نقرأ في تتابع شرح لغة أهل مصر القديمة - الهيروغليفية لمفهوم الأحرف المقطعة - أحرف النور - ومضمون السور التي ابتدأت بها.
(كهيعص) هي احرف ابتدأت بها سورة مريم.
ولتفسير الرمز بالصورة التي تتفق معها القراءات نجد أن:
ك: تعني يكشف النقاب عن مس يفض عسرا يجلي سرا، يظهر حقيقة يقينية.
هـ : تعني، انتبه، ينزل من المساء.
ي: وتعني بهذا، إليك، وتتلو خطابا مباشرا.
ع: تعني عبد صالح، جميل، صادق، حسن.
ص: يقول، يتكلم، يحكي، حكاية، قصة.
لذا يكون العام لأحرف النور هذه:
سنكشف لك النقاب عن سر من أسرارنا منزل إليك من السماء، أي من عند الله، فانتبه، إليك القصة الحقيقية (نحن نقص عليك القصص بالحق).
ترنو حكمة هذه الأحرف البالغة القصة الحقيقية لميلاد المسيح عليه السلام، وهو المستحق لميراث نبوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، في نسله، وكذلك قصة سيدنا زكريا والذي كان يعاني من مشكلة في النسل لا تتحقق إلا بمعجزة ولادة سيدنا يحيى عليه السلام، والذي لم يكن هنالك سمي من قبله، ليحمل ويكون وريثا للنبوة، إذ إن النبوة ليست مستحقة لكل من هب ودب، وليحمي انقراض النسل المستحق للنبوة، وانتهى النسل بامرأة نقية طاهرة عفيفة عذراء بكر مرعية من قبل الله تعالى، ولما كانت النبوة في الإناث محالة، فلقد أعدها الله لتكون أما للسيد المسيح عليه السلام، ومجمل السورة يا محمد قد انزلنا عليك هذه السورة لنعلمك السر في قصص آل عمران عليهم السلام لتبلغ به الذين يصدقونك ليزدادوا يقينا، وتنذر الجاحدين ذلك وكما ورد في آخر السورة وبذلك تلتقي بداية السورة مع آخرها.
طه: وردت هذه الأحرف، أحرف النور في بداية سورة طه.
ط: تعني تكملة في اللغة الهيروغليفية، وتعني: هذا او يا هذا او انت، يا رجل.
ها: تعني انتبه، تطلع، انظر.
فدمج الحرفين يعني يا أنت أو يا رجل: انتبه.
ومن الآيات التسع الأولى نستشف بالمخاطب: يا هذا، يا رجل انتبه إلى أو انتبه إلى ما يقال لك الآن، نحن لم ننزل عليك القرآن لتشقى به يا محمد، وبسببه، بل أنزلناه عليك لتذكر به من يخشى الله ويرهبه ويخافه، فالذي انزله هو الذي خلق الأرض والسموات العالية المعجزة، وهو الرحمن على العرش استوى.
ان طبيعة العلاقة بين الخالق سبحانه وسيد الخلق عليه وعلى آله الصلاة والسلام تتضح من الخطاب أو النداء (طه) هذا الخطاب الودود الرحيم: يا رجل، يا حبيب يا قريب مني جدا، انتبه، فإني لم ابتغ ان اشق عليك لتشقى، بل لأعلمك العلم الحق والخبر اليقين عما يتناقل حولك من أخبار من سبقوك من الأنبياء والرسل عليهم السلام، لكي تعلم وتعلم من بدلوا وغيروا وزيفوا في الذكر.
تختم السورة تأكيدا لبدايتها بأن يصبر الرسول على قول الكفار والمنافقين وعليه بالعبادة والتسبيح نهارا وليلا، فالشقاء اذن ليس من التكليف بالرسالة، بيد انه من تكذيب أعدائه أعداء الإسلام.
طسم: استهلت سورتا الشعراء والقصص بأحرف النور هذه:
ط: تعني يا أيها، أو أنت يا رجل.
س: وتعني رسول.
م: ذارف الدمع الباكي، وتعني كذلك بئر أو عين ماء.
ويعني تفسير هذه الحروف الجليلة: يا أيها الرسول يا محمد لعمرك يا ذارف الدمع المغتم، لعلك قاتل نفسك من الغم حتى يؤمنوا، ولو أردنا أن نهلكهم ونقضي على جحودهم وكفرهم لاستطعنا، ونحن نتلو عليك أخبار الرسل والأنبياء السابقين عليهم السلام ليزداد يقينك ولتتعرف على أخبار الأمم السابقة لعل فيها العبرة والسلوى.
وفي ختام سورة القصص وعد لعودة المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام إلى مكة المكرمة فاتحا منتصرا، وهي الدواء لك يا محمد من كل غم أصابك منهم.
وفي الآيات (123 - 223) من سورة الشعراء نجد الترابط في نهاية السورة مع احرف النور والآيات الأولى من السورة.
[email protected]