ما انفك اليهود ومنذ سنوات الإسلام الأولى وحتى يومنا هذا يبذلون قصارى الجهد لتحقيق هدفهم بدولة من النيل إلى الفرات وبناء الهيكل الثالث لسيدنا داود عليه السلام، ولتؤسس على الباطل كيانا صهيونيا.
سنتطرق في هذا المقال لسرد تاريخي لهذا المبتغى اليهودي.
٭ عقد في بازل في سويسرا حوالي 1800م مؤتمر للصهاينة لإصدار «بروتوكول حكماء صهيون» لإعداد منهجية لتأسيس كيان لهم في فلسطين وذلك بمباركة وتأييد الدول الغربية.
٭ عقب ذلك اتفاق وزير الخارجية البريطاني سايكس والفرنسي بيكو في 1917 المتضمن تقسيم الدول العربية والإسلامية في افريقيا وآسيا.
٭ عقبه وعد بلفور 1917 ليعطي من لا يملك ارضا عربية لمن لا يستحق مع ضمان وحماية الكيان الصهيوني.
٭ وبعد ذلك تم إرسال الجواسيس الى الخلافة العثمانية في عهد الملك جورج لنشر فتنة الشيعة والسنة، حيث تزعم هذا الجهد العميل لورانس.
٭ ثم نشطت المخابرات الغربية في استمالة رجال الدين من السنة والشعية لتأسيس أحزاب (مثل الإخوان المسلمين في مصر والدعوة في العراق) لتفكيك المجتمعات العربية بزرع الفتن والتشجيع على الاغتيالات عند الحاجة.
٭ توجه وفد اميركي مخابراتي يضم جورج بوش والذي كان حينها مدير المخابرات المركزية الأميركية لمقابلة السيد الخميني لمساعدته في الحضور الى ايران وتسلم الحكم بنهج تدميري للمنطقة يتبنى مفهوم تصدير الثورة، وما هي إلا سنوات وثروة ايران تصب لحشد وفيلق القدس وحزب الله للتدمير والتنكيل والفتنة بين المسلمين.
٭وفيما يسمى بالربيع العربي، فإن وفدا إسرائيليا أثناء رئاسة اوباما توجه الى الولايات المتحدة الأميركية للاجتماع مع مسؤولي الخطط الأميركية لتبني هذا المشروع والذي ينتهي بتقاتل المسلمين بعضهم مع بعض من دون توجيه اي رصاصة الى إسرائيل، وان ينتهي المطاف بنقل السفارة الأميركية الى القدس لانشغال العرب والمسلمين بأنفسهم، ولن تتعدى معارضتهم إلا مظاهرات واحتجاجات وتراشق بالسلاح هنا وهناك.
وتم لهم ما خططوا ومكروا له.
بيد ان واقع الحال يحتم علينا ان نبرز ان لدولنا العربية دورا في تقوية الكيان الصهيوني وعلى النحو التالي:
٭ توجه رئيس المنظمة الفلسطينية اليهودي الأصل ياسر عرفات الى أوسلو للترويج للتطبيع مع اسحاق رابين، تلا ذلك الاعتراف بإسرائيل بكامب ديفيد بمباركة الرئيس الأميركي كلينتون والذي أصر على ان يصافح رابين عرفات رغم إحجام رابين عن ذلك، وقد اغتيل رابين بعد ذلك على يد صهيوني متطرف.
٭ لقد بذلت مصر موارد بشرية ومالية كثيرة لحروبها ضد إسرائيل، إلا ان ذلك لا يمنع القول بأن قاهرة المعز هي اول دولة عربية يرفع بها العلم الإسرائيلي وتكبل بعد ذلك باتفاقية كامب ديفيد.
٭ وعلى ذات النهج تبادلت الأردن الاعتراف بإسرائيل برفع العلم الإسرائيلي خفاقا بعمان.
٭ ودول أخرى عديدة عربية وإسلامية مثل تركيا لها تعاون وتبادل تجاري ومالي مع اسرائيل.
وبعد ذلك وقبل ان تلوم الدول التي تساند الكيان الصهيوني علينا إعادة النظر في علاقتنا مع هذا الكيان..
يقول الشاعر:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
[email protected]