[email protected]
انشغل العرب والمسلمون، بل كل شعوب العالم، بأمر «داعش»، فكل الساسة والقادة والمحللين والباحثين والعوام يتساءلون: ما تنظيم داعش؟
هذا التنظيم هل هو من رحم الحماسة الدينية أم وليد الصنعة المخابراتية؟ تداخل واندمج، وسرعان ما تكوَّن وانتشر انتشار النار في الهشيم، تاركا ألف سؤال وسؤال، بل أثيرت حوله تساؤلات لا حصر لها يأتي في مقدمتها:
|
أحد عناصر «داعش» في ولاية الرقة |
|
طفل يعرض سلاحه في حين مكانه في قاعات الدرس |
|
|
|
|
- كيف تأسست «دولتهم الإسلامية»؟ ولِمَ بدأ ظهورهم في العراق ثم في الشام؟ وهل سيمتد ويتوغل هنا وهناك؟
- من مقاتلوه؟ خاصة ان الأرقام متضاربة وربما فلكية.
- ما جنسياتهم وأعدادهم؟
- ما تنظيمهم الهيكلي؟ وهل هناك هيكل سري لم يظهر؟
- ما عقيدتهم؟ ولم اختلفوا مع القاعدة؟
- ما الولايات الست؟
- ما جيوشهم الجوالة؟
- ما علاقتهم بالفوضى الخلاقة التي تعتبرها الولايات المتحدة خارطة طريق لتشكيل شرق أوسط جديد؟
- ما حقيقة شعارهم المرفوع «دولة الإسلام باقية»؟
- من الخليفة؟ ومن أعوانه؟ وهل هناك أعوان مازالوا في سياق السرية؟
- ما حقيقة جواز سفر «الدولة الإسلامية»؟
- ما مواقف الناس والعلماء من «داعش»؟ ولِمَ يتهم العلماء بالتقصير في التنوير والايضاح والفتيا؟
- ماذا قال علماء الأمة عن «داعش»؟ ولم تلتزم الأكثرية الصمت؟ وما موقف الشريعة من هذه البيعة؟ وهل هي تامة الأركان؟
- ماذا تعني حرمة دم المسلم؟
«الاستراحة» هذا الأسبوع تطرح قضية معقدة وصعبة ولايزال في يد صانعها وساحرها المزيد، وعلى بركة الله نبدأ:
تأسيس التنظيم
من يتابع شبكة الإنترنت والنصوص التي نشرت عن هذا التنظيم الغامض، يجد ان اغلب قادة «داعش» في العراق وسورية هم من العرب، بينما معظم العناصر التي تقاتل في صفوفه هم من الأجانب: (اميركا، اوروبا، استراليا، افغانستان، باكستان، الشيشان والألبان ومؤخرا من كوسوفا)، بينهم ألفا مقاتل من أصل مغربي يتحدثون الفرنسية، قدموا من فرنسا وبلجيكا، وهناك خمسة من قادتهم يتولون المناصب القيادية، وتبين ان «داعش» (وكلمة داعش هنا للتوضيح هي الحروف الأولى من كلمات الدولة الإسلامية في العراق والشام) لا يهمه إسقاط النظام السوري، بل ان مشروعه ينحصر في إقامة دولة إسلامية وقضم ما استطاع من الجغرافيا لتوسيع دولته التي تحكمها الشريعة الإسلامية (حسب تفسيره للشريعة)، حيث التقيد بتطبيق الأحكام الشرعية وإجبار الناس بالقوة على ذلك، ويعتمد «داعش» في تمويله على آبار النفط التي سيطر عليها في العراق وسورية، وكشفت وسائل إعلام أميركية أن تنظيم داعش يجني يوميا أكثر من 3 ملايين دولار جراء مبيعات النفط، ما يجعله من أغنى التنظيمات التي سلط التاريخ الضوء عليها وتناولها بالبحث والتحليل.
