خطر داهم دخل الكويت والبيوت والوزارات وكل اروقة الدولة دون استئذان وطال الساسة والنواب وكل قطاعات المجتمع وأفراده للأسف.
هذا الفيروس القبيح حوّل كثيرا من الناس الى «أكباش نطاح» بلا مشاعر وأحاسيس وبلّد وأفقد الناس الحس الإنساني النبيل للتعايش والذي يشعرك بآدميتك.
أسرار البيوت تحولت الى قاعات المحاكم وخلافات الرأي والرأي الآخر تحولت الى ألفاظ قاسية واتهامات تفتقر إلى الذوق وكثير من الرومانسية، غابت عبارات الثناء التي تونّس «يامال القوة»، «كثر الله خيرك»، «ما قصرت»، «عساك على القوة»، «في أمان الله»، «جزاك الله خيرا»، وتحولنا الى حلبات مصارعة وعنف لفظي وضاعت المشاعر وعمت الشكوى وأخذ (المصلحون) يبحثون في الأسباب والمسببات ويقترحون العلاج، انا شخصيا اعتقد ان الاسباب في الوجبات السريعة!
هناك سؤال يراودني: هل البخيل بخيل المال فقط؟
وسؤال آخر: ماذا يحدث لو لم توجد المشاعر بين الناس بغض النظر عن اي نوع؟ هل تكون الحياة لها طعم؟
أحاول اليوم في الاستراحة ان اتناول ظاهرة خطيرة جدا تنذر بوجود فيروس قحط المشاعر ووصل الامر بين الساسة ورجال البرلمان الى «مجاعة وعنف في الألفاظ» وانتقل هذا طبعا للبيوت والمنتديات وكالعادة لعب الاعلام دورا لا استسيغه في تأصيل الجفاف اللفظي للأسف.
فرصة الأعياد على الأبواب عيدي الاستقلال والتحرير، والإجازات بدأت (الإجازة الربيعية) استغل عزيزي القارئ هذه المناسبات الوطنية في تغيير اسلوب حياتك ومفرداتك وابدأ من جديد في تداول المشاعر سلوكا وعملا ولفظا واسلوبا جديدا لحياتك مع الآخرين في كل المناسبات السارة والحزينة والعملية.
وعندما سألت حكيم هذا الزمان بوشميس، أزبد وأرعد وتمتم وقال غاضبا: اي مشاعر روح زين.
الفلوس دمرت العالم والنفوس يبيلها تقوى وعودة الى الله ومعرفة حق الله على الناس في الفلوس والسلوك، ما تدري ان تبسمك في وجه اخيك صدقة؟ كانت غضبة بوشميس حادة رغم انه كان يمسح على رأس قطو عتوي!
بودي ان يسترخي قارئي ويقرأ استراحة «بخلاء المشاعر» لربما يكون هو نفسه منهم ولا يدري فإن كان يدري فتلك مصيبة وان كان لا يدري فالمصيبة اعظم.
عزيزي القارئ لنعترف بأننا نعيش زمن قحط المشاعر ومجاعة الاحاسيس وكلمة الثناء والتواصل الحلوة وعلى بركة الله نبدأ:
الناس أطوار وأجناس
أي إنسان في الكون مكون من جسد وروح ومشاعر وأحاسيس، طبعا هناك من هم من بني البشر ويحملون معهم مشاعر وألفاظا وسلوكا تعف عنها حتى اشرس الحيوانات لأنهم بلا مشاعر آدمية. والإنسان محتاج الى حاجات اساسية تقوم حياته مثل الطعام والشراب و...، وهذه ليست مجال حديثي وطرحي وإنما هناك اساسيات في الحياة لابد منها وعلى رأسها المشاعر وعدم وجودها يعني ان يتحول الانسان الى جماد والجماد لا يحتاج إلى المشاعر والأحاسيس والسلوك بالقول واللفظ لأنه ماخذ من اسمه سر جموده، وإنما بني آدم محتاج الى الجرعة الإنسانية فلا حياة بلا كلمة، (شكرا، جزاك الله خيرا، ابتسامة، هدية، كلمة حلوة، تصرف لبق، دعوة...) يقول الناس لبعضهم في المواساة دعه انه «غريب الاطوار جنسه غير» ففي الحياة اما «متملق» محتال يزجي المدح والمديح بلا كيل ولا حساب او «صامت» جامد بخيل في مشاعره جاف في اسلوبه، الأول اذا انقضت مصلحته قلب لك ظهر المجن، الثاني يؤذيك بقلة ذوقه واسلوبه العقيم الجاف فلا كلمة شكرا على الاقل، ثقيل طينة لسانه معاق وان نطق كفر.
