لا غرو أن القلم ووسائل الإعلام المختلفة تلعب دورا قيّما في السيطرة على عقول الناس وفكرهم، سواء كانت باثة لأخبار كاذبة ملفقة أو لحق دامغ. وقلما تجد في الأمم من يأخذون الأمر ذاته بتحليل ومنطق.
ولقد لعب الزعيم النازي هتلر من خلال مستشاره الإعلامي يوزف غوبلز دورا ضليعا في تأفيك الحقائق أثناء حربه مع الحلفاء حتى انه أسس إذاعة أسماها «برلين حي العرب» وسلم قيادتها لمهاجر عراقي اسمه يونس بحري كان جل همه لتأليه هتلر ان يقنع الناس بأن الأبيض أسود وأن الشرق غرب وانتهت حياتهم في مزبلة التاريخ.
ولقد انتهج النهج ذاته المقبور صدام حسين من خلال وزير إعلامه محمد الصحاف والذي جعل من صدام محرر القدس وعنتر زمانه ورائد القومية العربية، وكما هتلر، انتهوا وحقبهم إلى مزبلة التاريخ.
وهنالك أمور جمة أشغل بها الساسة الإعلام الاميركي بأن اسامة بن لادن وصعاليك القاعدة هم الذين أرسلوا طائرات لهدم برج التجارة العالمي ومواقع اخرى، الى ان اكتشف أمرهم قبل فترة عن خبراء اميركان أثبتوا ان هذا الزعم محض افتراء.
وكذلك عندما يعجز الساسة في اي موضع من المعمورة عن الوصول الى ما يريدونه تراهم يعقدون الاجتماعات والمنتديات والمحاضرات والتجمعات للانتهاء بدءا بالتوصيات والقرارات السمجة والتي لا تغني ولا تسمن من جوع، ومثال ذلك قضية تحرير فلسطين والقدس ورؤساء الدول العربية والاسلامية، ماذا أنجزوا أو حققوا بإثارة اجتماع لمنظمة التعاون الاسلامي، وآخر للجامعة العربية وثالثة لوزارة الخارجية واخرى يحاول البعض كسب السبق بإلقاء في تجمعات عنتريات مفتولة العضلات، وأصبح الساقط او الخاسر سياسيا ما عليه إلا ان يعقد اجتماعا وبيانات لتحرير فلسطين، بيد ان الفلسطينيين أثبتوا انهم هم فقط بأنفسهم سينالون حقوقهم.
كنت جالسا مع عائلتي في اول يوم رمضان المبارك بعد الافطار واذا نحن امام عرض معنون بـ سيادة الرئيس، بين فيه طفلان فقط وضع فلسطين والقدس، ولقد ترقرقت في أعيننا الدموع وحبست أنفاسنا حتى انتهاء المقطع، وإني على يقين ان ذلك هو شعور من شاهد هذا المقطع الفذ بتمويل من شركة زين للاتصالات، بينما لم يأبه احد منا للاستماع لتوصيات وخلاصات الاجتماعات سالفة الذكر، وأود ان أؤكد انني قد رأيت وسمعت العديد من مشاهير العلم والفن والساسة الاميركان وقد أبدوا استنكارهم للموقف الاميركي ونقل السفارة الى القدس حتى ان احد هؤلاء المشاهير قال بالحرف الواحد «لم يعد يشرفني أن أكون أميركيا».
أعزائي شركة زين للاتصالات:
بارك الله لكم وفيكم وحولكم على هذا المقطع ووفقكم الله، وأشهد الله ان هذا العمل يوازي فيه اجتماع لزعمائنا، وأرجو منكم ان تبعثوا لجميع القنوات العربية والإسلامية هذا المقطع، وكذلك وسائل الإعلام الغربية ولو وجب عليكم دفع مبلغ لعرضه، ودمتم.
[email protected]