قالت وكالة «أسوشيتد برس» استنادا إلى معلومات المخابرات الأميركية: إن تنظيم الدولة الإسلامية، الذي استولى على أراض واسعة في سورية والعراق يفرض سيطرته في الوقت الحاضر على 11 حقلا نفطيا في البلدين، وينقل النفط المستخرج من هناك بواسطة شاحنات إلى الأسواق السوداء ضمن دول الجوار!
وتشير الوكالة إلى أن سعر النفط الذي يبيعه التنظيم يتراوح بين 25 و60 دولارا للبرميل الواحد، في حين أن سعر النفط في الأسواق العالمية قريب من 100 دولار للبرميل الواحد.
وحسب تقديرات المخابرات الأميركية، فإنه بإمكان الطيران الأميركي تدمير مواقع البنية التحتية النفطية بسهولة، والتي تجلب الأرباح لهذا التنظيم، لكن واشنطن لا تنوي القيام بذلك حاليا بسبب المخاوف من تعرض المدنيين إلى إصابات نتيجة الضربات الجوية.
وتشير الوكالة إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية يكسب الجزء الأكبر من الأموال من خلال ما تسميه بـ «السرقات»، ويسمونه «الغنائم» والمتاجرة بالناس واختطاف الرهائن بهدف الحصول على الفدية.
يقال- والله أعلم، نقرأ ولا نعلم مدى صدق هذه الروايات- ان شركة استخبارات مقرها نيويورك جنّدت 12 ألف مقاتل أجنبــي أتــوا مــن 18 دولة دخلوا سورية وحاربوا، منهم نحو 3000 من الجنسية الأوروبية. ومنذ أعلن الرئيس الأميركي عن خطة عسكرية بعيدة المدى لضرب معاقل تنظيم «داعش» وبمشاركة
10 دول عربية، اتجهت الأنظار إلى الدول الإسلامية، خاصة ان دولا كثيرة مثل تركيا وإيران لزمت الصمت ولاتزال وسائل الإعلام تتحفنا بتوارد الأخبار وآخرها ان 40 دولة ستحارب 30 ألف مقاتل من «داعش»، فيما أعلن مؤخرا وزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد في مؤتمر باريس عن دعم العراق بكل الوسائل الضرورية لأن تهديد التنظيم تجاوز في جغرافيته العراق والشام.
من جانب آخر، نفى وكيل خارجية الكويت خالد الجارالله التوسط لإلحاق إيران بالتحالف الدولي لمحاربة «داعش». وفي تطور جديد لافت للنظر في جدية الإجراءات الحكومية في الكويت استمرت التحقيقات مع 4 من المتهمين بالانتماء لتنظيم داعش ووجه قاضي التحقيق لهم التهم وحجزهم على ذمة التحقيق وشملت التهم حيازة سلاح من غير ترخيص وحيازة ذخيرة من غير ترخيص والتدرب على السلاح وفنون القتال وحمل السلاح ضد دولة صديقة، والانضمام لتنظيم محظور دوليا والدعوة لاعتناق فكر تكفيري يهدف لهدم النظم الأساسية في البلاد.
وفي هذا السياق، أعلنت مصادر امنية انها رصدت 134 من المتعاطفين مع داعش وبعضهم ضبطوا ويخضعون حاليا للتحقيقات وغالبيتهم ممن يحملون الفكر المتطرف أو جاهدوا في أفغانستان والعراق وسورية أو الذين يعلنون تعاطفهم مع فكر داعش.
العقيدة الداعشية
واضح أن إعلاء أمر الجهاد و«محاربة الكفار» هو الجزرة المرفوعة اليوم أو الكيكة لجذب كل من يطرب لسماع هذه الشعارات، ولكن رغم إعلان «داعش» العقيدة الجهادية إلا أنه يخالف زعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي سمى جبهة النصرة الجناح العسكري أو الفكري لتنظيمه القاعدي في سورية!