الحياة توازن، فمَن عمل يريد كلمة الثناء والشكر واظهار التقدير سواء أكانت زوجة او رب عمل او اي مهنة او قطاع وشريحة فالناس بحاجة الى المشاعر حتى تكون الحياة مليئة بالمسرات بعيدا عن الكدر والمنغصات والجفاف.
ان الناظر للمجتمع الكويتي اليوم يرى عجبا، فالأسر تتحاكم الى المحاكم بقسوة الجفاف رغم ان كلمة تنهي كل الاشكالات. وقضايا الزوجية تعج بها قاعات وزارة العدل وتحتاج كثير منها الى كلمة سواء من احد الزوجين وبالتفاهم وبعيدا عن الجفاف العاطفي تحل وتنتهي ولا يصبح للمحامي اي دور في الترافع. الساسة والبرلمانيون ورجال السلطة اصبحت مفرداتهم جافة في لغة الخطاب.. تهديد ووعيد واتهامات وعنف لفظي يشعل المشاعر الجافة فيكون الرد بأسوأ الألفاظ متجاوزين كل حد لوجود مجاعة في قاموس المفردات التي تهدئ النفوس وتطيب الخاطر، رغم انني قرأت المضابط القديمة ولنواب يكادون شبه اميين فلا شهادات ولكنهم قمة في الذوق في اختيار العبارة والمفردة واليوم يحملون اعلى الشهادات، فلم وصلنا إلى هذا الحال؟
انه بالفعل زمن بخل المشاعر وقحط الالفاظ ومجاعة الذوق للأسف.
لنتفيأ بالدين
الله أكبر، ففي ديننا وعقيدتنا الاسلامية السمحة الوسطية حل لكل هذا الجفاف لأنه دين سماوي خاتم لكل الأديان، فيه من الحقائق والتوجيه والإرشاد ما يحل لنا هذه المشكلة المتفاقمة يوما بعد يوم، لأنه بصراحة دين عظيم ربّى منتسبيه على العواطف النبيلة والمعاني الجميلة التي تربّي النفس الانسانية على المشاعر الرقيقة وتقضي على روح الاثرة والقسوة والغلظة والكزازة والأحقاد والكره، دعونا نفكر قليلا في حكم الفرائض مثل الصلاة والزكاة والصيام والحج.. أليست تربّي الإنسان على ممارسة المشاعر وقيام روح الألفة والمودة والتكافل بين المسلمين؟
مشكلتنا اليوم مادية بحتة، فالناس مشغولون في ورشة الحياة لا يلتفتون الى ان المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ولا يسلمه ولا يحقره!
لنقف عند «لا يحقره»
في اليوم الواحد عددوا التحقير الذي يصلكم منذ تواجدكم في البيت الى الشارع الى مقر العمل الى التعامل مع الناس؟
انه التحقير بعينه حتى يصل الى النظرة التي «تخزك» من فوق الى تحت.. وكم من كويتي خاصة من الشباب دفع ثمن هذه النظرة الكريهة؟ «شفيك تخزني؟» وصارت، وبعضها انتهى بضربة سكين او درنفيس وموت!
ما أحوجنا اليوم الى المشاعر الصادقة التي يحثنا عليها ديننا القويم من ستر للعورات والسعي في قضاء حوائج المكروبين، أليس ديننا يأمرنا بإفشاء السلام والعطف على الصغير وإظهار التوقير للكبير والوفاء للأصحاب والأرحام والجيران؟!
أليس ديننا ينهانا عن العقوق والقطيعة والكبر والحسد والنميمة والسب واللعن والسخرية والتعبير بالعبارات البذيئة والتخاطب بالألقاب المسيئة والتنابز والخصومة والبخل؟ وآه من البخل، خذوها قاعدة البخيل بالألفاظ بخيل بالمال، إلا حكيم هذا الزمان بوشميس الحاتمي.
