قال رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «الصيام جنة» أي وقاية وحصن وحرز، ولقد بين العديد من أهل العلم أنه جنة يقي الصائم من النار. وهذا لعمري انه الحق، بيد ان للقرآن الكريم والاحاديث الشريفة اجتهادات وتحاليل على مر العصور، تختلف عن بعضها البعض الا انها تقر باعجاز القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.
تعرض ويتعرض الانسان - لاسيما في عصرنا الحاضر - وبشكل يومي الى ملوثات بيئية واطعمة واشربة جلها يدخل جسم الانسان ويتلاعب في اعضائه وخلاياه، فيكون تدميرا لها وللانسجة في حالات قد لا يستطيع الانسان ان يراها او يشعر بها حتى تحدث الطامة الصحية!
نال العالم الياباني نورشنيورى اوسومي عام 2016 جائزة نوبل للطب بدراسة موضوعها «عملية الالتهام الذاتي» اي الجسد او جسم الانسان يأكل بعضه البعض.
كيف ذلك؟ وهل يستحق ذلك جائزة نوبل للطب؟
ان مفاد هذه الدراسة القيمة والبحث الطبي الفذ انه حين يجوع الانسان يأكل بعضه، او يقوم بعملية تنظيف لنفسه، وكيف ذلك؟ عندما يتعرض جسم الانسان للجوع بين 8-16 ساعة ينتج بروتينات خاصة في انسجة الجسم تكون اشبه بمكانس عملاقة تتجمع حول الخلايا الميتة والسرطانية والمريضة وتحللها لتعيدها الى نمط يستفيد منه الجسم وكأنه من توصيات الدراسة لايجاد جنة أو وقاية لجسم الانسان الانقطاع عن الأكل والشرب على الأقل لمدة يومين في الاسبوع كصيام الاثنين والخميس وجدير بالذكر ان اخطر هذه الملوثات البيئية والغذائية اكاسيد الكبريت واكاسيد الرصاص.
كما افادت دراسة طبية وعلمية اخرى بأن الصيام يقود صحة الانسان الى:
٭ تنقية الدم من النيكوتين ولاسيما المدخنين.
٭ تعزيز نضارة البشرة.
٭ تنشيط خلايا الدماغ.
٭ التخفيف من نوبات حساسية الطعام.
٭ تقوية جهاز المناعة.
٭ الحد من عسر الهضم ومن ثم حدة القولون العصبي.
٭ التخلص من السموم.
٭ حرق المخزون من السكريات والدهون المكتنزه.
٭ السيطرة على مستوى الدهون في الدم.
٭ فقدان الوزن بنمط تدريجي.
ويتجلى اعجاز الله سبحانه في الصيام كتشريع وكصحة ففي الآية 183 من سورة البقرة: «يا آيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» هنا يبرز الاعجاز التشريعي في تبيان الصيام «الركن الرابع في الاسلام» وان على المسلمين ان يتقوا الله بتنفيذ امره والتقيد بما أمر به والابتعاد والكف عما نهى عنه وزجر وبين سبحانه ان هذا النمط من العبادة كان مسوقا في أمم سابقة.
وإذا دلفنا على الآية 184 من ذات السورة، فبعد ان يرخص ويجيز الله للمرضى والمسافرين ومن يطيقه الرخصة في الافطار، الا ان الآية انتهت بقوله سبحانه (وان تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون) هنا يأتي الاعجاز العلمي والطبي من خلال تبيان الترخيص، الا ان الصيام افضل لو كنا نعلم، وكيف نعلم؟ لا تثريب انه من خلال الابحاث والدراسات العلمية والطبية المختلفة كما اسلفنا في صدر المقالة وذكرنا كيف يحافظ الصيام على حياة الانسان ويحسنها.
فان لم يكن هذا اعجازا فكيف يكون الاعجاز؟ سبحان الله القادر الخالق المبدع! ولا ابلغ من قوله سبحانه في الحديث القدسي «كل عمل ابن آدم له، الا الصوم فانه لي وانا اجزي به» افبعد هذا كرم؟!
[email protected]