في ثلاثينيات العقد الماضي، اي قبل حوالي القرن، اعلن ملك العراق فيصل الاول ضم الكويت للعراق، الا ان مواقف دولية حالت دون ذلك، وفي العام 1963 احضر عبدالكريم قاسم رئيس الجمهورية العراقية عدته وعتاده لاحتلال الكويت، الا ان الضغوط الدولية حالت دون ذلك، تلاها بعد سنوات حادثة الصامتة والتي اعتدى فيها اهل الكفر والنفاق على جنودنا البواسل.
اما المقبور صدام حسين فقد حقق احلام العراق بأسره بضم الفرع الى الاصل، ودمر هذا الجار الحرث والنسل وحرق وعمل ما عمل، وكان له تأييد مطلق من العراقيين بأسرهم ومن دول الغدر والخيانة كذلك.
وفي اواخر الثمانينيات وقبل الاعتداء العراقي، عقد اجتماع لوزراء الكهرباء والماء العرب في الاردن، وطلب حينها الامير الوالد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حبيب الكويتيين الشيخ سعد العبدالله من د.حمود الرقبه وكان وزيرا للكهرباء والماء آنذاك رحمهما الله ان يجتمع خلالها مع نظيره العراقي طالبا منه تزويد الكويت بماء الفرات والذي يسكب في الخليج لاستخدامه في مناطقنا الشمالية على ان تقوم الكويت بكل الامور، فماذا كان رد الوزير العراقي حينها؟ «نحن العراقيين قتلنا الحسين من الظمأ، أتريدون ان نزودكم بمياهنا!»، ماذا تقولون لشعب يفخر لقتله ابن سيدنا علي بن ابي طالب والسيدة فاطمة الزهراء وسبط المصطفى صلى الله عليه وسلم؟!
قبل ايام واثناء جلوسي في احد المقاهي، مرَّ علي وشاركني الجلسة شخص معرفة لي عراقي يسكن في الخليج ويعمل في دولة ويذهب الى العراق بين الفينة واخرى، سألني وكان حينها دفعت الكويت ـ وللاسف ـ تكاليف حوالي عشرين مولدا للكهرباء للبصرة، ظانا انني سأكون ايجابيا، فأخبرته ما ذكرت في صدر هذه المقالة، واضفت انني لم احادث اي كويتي او كويتية الا وانهم غير راضين بذلك، وكما بينت استطلاعات للرأي اثناء عقد اجتماع اعادة اعمار العراق بأن 70% من الكويتيين لا يوافقون على ذلك، سيما انه قد نشر قبل اشهر ثروات حكام ومسؤولين عراقيين في وقتنا هذا بمليارات الدولارات، فلماذا ندفع لمن هجم علينا في حين غفلة وعمل ما عمل، فكان رده يا دكتور ابو يعقوب ليس هناك شخص في العراق يحبكم او يقر باستقلالكم او يطمع في سعادتكم، بل الكل يضمر لكم الشر ويتهكم بانفصالكم عن الاصل وسرقة بتروله وانكم سهلتم للاميركان الهجوم علينا في العام 2003.
هذه امثلة واقعية لمن يريد ان يبذر ثروة الكويت للعراق ولغيرها، وعجبي لمسؤول كويتي قبل ايام متهكما بأن مساعدتنا للعراق ستستمر، فإن كان شعور اهل الكويت غير ذلك، فتبا لك ولتصريحك!
واود ان اجزم ولينقل كلامي هذا لاجيال قادمة بأن اهل العراق لا يأمن شرهم وان كانوا الآن يستجدون من الكويت، ذلك لكونهم في حالة تشرذم، وسيغلبون على الكويت ظهر المجن عندما يعود لهم استقرارهم، وستتذكرون يا ساستنا قول شاعرنا المتنبي رحمه الله:
اذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تظنن ان الليث يبتسم
ظهر علينا قبل اسبوع السفير العراقي علاء الهاشمي بأنه يحب تغيير مصطلح الغزو العراقي الى الغزو الصدامي! ولا اخال انك كنت حينها من الفرحين بما فعله العراقيون! فجوبه بالرد من احرار الكويت على طلبه بالاثباتات والحجة والقول: لن نسمح ولن نغفر ولن ننسى ما فعله العراقيون بنا في الخميس الاسود، الا ان هناك صوتا او صوتين نشازا قد ايدوا مطلب السفير وهؤلاء كما نعرفهم ممن فقدوا ظلهم واصحاب سبع صنايع والبخت ضايع، وهم كذلك من ينطبق عليهم قوله تعالى (ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون)، وآخرون قليلو مفهوم حسن الجوار وحق الجار وبرؤيا سيدنا الحسين لأطهر خلق الله السيدة فاطمة عليهما السلام في المنام في التوصية بالجار، ويا صاحبنا ليس الجار من قتل ونهب وهتك الاعراض، اما مسؤولونا فأذكرهم بمقولة راعي الدستور والنهضة الكويتية الشيخ عبدالله السالم رحمه الله واحسن مثواه «ثروة الكويت لأهلها وانا الحارس القائم عليها».
[email protected]