ووفق رأي المحللين، فإن تنظيم داعش لم يحظ بدعم معلن من دولة معينة، بل هناك جهات مانحة فردية معظمها من الخليج (وهذا قول وادعاء بحاجة إلى بحث ومتابعة جادة) كما أن التنظيم كسب كثيرا من غنائم الجيش العراقي المنسحب من الموصل والمناطق السنيّة، وهذا حقيقي وتمت مشاهدته في اجهزة الإعـلام المرئية.
دولة الولايات الست
من خلال المتابعة لآراء المحللين والباحثين يمكن القول ان تنظيم داعش يريد أن يحقق حلما مزعوما عن طريق إقامة دولة الخلافة من خلال إسقاط مدن عربية كبرى هي نينوى والأنبار وصلاح الدين العراقية ودير الزور والرقة وحلب السورية، وسميت هذه المدن بالولايات الست، و«داعش» يعمل جاهدا على تثبيت قدميه فيها إضافة إلى محاولاته وتطلعاته لوجود مكان له في ريف حلب الشمالي والشرقي، ليكون بالقرب من حدود تركيا.
إذن نخلص من هذه الأحداث الى أن «داعش» اختص هذه الولايات لأن أغلبها سنيّة المذهب، وكذلك لوجود الثروات من آبار النفط التي استفاد منها كما في دير الزور ويتم بيعها لشركات أجنبية. ويبقى السؤال: من يشتري نفط تنظيم داعش الآن؟!
وما دول الجوار التي تشتري هذا النفط من خلال شركات لها خبرة في هذا المجال الصعب؟
الجيوش الجوالة
على الرغم من بروز تنظيم داعش في سورية والعراق وتزايد الحديث عن امكانية إقبال اليمن على حرب مذهبية قد تكون مدمرة، وأطماع الحوثيين التي بدأت تظهر علانية الآن في المشهد اليمني إلا ان خبراءنا ومحللينا في مختلف الشؤون يقللون من خطر هذه التنظيمات «التي هي عبارة عن جيوش جوالة» بمعلومات قد تكون سطحية أو مغلوطة، فنحن اليوم لسنا أمام التنظيمات الإسلامية المسلحة التي ظهرت في الثمانينيات يوم كانت بيشاور «محطة المناورات الأميركية»! اليوم «داعش» له آلاف المقاتلين من كل الجنسيات! ونحن اليوم نواجه تنظيما في صفوفه رجال من «العسكر والإعلام والتكنولوجيا..».
هناك آلاف مؤلفة من الشباب المتحمس الذين قدموا من كل مكان رافعين راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ولربما كانوا عناصر استخباراتية مدسوسة وقوى لا تريد أن تظهر لأن لها حساباتها الخاصة.
واليوم على علماء الشريعة أن يرفعوا الصوت في توضيح قضايا الجهاد وفقه الثغور الذي قاده قادة الأفغان وأسامة بن لادن وعبدالله عزام وغيرهم وتبناه بصورة جديدة تنظيم داعش لإعلاء كلمة الجهاد ولتكوين دولة الخلافة كما يقول ولربما نشر فكر تكفير المجتمعات، وهو اليوم كما يصوره لنا الإعلام العالمي مشروع انقلاب ضد الأنظمة العربية والمصالح الأميركية، فهل يستطيع «داعش» هضم هذه الوجبة؟ أم انه أداة لتنفيذ مخطط دبر بليل وأطرافه خفية؟!
يبقى سؤال كبير هنا: لماذا لا نسمع لـ«داعش» أي كلمة عن الكيان الإسرائيلي وإيران والنظام السوري وتركيا؟!
وآخر الأخبار في الرقة أن قوات داعش حلقت اللحى ولبست اللباس المدني واندمجت مع الناس وليس هناك أي مظهر لوجود مسلحين، وهنا يصعب توجيه ضربة جوية لأن الضحايا أكثرهم من المدنيين، فماذا سيعمل التحالف الدولي مع هذا المستجد الجديد في أساليب الحرب؟!