ننظر حولنا في جميع أروقة مجتمعنا فلا نجد الا الحسد والتناحر والأسى واللوعة لما حل بيننا من تهاجر وتخاصم وجفاف في المشاعر وحدة في الطباع، امتد للبيوت والوزارات وكل قطاعات المجتمع والأبناء يناظرون ويتعلمون للأسف كل هذا الجفاف المتصحر.
من الحياة
تقول احدى القارئات التي بعثت برسالة وحوّلتها أنا الى استراحة: «المشاعر وليدة اللحظة الفريدة والبخلاء وعدم الانسجام «جين» مزروع في داخلهم، فالبخلاء ليست لديهم روح البهجة والمرح وان وجدت فتكون سلبية ساخرة وتعمل على زيادة التوتر، والناس بحاجة الى علاقات انسانية ودودة لسد أي فراغات حياتية، والبخلاء ليس لديهم مهارات التواصل، نعم صدقت فالبخلاء بالمشاعر هم أفظع من بخلاء المال لأن المشاعر تولّد المودة والألفة، بينما هناك اليوم من يبذل أقصى ما عنده ولا يقابل الا بالجحود «لا كلمة، لا جبر خاطر» بل طناش وفق الحكمة الحياتية اليومية الجارية في دماء كثير من الناس «الحقران يقطع المصران»!
وهذا بالطبع انتقل الى المشاعر بين الوالدين والأبناء، وقس على ذلك ما نراه في أروقة المجتمع بشكل شامل وامتد من داخل البيوت الى خارج أسوارها لأن البيت في كثير من الأحيان يربّي على الجفاف خاصة عندما تلتقي بيئتان مختلفتان في الزواج او العمل... الخ.
خاطرة معبّرة
من الرسائل الالكترونية التي وصلتني هذه الخاطرة دون اسم وأعرضها لمناسبتها الموضوع المطروح للنقاش والحوار والتوعية ما يلي: من حق من حولك ان يشاركوك في مشاعرك وإلا لماذا يشاركونك الحياة؟ لا تلبس قناعا بلاستيكيا جامدا يخفي رقة قلبك ورومانسيتك وشفافيتك، ألا تعرف ان الأقنعة تميت القلب قبل الوجه؟ حتى وان كانت هناك مشاعر داخلك تجاه الآخرين وتكتفي بذلك فهذا عين الخطأ لأنه ان كنت لبيبا وتفهمها وهي «طايرة» فليس الآخرون جميعا بالاشارة يفهمون، لماذا نستكثر على أنفسنا ان نظهر مشاعرنا ونعبّر لمن حولنا مادام ذلك في حدود العقل والدين؟!
فدع عنك الجمود وكن كريما في مشاعرك مع كل من حولك دون تحفظ او توفير واختزن مشاعرك داخلك ان شئت لكن لا تلم احدا بعد ذلك على جموده معك، رسالة وجدت طريقها الى النور.
المشاعر ضرورية
أكيد هناك قلة من الناس (الجامدون المحنطون) يتساءلون هل المشاعر ضرورية في الحياة؟
الإجابة بالتأكيد نعم ونعم قوية ايضا لأن مراعاة مشاعر الناس منهج شرعي ومطلب اجتماعي وقضية اخلاقية تربوية وإلا تحولنا إلى مجتمع الغابة دون رحمة، فالمشاعر يجب أن تكون اليوم دستورا يحكم الناس والعلاقات بينهم، فالمشاعر ضرورية في البيت والمدرسة والمسجد والوزارة وفي كل قطاعات الدولة فرب الأسرة هو أكثر إنسان محاسب ان خرج للمجتمع اناسا متبلدين في مشاعرهم واحاسيسهم لأن كل انسان في هذه الحياة يحتاج إلى الناس لأنه لا يستطيع ان يعيش وحده منعزلا لانه مدني بطبعه.
