭ من أهم التعاليم، والأوامر ان شئت القول، للنبي صلى الله عليه وسلم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ففي أي قاموس أو منجد تترجم وتشرح الرحمة بالقتل والتدمير؟!
٭ تميز الإسلام بمنهجيته التكاملية التي تتيح للمسلمين، من خلال القرآن والسنة النبوية الطاهرة، التعرف والعمل على وتحسس شؤون حياتهم وعلاقتهم مع أنفسهم وذويهم ومجتمعاتهم والعالم الآخر وفق نمط وأسس إنسانية لا تحيد عن الحق، ولا تأمر بالمنكر والسوء، بل وتحض على المعروف والاحسان وتحض على التعاون والتآخي والعمل الدؤوب لخير البشرية، وعدم الاعتداء على أو انتهاك حرية الآخرين إلا بوجه حق، كيف لا وقد أمرنا الخالق سبحانه بإعمار الأرض؟!
٭ نوه وحرم ومنع سبحانه وتعالى الاعتداء على الآخرين وقتلهم وعقوبة ذلك كما جاء في قوله (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما».
٭ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع بجنده قبل الخروج بالسرايا ويأمرهم ويحثهم بألا يقتلوا إلا من قاتلهم وألا يعتدوا على النساء والشيوخ والاطفال، وألا يحرقوا أملاك آخرين ولا يقطعوا شجرة أو نخلة.
٭ في إحدى الغزوات وعندما همّ أسامة بن زيد بقتل أحد المشركين نطق بالشهادة، إلا أن أسامة لم يأبه لذلك فقتله، وعندما وصل الخبر الى النبي صلى الله عليه وسلم لامه أشد اللوم وعنفه أشد التعنيف لفعله ذلك، وحاول أسامة تبرير ذلك بأن نطقه الشهادة تخوفا من القتل، فأجابه سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: هل شققت عن قلبه وكيف ستحاج بذلك عند الله يوم القيامة؟ وتمنى أسامة حينها أن لو لم تلده أمه.
فلنا أن نتصور أن أحد المقاتلين والمشركين ناصره رسولنا على تصرف أسامة ولم يوافق على فعلته، وهو كان عدوا محاربا لجيش المسلمين، أبعد ذلك عدل؟
٭ تتضمن مسيرة الإسلام عدم الاعتداء على الأنفس حتى وإن كان حيوانا، فتذكر للمسلمين كيف أن امرأة دخلت الجنة لسقيها هرة عطشى، وأخرى دخلت النار لحرمانها قطة من الأكل والشرب، فهذا النهج الإسلامي يدعو الى المحبة والتآخي وعدم إزهاق النفس وإن كان حيوانا.
٭ ومن تعاليم الإسلام أنه من قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، فهل هذا دين يحض على القتل والدمار والسلب والنهب؟
٭ لقد حرم الإسلام تحريما شديدا التمثيل بجثث القتلى عند الحروب حتى وإن كانوا غير مسلمين اذ ان الإسلام الذي كرم بني آدم في الحياة فمن الاولى احترامهم وهم أموات، وعليه فهل يصدق ذو لب أن تعاليم الإسلام ومنهجيته تبيح تلبيس إنسان ملابس حمراء ووضعه في قفص وتوصيل جسده بحبل مشرب بمواد مشتعلة ليؤذن بحرقه بنار تصلي جسده وهو حي يشعر بذلك ويتأذى جسده بهذا الجرم؟!
٭ يقر الإسلام كما ورد في القرآن عقوبة الحرابة، وذلك لآثام وجرم عدة منها السعي في الارض فسادا كما تقوم به شراذمة مرتزقة مولتهم واحتضنتهم دول لا تحب خيرا للإسلام والعروبة وكارهة وناقمة عليهم من أمثال القاعدة وداعش وحزب الله وباكوا حرام وغيرهم.
وتتباين عقوباتهم بالقتل أو الصلب أو أن تقطع أيديهم اليمنى مع قدمهم اليسرى وأيديهم اليسرى مع قدمهم اليمنى أو النفي منن الأرض عقوبة في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم. ترى من يشجع الارهاب ويحتضنه أهو الإسلام أم دول راعية مرتزقة لا يخشون الله ورسوله ولا تأخذهم في حرمة الإنسان لومة لائم؟
٭ صدرت عن مؤسسات عربية وإسلامية وعلى رأسها منظمة العالم الإسلامي إدانة تامة لكل المنظمات الارهابية وإدراجها على القوائم السوداء ومصادرة والحجز على أموالهم وممتلكاتهم.
أفبعد كل ما أسلفنا وأمثلة أخرى ودلائل لحب الإسلام للخير يصبح أو يغدو أو يمسي الإسلام دين إرهاب؟!
[email protected]