هي مقولة يتشدق بها اعداؤنا، وهم كثر، ليلا ويتغنون بها نهارا، وقد يشاركهم بعض من العرب والمسلمين المزدرين من وضع الأمة العربية والاسلامية الحالي.
بيد ان التساؤل: من هو المغرد لهذه المقولة؟ ولماذا؟ انه ديفيد بن غوريون، عليه لعنة الله، وهو اول رئيس وزراء للكيان الصهيوني، اذ اصر على ان تتبنى اسرائيل ومنذ نشأتها بدعم اميركي ـ بريطاني منهجية تربو على تقسيم العراق ثم سورية ثم مصر بالترتيب، الى دويلات ذات نهج طائفي او ديني ليطفو على سطح مجتمعاتها الفتنة والقتل والتشرد والعداوة والبغض بين اهلها ليكون التناحر هو السمة لهم واغفال الاحتلال الصهيوني هو امر لاحق.
وكان يردد بن غوريون: دعونا نعمل ما نريد، وحتى ان نشر في وسائل الاعلام عن مبتغانا فإن العرب لا يقرأون ولا يهتمون بالعلم والثقافة، وان قرأوا فهم جهلاء ولا يفقهون شيئا.
وها نحن نشهد هذا المخطط في العراق وسورية وليبيا والى حد ما بلبنان واليمن، اذ حمى الله مصر منها ببركات تكريمها لأهل البيت عليهم السلام، فهل كان بن غوريون على حق ما ادعى به قبل 70 سنة؟
ومدعاة قولي هذا ليس لما ذكرته اعلاه فقط، فقد يكون معلوما اذ ان تقريرا ألمانيا صدر قبل فترة يذكر به بأن هناك مخزون كبير جدا للغاز بين البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر مجاور للبنان واسرائيل ودول اخرى، وان دونالد ترامب باقراره بأننا لا يحق لنا ان ندير شأننا الداخلي والخارجي فليس نحن ـ متمثلين بالدول العربية المستفيدة من هذه الثروة ـ القادرين على ادارة هذه الثروة لكوننا شعوبا لا تعرف الا القتل والعدوان!
كما اضاف ترامب ان العراق، وهو على باب التقسيم، لن يكون له القدرة على ادارة ثروته البترولية، وان على الولايات المتحدة الاميركية الاستحواذ على هذه الثروات، ومن خلالها يتم الصرف على هذه الدول ومعيشتها!
هل قرأ الساسة العرب وغير الساسة هذه التقارير؟ هل فهموا مغزاها؟ هل ادركوا جل الخطر المترتب على ادارة ثرواتهم بأيد اجنبية؟ هل هم مدركون ان هذا بداية ادارة الغرب لشؤوننا لنكون نحن العاملين لديهم في دولنا؟ ننتظر منهم يد المعونة، لأننا شعوب لا تستحق او غير قادرة على حسن التصرف؟
هل فقهنا ان هذا السبيل لاستعمارنا فينة اخرى؟ هل.. وهل.. وهل؟
اتمنى ألا تكون مقولة بن غوريون او التقارير الألمانية صادقة.
[email protected]