الفوضى الخلاقة
يبدو، والله أعلم، أنها الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية عام 2006 حين قالت: «ان هناك شرق أوسط جديدا يتشكل وسط فوضى خلاقة».
هل هذا هو المقصود بعد «ربيع الجهاديين» في الاضطرابات التي مرت بالمنطقة والتي قادتها الولايات المتحدة وكان المستفيد الأول منها كما نراه حاليا هو تنظيم «داعش» الذي استفاد حتما من الأموال التي جمعت من عمليات مختلفة؟!
إن الخبرة التي جمعها «داعش» اليوم من المعارك تجعله قادرا على مواجهة الجيوش بعد غنائمه من الأسلحة المتطورة، ولربما الأيام المقبلة توضح لنا الصورة بواقعية أكثر.
إن هدف «داعش» واضح وضوح الشمس وهو تكوين دولة جهادية تمتد من شرق سورية الى قلب العراق، يلجأ إليها كل طالب للجهاد، وكل محبط في حياته ومعاد لنظام بلاده.
أرجو أن نتأنى في إطلاق الأحكام والأوصاف، واضح ان هناك فكرا، خاصة في التعامل مع الإعلام وقضايا التواصل الاجتماعي وتوظيفها من أجل أهداف التنظيم.
أرجو أن نتناول هذا الملف أولا بشفافية وبموضوعية، لأنني والله لا أحب تسطيح الأمور وتهميشها، كما يفعل جل الإعلام العربي الذي يعتمد على محللين ومستشارين هم سبب نكبات الأمة العربية للأسف!
بالفعل نحن اليوم أمام تنظيم يلزم القادة أنفسهم بالصمت المطبق وكأنهم من كوكب آخر في حين ان بعض آلياتهم تعمل- خاصة الأقسام المرتبطة بالتواصل الاجتماعي- بنجاح، واستطاعت ان تطوع آلافا مؤلفة من الشباب عبر شبكاتها العنكبوتية من خلال شبكة الإنترنت، وهذه حقيقة لا مجال لنكرانها. خاصة أن هناك مسجات أرسلت على أجهزة التواصل وهو أن تنظيم داعش حظر تدريس الفلسفة والتاريخ والديموقراطية وحصص الموسيقى، وألغى من الخريطة سورية!
كلمة السر
تنظيم داعش يسعى اليوم إلكترونيا، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي الى التسويق لشعار «دولة الاسلام باقية»، وهو مفتاح الشيفرة للدخول والانضمام، وبمعنى آخر كلمة السر التي يرددها المقاتلون المنضوون تحت هذا التنظيم، وهو شيفرة الولاء لتنظيم الدولة الاسلامية وقسم البيعة لأبي بكر البغدادي، وايضا هناك شعارات متداولة لتجنيد الشباب عبر كل وسائل الاتصال خاصة الفيسبوك، على سبيل المثال شعار «الله اكبر والعزة للإسلام».
أتصور ان الموضوع اكبر من هذين النموذجين، فقد يستخدم علما أو صورا أو خارطة.
لذلك أرى ان يكون هناك «هاكرز» يقومون باختراق انظمة داعش وفك الطلاسم والشيفرات، فمن يقومون على امور التواصل الاجتماعي للتنظيم على مستوى العالم من الواضح انهم فئة محترفة تعرف هدفها وسبل الوصول اليه.
ومنذ 2003 وهذا التنظيم يخرج علينا تحت أسماء مختلفة لكنها ترفع جميعا «العقيدة الجهادية»، ويتخذ مقارّ له كل فترة في منطقة خوفا من الاستهداف في كل من الموصل والفلوجة في العراق، والرقة في سورية، وقد خاض حروبا ضد القوات العراقية والجيش السوري والقوات التركية الحدودية وحزب الله وجبهة النصرة والبشمركة.
