شهد العالم المتقدم خلال العقد المنصرم تطورا مذهلا في شتى سبل الحياة، لاسيما تلك المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي، إذ لم يكن للدول النامية ومنها نحن أي دور في ذلك.
لذا، اقترحت مادة درسناها في حقبة الدكتوراه موسوعة «نقل وتقييم التكنولوجيا والمعرفة العلمية» وترنو - من خلال فريق عمل متخصص - الى تحديد تأثير الاجهزة والمعدات ووسائل الانتاج على مجتمع أو قطاع ليتسنى لصاحب القرار أو المصلحة الحكم عليها.
ومن هذه التقنيات معرفة أو علم البصمة الوراثية، إذ تبنى هذه التقنية على تحديد المورثات للأشخاص والكشف عن هويتهم وتحديد ومطابقة نسلهم الى آبائهم وتحديد مدى ضلوعهم في جرم ما.
وعندما أريد تطبيق هذه المعرفة العلمية في الكويت صاح من صاح من الذين على رأسهم أو بطحتهم ريشة متحججين بأنها تدخل في خصوصيات الأسر والاشخاص. وكان للساسة والقانونيين رأيهم ولكل تخصص رجالاته.
بادئ ذي بدء، ليعلم الجمع أن من بيده هذه التقنية لن يذهب الى البيوت وطرق الباب ليكشف عن واقع الأسر فهذا بالطبع أمر غير مرغوب أو محمود، وحتى ان كان لرب الأسرة رغبة في ذلك فإن الجهات المختصة لن تباشر في ذلك إلا بأمر قضائي من المحاكم، فالدنيا ليست سايبة، وهذا، لا مراء التقييم الأخلاقي لتطبيق التقنية.
أما مربط الفرس فهو للذين يتوجسون خيفة من كشف التدليس والتزوير في الحصول على الجنسية الكويتية، وكذلك المزدوجون ومن حصلوا عليها بغير واجب وتسيدوا المناصب واستفادوا من ثروات أهل الكويت الأحق بها، حتى يلغوا مدة التشريع. فإن طبقت هذه التقنية عليهم جرت الى المحاكم وسحبت الجناسي وما حصلوا عليه من خلال الغش والواسطة.
ما دعاني الى خط هذه المقالة مسألة صديق لي: يا دكتور نحن الكويتيين قلة ومعروفين عددا فما بال وظائف أبنائنا وتخصيص سكن لهم يأتي بطلعة الروح؟ أجبته بأن نمطية التجنيس العشوائي أو لمحاباة البعض أو ببدعة «الخدمات الجليلة» دون التحقق ممن يتقدمون أدى الى تجنيس هذا الكم لينافسوا أهل الكويت على حقوقهم ومكتسباتهم حتى غدت الكويت مرتعا لزعير وعوير ومن عافه الطير، وما عليك إلا أن تصغي لأحدهم عندما يصرح بوسائل الإعلام أو تحاورهم لتكتشف أن لهجماتهم من مجتمعات غير الكويت.
لذا، فإن الواجب يحتم تشجيع تطبيق تقنية البصمة الوراثية للكشف عن الجناسي وتزويرها وبتوسع وسحبها ممن ليسوا لها بمستحقين، ولا ضير عليكم من يهدد ويتوعد لأنه إما أن يتوجس من الكشف عن ماهيته أو دفاعا عن رهط له سيتعرضون لذات المصير، فهذا العلم وهذا خيراته علينا.
[email protected]