يروي أفيخان أدرعي، وهو أحد عملاء النظام الصهيوني والذي لا يقتصر واجبه على وقت محدد، أنه وبعد العودة الى منزله خلع بدلته العسكرية وتناول الخمر وفتح الفيسبوك مع كأسه الأول وكتب في صفحته المزورة - والتي يسميها بهتانا وكفرا بأم المؤمنين عائشة، ما يلي:
هل عمر ابن الخطاب أحق بالخلافة أم علي ابن أبي طالب؟! لاحظ لؤم الصهاينة ومعرفتهم بالتاريخ الاسلامي وعاود تزقّم الخمرة ليتخطى الردود والتعليقات.
فكان رد من العراق بأن عمر ابن الخطاب سرق الخلافة ولا يستحقها، ورد من السعودية قائلا: أكيد سيدنا عمر أحق، كفاك عبثا يا عراقي، فأنت أكثر عداء لنا من اليهود.
وأضاف تعليق من مصر: دي عاوزة كلام؟! هذا عمر قاهر المجوس.
واستمرت الردود الشيعية يسبّون السنّة، والعكس كذلك، عندها تمدد هذا الصهيوني على كنبته مطمئنا على مستقبل دولته طالما أن هنالك كثيرا من الحمقى والأغبياء لا عقل لهم من المسلمين.
نشرت في جريدتي العزيزة «الأنباء» في مارس الماضي مقالة بصفحة كاملة بعنوان «رسالة الى الرئيس ترامب»، سردت فيها بالأدلة والتواريخ كره أعداء الاسلام لنا وكيف أنهم خططوا وزرعوا ذلك قبل قرنين من الزمن حتى وصلوا لما وصلت اليه الحادثة في صدر هذا المقال، حيث كان تركيزهم أولا على العلماء المسلمين وتجنيدهم لتحقيق مبتغاهم.
فلقد استمالت المخابرات الألمانية محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، ثم اختارت انجلترا مدرس خط عربي يدعى حسن البنا وموّلته في الإسماعيلية وأسمته مرشدا لينشئ جماعة الاخوان وكان من تعليماتهم من الإنجليز قتل من يعارضهم، ثم تدخلت المخابرات الانجليزية والفرنسية لتأسيس حزب الدعوة في العراق وفق مبتغاهم، ودخلت المخابرات الأميركية بالتعاون مع المخابرات الباكستانية لتأسيس القاعدة وطالبان، فماذا كانت مهمات هذه الجماعات؟ كان هم كل فرقة تكفير الأخرى وقتل ونشر الذعر والرعب.
فنشأ عن ذلك جيل داعش وعمل ما عمل ثم حزب الله وحشد وعملوا ما عملوا من تنكيل وقتل ليس للصهاينة بل للمسلمين، ولقد قتلت هذه الزمر المارقة خلال العقد الماضي ألوفا من المسلمين إضافة الى الجرحى والمعاقين والأرامل وتهجيرهم من دولهم، ولم نسمع من هذه الزمر ومن فيلق القدس وبما يسمى بالمقاومة حزب الله! ان أطلقوا على إسرائيل أو خربوا أراضيهم كما فعلوا في العراق وسورية ولبنان واليمن، وهكذا تعاقبت أجيال بفكر قتل وسفك وتكفير ودمار لمجتمعاتنا.
وكانت جميع دولنا العربية والإسلامية تغض الطرف عن أنشطتهم والتي بدأت في الثمانينيات من القرن الماضي، فعلى أولي الأمر من الحكام المسلمين أن يسارعوا اليوم وقبل غد لتفكيك هذه القنابل الموقوتة وإغلاق جمعياتهم تحت ستار الدين لترجع مجتمعاتنا الإسلامية آمنة من شر هؤلاء الأوغاد، وذلك من خلال برامج دينية وتربوية وإعلامية، إلخ، ولقد بدأت المملكة العربية السعودية بذلك، فهل من مدكر من حكامنا ومسؤولينا؟!
[email protected]