الكلمة الطيبة صدقة والابتسامة صدقة وكلها رحمات انسانية متبادلة بيننا فلا تتهاون في المشاعر حتى مع الاطفال وملاطفتهم ولا يغيب عنك شكر من عمل لك معروفا أو صنيعا لاننا كبشر ومن نسل بني آدم تؤثر فينا الكلمة فان كانت طيبة تصفو بها النفس وان كانت خبيثة اشعلت نارا واقامت حربا، وجميل ان الناس تسعد بالكلمة الجميلة المواسية المذكرة والنصيحة الطيبة وتذكروا ما قاله الشاعر:
اقبل من الناس ما تيسر
ودع من الناس ما تعسر
اشكر الناس على اي شيء تستمل قلوبهم وانفسهم وتجاوز عن الهفوات تأسر القلوب.
عاجل إلى الآباء والأمهات
إذا أردتم أن يكون أولادكم وبناتكم متوازنين في الحياة فالاستاذ محمد بن ابراهيم الحمد في كتابه القيم (فقر المشاعر) يقول:
ـ ضرورة تنمية الجرأة الأدبية في نفس الابن (الأولاد والبنات).
ـ شاورهم في أمورهم (يعني لا تطنشون ما يطرحون عليكم من آراء).
ـ عودهم على القيام بمسؤولياتهم (لا تدلعوهم كلفوهم بواجبات منزلية).
ـ عودوهم على المشاركة الاجتماعية (يزورون الجيران والأرحام ويتطوعون).
ـ دربهم على اتخاذ القرار (ضعه في موقف واطلب منه قرار التصرف).
ـ افهم طبائعهم ونفسياتهم (أهل مكة أدرى بشعابها).
ـ قدر مراحل العمر وتعامل معهم (لا تعامل طفلا على أنه رجل).
ـ تلافي المواجهة المباشرة معهم (إذا استطعت توصيل الرسالة بأي طريقة جرب).
ـ اجلس معهم وحاورهم (يا الحبيب اجلس مرة في الأسبوع على الأقل معاهم).
ـ أعدل بين أولادك وبناتك (مثل ما تعطي هذا أعط ذاك).
ـ أشبع عواطفهم (حبب، بوس، طبطب، لمم).
ـ أنفق عليهم بالمعروف (لا تصير قحطة).
ـ إشاعة الايثار بينهم (شبيمهم).
ـ الاصغاء إذا تحدثوا واشعارهم بأهمية كلامهم (لا تطنش وتحقر).
هذه بعض من الاساليب التي تنهض بالمشاعر وترهف بالذوق وتساعدهم مستقبلا على ترتيب افكارهم وتسلسلها وكلما اقتربت من عيالك تقربوا لك، تمشي شبرا يقبلون عليك مترا.
البيوت الخربة
هي تلك البيوت التي يتحول فيها الرجل والمرأة إلى أصنام بشرية (روبوتات) آدمية ناطقة لكنها صامتة، فالسكون مطبق لا احد يستمع إلى الآخر والضحية هم الأولاد والنبات في هذا البيت الخرب ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أيها الازواج خفف لوم الزوجة وانتقادها بالصغيرة والكبيرة فهذا خلق ذميم يسيطر عليه الشيطان، فالزوج العاقل الحكيم من لا يعاتب زوجته عند أدنى هفوة ولا يؤاخذها في أول زلة ولا يقبحها امام اطفالها ويلتمس لها المعاذير ويحملها على احسن المحامل ويتغاضى ويتسامى، فذلك من دلائل سمو النفس فريح نفسك من غضب مدمر وتبقى الزوجة مصونة مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه).
فلا تسرف في اللوم واقبل الاعذار وشجع وقدم هدايا، وهي ستقابل هذا ان كانت عاقلة حكيمة مدبرة برد تحيتك بأحسن منها، وتذكر ان السعادة هي بالرضا والقناعة والمعاملة الحسنة وعليك بأداء الحقوق ومارس الواجبات واعرف حق الزوجة التي أمر الاسلام بها، سوف تعيش في ارتياح وهناء موصولين بتعاطف واحترام من الزوجة ان كان متربية وبنت ناس.
