يعتقد اليهود قتلة الأنبياء، وآكلو السحت ومدمرو الشعوب والكيانات العربية بأن سياساتهم ستؤدي إلى تأسيس إسرائيل العظمى من النيل إلى الفرات. إلا أن القرآن الكريم قد حدد في الآيات (4 ـ 7) من سورة الإسراء ثلاث مراحل لليهود مع المسلمين، وعلى النحو التالي:
٭ المرحلة الاولى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) أي أن الله سبحانه قد أخبر اليهود في التوراة بأنه مكتوب عليهم أنهم سيفسدون في بيت المقدس مرتين من قتل للأنبياء وسفك للدماء، وجور واعتداء فهم قد قتلوا نبي الله أشعياء ونبيه يحيى بن زكريا وعزموا على قتل عيسى ابن مريم عليه السلام. ولقد اتسمت دولتهم آنذاك بالبغي والظلم متجاوزين فيه جميع الحدود.
٭ المرحلة الثانية: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً) أي عندما يحصل منهم الإفساد الأول سلط الله عليهم جيشا ذا بطش شديد وعدة وعديد يهزمونهم ويأسرونهم ويقتلونهم ويطردونهم فيطوف هذا الجيش في مواطن اليهود يبيدهم ويجتاحهم، متمثلا في بختنصر وجنوده من بابل، فعاثوا خلال ديار اليهود وتخللوها، وكانوا بين الديار يطلبونهم ويقتلونهم غدوا وروحة.
وتشمل كذلك في عهد النبوة الطاهرة في حروب المسلمين ضد بني قينقاع وقريظة وفتح حصن خيبر على يد سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام. وهذا أمر ووعد أكيد مكتوب عليهم أن يشهدوه بسبب عصيانهم.
٭ المرحلة الثالثة: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمْ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) أي ثم يعيد الله الكرة لليهود بالنصر والغلبة على المسلمين، ويكثر من اموالهم وابنائهم، ويزيد من قوتهم وعددهم إذا ما احسنوا صنيعتهم لربهم وهذا هو الحال لعقود خلت وإلى يومنا هذا، وذلك من نصرتهم ومناصرتهم ماليا وعسكريا وسياسيا من دول عظمى وللخزي والعار ـ من دول عربية وإسلامية كما ذكرت في مقالي السابق وها نحن عددنا لكل صهيوني 106 مسلمين، ولكن هيهات الغلبة!
٭ المرحلة الرابعة: (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) أي عندما تبدأون يا بني إسرائيل في البغي والعدوان، والإساءة بالمعاصي والذنوب فالعقاب عليكم، والنكال نازل بكم حيث سيسلط الله عليكم من هم أكثر منكم عددا وقوة بأس ليقتلوكم ويذلوكم ويخزوكم ويقهروكم لتضحوا وتمسوا في هوان وذلة وعار ومسكنة وهزيمة. وسيفتح بيت المقدس، عنوة عليكم وغصبا، وتصبح أرضكم خرابا، حتى تظهر عليكم آثار المساءة ويتبين في وجوهكم الذلة والخسة، بعد التكبر والافتخار والبطش.
هذا وعد أقره الله سبحانه، وأقره سيد المرسلين عليه وآله السلام بالقول: «لن تقوم الساحة حتى يقاتل المسلم اليهودي فيختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فتخبر عنهم ما عدا شجر الغرقد فهو منهم». لذا، فإن نصر المسلمين لقادم إن شاء الله.
بيد أن التساؤل ماذا أعددنا كدول إسلامية لذلك؟ وما يجب علينا البدء به، بعدما انكشف العالم لنا بأجمعه في وعد بلفور الثاني وهو وعد المعتوه ترامب، دعوه يقول ما يقول ويفعل ما يفعل، ولكن ماذا نحن فاعلون كخير أمة أخرجت للناس؟
[email protected]