ويبقى هنا سؤال مهم: لماذا تسمي معظم الحركات الإسلامية أمراءها بـ «أبي بكر»؟ هل رمز محبة لهذا الصحابي الجليل؟! أم ماذا؟ والله تعبنا من التفسيرات غير المنطقية والنفاق بكل ألوانه وأشكاله.
الخليفة وأعوانه
قيل إن القوة في «ابو بكر البغدادي» الذي نُصب خليفة للدولة الاسلامية تكمن في مساعديه، لأنهم يسيطرون على جميع المناطق التي تسيطر عليها الدولة الاسلامية، ويعملون ليل نهار في سورية والعراق على ادارة الشؤون اليومية للسكان، بحيث يتركون اثرا طيبا، لأن البغدادي غيّر اسلوب التعامل المركزي الذي انتهجه ابو مصعب الزرقاوي، بحيث اصبح للمسؤولين في التنظيم ادارة كل الشؤون بدءا من المعارك في الجبهتين وانتهاء بتصريف الامور في الولايات الست، خاصة فيما يتعلق بالامور المالية وصرف الرواتب والاحتياجات، وهذا التوجه يتمثل في ان قوة الرئيس بقوة اصحابه المحيطين به، وهذا قيل انه موجود في وثائق عثر عليها.
ويقال كذلك إن اهم هؤلاء الملازمين له هو أبوعلي الأنباري الذي يدير العمليات العسكرية في سورية، وهو لواء سابق في الجيش العراقي خلال فترة صدام حسين، وأيضا هناك ابومسلم التركماني، وكان مقدما في المخابرات الحربية العراقية وله صلة وخبرة بفرق العمليات الخاصة العراقية، ويقال ان هؤلاء القادة يعملون مع عزة الدوري وأمواله التي نهبها صدام وزمرته قبل سقوط نظامه!
واعتقد أن ما ذكر عن الموارد المالية للتنظيم بأنها بلغت مليارا ونصف المليار مرده من الغنائم والاموال التي كسبها التنظيم من الموصل، ونحن نعرف جميعا أن الحافلات والأسلحة التي تمت السيطرة عليها من قبل التنظيم من الجيش العراقي المنسحب تزيد على المليار دولار، وكلها كما شاهدنا معدات عسكرية وعربات اميركية تساوي اكثر من مليار ونصف المليار دولار، إضافة الى ما سيطر عليه من آبار وحقول نفط وما فرضه من اتاوات وضرائب وجزية، ولربما هناك في الخفاء دعم غير مرئي من دول بعينها، وهذه كلها اليوم اجتهادات وتحليلات بحاجة الى أدلة دامغة.
التعريف بالقادة
من اصحاب هذه الأسماء التي تتداولها وسائل الإعلام المختلفة:
1 - أبوبكر البغدادي: هو ابراهيم علي البدري السامرائي خليفة الدولة الإسلامية والمكنى بـ«أبودعاء» وكان إمام مسجد جامع احمد بن حنبل في سامراء، وأيضا إمام وخطيب مسجد الكبيسي في بغداد وإمام مسجد الفلوجة، وحاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية ويدرس في جامعة تكريت، قتلت زوجته من قبل عشائر الفلوجة واعتقلته قوات التحالف عام 2004 وأطلق سراحه في عام 2006 وأسس جماعته باسم جيش أهل السنة.
2 - أبو مسلم التركي: هو فاضل احمد عبدالله الحيالي، نائب خليفة الدولة الإسلامية ومسؤول عن الإشراف على الولايات العراقية.
3 - أبو عبدالرحمن البيلاوي: من مواليد 1971 وهو عدنان إسماعيل نجم البيلاوي، رئيس المجلس، نقيب سابق في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، قتل في 5 يونيو 2014 في الموصل بمنطقة الخالدية، وكان «داعش» قد اطلق على عملية الاستيلاء على الموصل عملية «ثأر البيلاوي».