فقدت مشاعري
في الحياة نصادفهم واحيانا يتسنى لنا ان نجلس معهم ويصارحوننا بحقيقة تبلد المشاعر وجمود اللسان عن ذكر أي مفردة فيها شكر أو تقدير، وكثير ممن التقيتهم في دهاليز الحياة اضافوا عبارة انهم اعتزلوا المشاعر والاحاسيس حتى عودتهم الى بلدانهم او ديارهم اما انا فقد تذكرت تمثال نزار قباني الذي يبكي وهو صامت:
لا تجرحي التمثال في احساسه
فلكم بكى في صمته تمثال
اي تمثال هذا الذي له احاسيس ويصمت؟! كيف لا وهو الذي عبر في ايام الجاهلية.
لا استطيع ان انفي ان هناك كثيرا من البشر لديها احاسيس متبلدة حيال المحيطين ونسجوا حولهم جدرانا من تبلد المشاعر وفقدوا حس الحياة فهم بلا أي شعور ويتحفظون على مشاعرهم.
ان تبلد المشاعر هو نتاج تراكم ـ الله يعلمه ـ من الاحباطات والعجز عن التعبير وعدم الثقة والعزلة والبخل والاكتئاب، وأعتقد ان المسؤول عن كل هذا هو القلب الجامد البعيد عن العواطف والمشاعر والتعاطف، والذي تلفه طاقة سلبية وهو بعيد عن الله لان «من لا يشكر الناس لا يشكر الله».
ما احوجنا الى حملات توعية مجتمعية تقوم بدور الارشاد والتوجيه لإعادة العلاقات الانسانية في مناسبات الحزن والفرح وطرق التعبير الصادق عنها حتى نخلق مشاعر صادقة حسب ذوق كل شخص او طرف.
آخر الكلام
الى كل من يشعر بالتصحر الرهيب يسري في اعماقه رويدا رويدا ويغتال عاطفته ويحولها الى جفاف قاس في اللفظ والعبارة والسلوك فيغمر بها روحه لتصل الى الآخرين فتحرقهم وتسبب لهم الألم والحيرة والقلق والحزن الدفين فتغتال كلمته ولاتخرج من صدره، أدعوك الى هذه المساحة لقراءتها قراءة متأنية ثم ابحث عن البشر من حولك وأسمعهم إنسانيتك بعبارات تطفئ ظمأهم وقحط مشاعرهم في جمود وقسوة هذه الحياة.
المشاعر.. كلمة حلوة في داخلنا نبوح بها للآخرين ونجرؤ على قولها فتدخل اعماق الآخرين لتعود علينا وتستوطن ارواحنا ومشاعرنا وتعبر عن حقيقتنا البشرية.
خسارة
استقالة طلال الياقوت من إذاعة المارينا اف ام خسارة لا تعوض، فهذا المهندس الكويتي الأسمر الإعلامي المتألق حركة وأثيرا استطاع ان يحول مشروعا إعلاميا من الورق والحلم الى الواقع المعاش في فترة وجيزة واسألوا الشباب ما هي إذاعتك المفضلة؟ وستكون الإجابة «المارينا اف ام».
حتما هذا الإعلامي ستلتقطه محطة وأرجو ان تكون «كويتية» حتى لا ينضم الى الطيور المهاجرة، خسارة بومشاري، ليت الإعلام الرسمي يلتقطك يا ولد الديرة الناجح.
اعتذار
أعتذر للقراء عن الانقطاع خلال فترة الاعياد والاجازات على ان نعود في الاسبوع الاول من شهر مارس.
إصدار متميز لمؤلف مميز
«الكويت ولبنان بين جغرافيتين، ثمن الموقع والتميز»، هو اصدار جديد لاستاذنا القدير حمزة عليان، وهو بحق اصدار متميز لمؤلف مميز، يقول حمزة عليان في الاهداء: الى كل من زرع واضاف بذرة صالحة في نماء هذه العلاقة بين الكويت ولبنان، والى ابنائي الذين تفتحت عيونهم على ارضها.
انه بحق اصدار رائع يعرض الديبلوماسية اللبنانية ـ الكويتية وتاريخ العلاقات والمساعدات والاتفاقيات وحظوة لبنان من حب الكويتيين منذ العشرينيات.. اصدار يعرف قيمته الباحثون وطلبة العلم ويعزز علاقة ثنائية فيها كثير من اوجه التشابه.. مبروك لنا هذه المطبوعة القيمة وكل الشكر والتقدير لمركز البحوث والدراسات الكويتية على هذا المولود القيم.
[email protected]