بعد ان انتشر الاسلام ووسعت آفاقه شرق المعمورة وغربها منذ بزوغ دعوة سيد الخلق عليه وعلى آله افضل الصلاة وازكى التسليم، حتى اضحى وامسى اعداؤه في حيرة وفكر، كيف السبيل الى الحد من ذلك، لاسيما ايام الخلافة العثمانية، فكان ان حضر رئيس الوزراء البريطاني في عشرينيات القرن الماضي ايام الملك جورج والد الملكة اليزابيث الى اجتماع الوزراء وبيده القرآن ضاربا به الطاولة ـ شلت يداه ـ طالبا من الجميع ان يعمل لتفريق المسلمين من خلاله.
فبدأت المخابرات البريطانية والالمانية آنذاك والموساد الاسرائيلي والمخابرات الاميركية والروسية معها بعد فترة بارسال الجواسيس واستقطاب ما كان يعتقد من علماء المسلمين لمساندتهم بتمزيق وحدتنا الاسلامية، وكانت بداية الخطة بذر الفتنة بين الشيعة والسنة، ثم شق صفوف كل ملة بينها وبين بعض، حتى غدوت تسمع لكل مذهب عدة فرق وطوائف قلوبهم شتى، فنشأ عن ذلك فكر سني احادي الفقهي ارسى من ارتشوا من عملائهم فكريا بالضيق محددا ان يكون جل جهدهم كما قال الشارع «اكرام اللحى وحف الشارب»، حتى انتج داعش والقاعدة والجماعات التكفيرية، وفي المذهب الشيعي تعزز دور الفقيه والمجتهدين بحيث غدا ما يفتون به امرا لا يناقش او يدحض، واتخذوا من الخمس وسيلة دعم وتعزيز جماعات ارهابية مثل حزب الله وحشد وهلم جرا.
ومما نشهده الآن تكريسا لتلك المخططات والتي اجتهدت على البعد عن تعاليم القرآن والذي نص بأننا خير امة اخرجت للناس، ولكن كيف؟ عندما نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وفي ساحة الاسلام حاليا ـ الا من رحم ربي ـ اصبحنا نأمر بالمنكر وننهى عن المعروف، ونحث ونشجع كل ما نهى عنه خلق الاسلام، وبعد ان كان اجدادنا يعيثون في الارض خيرا وتقدما وعلما اصبحنا احفادا كعلق وتلف، وحق علينا القول: نسوا الله فأنساهم انفسهم.
ولقد اثارت اشجاني كلمات للشاعر الصحافي يوسف الهاجري عن القرآن، فتشدق قائلا:
٭ فهو الدواء لكل جرح غائر.
٭ وهو المحارب لنزعة الشيطان.
٭ وهو الفصاحة والبلاغة كلها.
٭ وهو الحضارة في علو مكان.
٭ اقرأ كتاب الله وافهم حكمته.
٭ تدرك عطاء الله في احسان.
٭ وهو الخطاب لكل عقل نابه.
٭ وهو الضياء بنوره الرباني.
٭ ويهدي الى الخير العميم وانه
أمن القلوب وراحة الابدان.
٭ قد انزل القرآن رب حافظ
ليعلم الانسان خير بيان.
٭ أقر كما امر الرسول تعلما
ونبذ طريق السهو والنسيان.
٭ الجاهلون قد افتروا بحماقة
بإهانة القرآن في امعان.
٭ قرآنكم يا مسلمون محارب
ومهدد بقذائف البهتان.
٭ قد بدلوا الآيات بعد نزولها
ومعارضين هداية القرآن.
٭ لم يؤمنوا بفصاحة وبلاغة
بل جاهدوا بالحقد والعصيان.
٭ اني الوح مهابة بل خشية
من خالق الآفاق والأكوان.
٭ من ذا يدافع عن كتاب خالد
من ذا يؤمّن ساحة الفرقان.
٭ يا امة الاسلام اين جهادكم
ودفاعكم عن حوزة القرآن؟
٭ فكتابكم جمع الهداية كلها
وكذا العلوم سائر الازمان.
٭ سيروا الى الهدي العظيم بهمة
وتسلحوا بعقيدة الايمان.
[email protected]