في بداية ستينيات القرن المنصرم طربت آذان أهل الكويت بصوت حنون شجي يدعى شادي الخليج، ولقد تساءل الناس عن كينونته ومن أسماه، حيث تبين لهم أنه من أسرة طيبة عريقة ويدعى عبدالعزيز المفرج، وأطلق عليه هذا اللقب أحد أفضل رجالات الكويت والذي كان مربيا وديبلوماسيا ووزيرا محبا للفن ألا وهو حمد الرجيب، رحمه الله.
وخلال دراسته في مصر العروبة لم ينقطع نشاطه الغنائي وعطاؤه الفني في مختلف المناسبات، حتى غدا حينها صوتا يشنف آذان محبيه بأغانٍ ذات طابع بعيد عن السفسفة ورخص الكلمات، ولازم في حياته العديد من المؤلفين والملحنين وزملاء له في مجال الغناء والأداء الملتزم. ولن نكون منحازين له لكونه من مشجعي نادي القادسية، فحسب، إذ كان مشاركا في الطرب ناديه عند فوزه في البطولات.
بيد أن لنا في تبيان لمن لا يدري، لماذا اعتبرناه قامة فنية شامخة؟
في نهاية السبعينيات والثمانينيات برز على الساحة الكويتية نشاطان كانا لهما شعبية مدوية محليا وصدى كبيرا خارجيا، ألا وهما: الفريق الوطني لكرة القدم وانتصاراته ومشاركته في جميع البطولات محليا وإقليميا وخارجيا، وبتبني شادي الخليج وبمشاركة سناء الخراز الأغاني الوطنية الحماسية ذات المدلول الشعبي والمتنوع بلوحاته المختلفة، لاسيما في الأعياد الوطنية، وكان طابعا لم تشهده الكويت من قبل.
والحق يقال ان شادي الخليج وكذلك سناء الخراز قد أبليا بلاء حسنا، وأصبحت أغانيهما الوطنية وأهازيجهما الشعبية على لسان أولادنا في كل منزل. وهكذا انتشرت أغاني بوعلي ودوت شطحاته وصدح أداؤه بالأغاني ذات الحس الوطني إضافة الى أغانٍ أخرى. فأصبح بذلك علما خفاقا ورمزا في مجال العطاء الغنائي، وحري بالذكر أن للشيخة أمثال الأحمد الصباح، ومنذ فترة، جهدا مميزا في تنظيم الأوبريتات الوطنية ذات النهج القومي. جزاك الله عن أهل الكويت كل خير يا الخالة.
وحيث إن الله يداول الأيام بين الناس، وإن الله يبتلي المؤمن كما يشاء، فلقد ابتلى الله عبدالعزيز المفرج بمرض عسى أن يكون له كفارة وأجر وعافية، وعند عودته من مستشفى الصدري أثناء وعكته وقبل أن أسلم عليه بادرني بأخلاقه الدمثة: دكتور شلون الاخوان والأولاد.
وبعد عودته من رحلة العلاج الأولى كنت أتقابل معه ومع الفنان المبدع يوسف المهنا عند زيارتنا في وعكته الصحية إحدى قامات الشعر والتأليف الكويتيين النسيب مبارك الحديبي شفاه الله وعفاه، وهو الذي التقى مع شادي الخليج بأروع الأغاني الكويتية ألا وهي سدرة العشاق. وكنا نحن الأربعة د.مبارك الحديبي وشادي الخليج ويوسف المهنا ونفسي نجتمع في حب نادي القادسية، ويا ويله أحد الزوار إن انتقد نادينا.
ويكفيك فخرا يا بوعلي استقبال أميرنا الشيخ صباح الأحمد الصباح- حفظه الله ورعاه- عند عودتك الأخيرة من رحلة العلاج حيث بادرك بقوله: «ما قدمناه لك هو تقدير لما قدمته للكويت وهو قليل بحقك». فيا له من تكريم يمثل الكويت حكومة وشعبا، وهو تكريم مستحق لأمثالك ممن أعطى للكويت في مجاله.
أمدك الله يا شادي الخليج بالصحة والعافية ومعك رفيقة دربك أم علي والأولاد والأحفاد، ولك منا ومن أهل الكويت المحبة والتقدير.
[email protected]