للباري جلت قدرته حكمة في شؤون الحياة للدول وللخلق، ففي مجال الخيرات والثروات يبسط سبحانه الرزق على الدول او الافراد او يقدره عليهم، كل بحسبان ووفق حكمته وشأنه.
سمعت وعايشت في وطني الحبيب الكويت كرم الدولة والمؤسسات الحكومية في مساعدة دول شرقا وغربا وشمالا وجنوبا للتغلب على الصعاب وللمساعدة على التنمية والتطوير، واضعين في تصميمهم على ذلك بأن رزق الله يجب ان يناله الضعيف والمحتاج.
اما احبائي اهل ديرتي الغالية فإن موقفهم مع المحتاجين والعوز من الخلق يمتد لسنوات عديدة، إلا أن ما زادني فخرا وعزة مواقف اهل الكويت والجمعيات الخيرية فيها بالمساعدة غير المحدودة لمن تعرضت له مجتمعاتهم في السنوات الاخيرة من دمار وحروب، لاسيما العراق وسورية واليمن ولبنان.
فلقد شمر اهل الكويت عن سواعدهم ليقفوا ويساعدوا كل ملهوف ومحتاج ومعوز انقطعت بهم السبل إلا لوجهه تعالى، فجمعوا التبرعات المادية والعينية وتوجهوا لتلك الدول وغيرها بالطائرات والسيارات لمسح دمعة يتيم ولمواساة ارملة، ولتخفيف حزن ثكلى، ولتهدئة روع انسان فقد اهله وماله وصحته ووطنه.
احبائي اهلي، اهل الكويت، وبرب البيت ان الله وملائكته يشهدون عملكم هذا، وتذرف اعيننا دمعا، دموع العزة والشرف، ونحن نراكم ميمنين اوجهكم شطرهم غير مبالين لما قد تتعرضون له من مخاطر وصعوبات، وحتى من وقف ضد الكويت واحتلها ودمرها كنتم لهم خير معين.
الا يحق لي ان اتشرف بسيدة فاضلة من اسرة كويتية عريقة، آل العسعوسي، بأن باعت مدخراتها واملاكها ووجهت كل ذلك شطر اليمن لتنقذ وتساعد في تخفيف الوطء عن حوالي 5 آلاف عائلة؟!
اهلي وشرفي وعزوتي اهل الكويت، ابشركم بما ستواجهون في دنياكم وآخرتكم من كل عمل جليل قدمتموه للمحتاجين، القول الشريف «من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».
قد تكون دولتي الحبيبة صغيرة بالمساحة، ومحدودة بالثقل العالمي، الا ان افعالكم وعطاءكم هذا قد جعل منكم ومن الكويت عملاقا كالطود العظيم.
هؤلاء اهل الكويت فجئني بمثلهم اذا جمعتنا يا جرير المجامع.
[email protected]