4 - أبو قاسم: هو عبدالله احمد المشهداني، أوكلت إليه مهمة استقبال وصول المجاهدين العرب والأجانب بما في ذلك الإشراف على البيوت التي تؤويهم، ويقال إنه مسؤول عن الشباب الذين يتقدمون لتفجير أنفسهم ويسمون بلقبين حاليا إما «استشهاديون» أو «انتحاريون».
5 - ابو هاجر العسافي: هو محمد حميد الدليمي، المنسق العام بين كل المحافظات ومناطق الدولة الإسلامية.
6 - ابو صلاح: هو موفق مصطفى محمد الكرموش، مسؤول المالية العامة في المناطق العراقية لإمارة الدولة الإسلامية.
7 - أبو لؤي: وكنيته ايضا ابو علي.
8 - عبدالواحد ختناير: مسؤول الأمن العام.
9 - أبو محمد بشار اسماعيل الحمداني: مسؤول السجون والمعتقلين والسجناء.
10 - أبو عبدالقادر شوكت حازم الفرحات: مسؤول الإدارة العامة.
أما مجلس الحرب فهو مكون من ثلاثة:
1 - أبو كفاح: هو خيري عبد حمود الطياوي، مسؤول عن استخدام القنابل والمتفجرات وكل ادوات التفخيخ والتفجير.
2 - أبو سجى: هو عوف عبدالرحمن العفوي، من تلعفر وهو المنسق العام لشؤون الشهداء والمرأة.
3 - أبو شيماء: هو فارس النعيمي، امين مخازن الدولة.
الولاة:
هـــم 6 ولاة، وتشير بعض المعلومات الى ان البعض منهم كانوا يحملون رتبـــا عسكرية عالية في جيش صدام حسين، وهم:
1 - أبو ميسرة: هو أحمد عبدالقادر الجزاع والي بغداد.
2 - أبو عبدالسلام: ويعرف ايضا بكنية «أبو مهند السويداوي»، من مواليد عام 1965، واسمه عدنان لطيف حامد السويداوي والي الأنبار وعضو المجلس العسكري للدولة الإسلامية ويحمل رتبة مقدم سابق في جيش صدام حسين، واستطاع تجنيد أكثر من ألف متطوع لصالح تنظيم الدولة الإسلامية التي قاتلت في سورية.
3 - ابو جرناس: هو رضوان الطالب حسين اسماعيل الحمدوني والي المناطق القريبة من حدود الدولة الإسلامية.
4 - ابو فاطمة: هو احمد محسن الجحيشي والي جنوب ووسط الفرات في الدولة الإسلامية.
5 - أبو فاطمة: هو نعمة عابد نايف الجبوري والي ولاية كركوك.
6 - أبو نبيل: هو وسام عبد الزبيدي والي ولاية صلاح الدين.
أما القادة الداعشيون في سورية فهم:
1- موسى الشواخ أبولقمان: خريج حقوق، وهو والي الرقة والمسؤول عن كل عمليات الإعدام التي جرت في الرقة وهو الذي أعدم أمير جبهة النصرة أبوسعد الحضرمي في الرقة.
2- خلف الحلوس أبومصعب: وهذا اسمه في التنظيم، وله اسم آخر للتخفي وهو أبوذياب، وهو من مواليد القنيطرة وله تاريخ طويل مع التنظيم، وهو الذي أنشأ «أنصار الشريعة» بعد ان تم خلعه من إمارة تل أبيض.
3- أبوعمر قرداش أو أبوجاسم العراقي: من مواليد الخمسينيات، من أصل تركماني من تل عفر، وكان يشغل رتبة ضابط في الجيش العراقي، أشرف على عمليات التفخيخ في معارك ضد الجيش الحر وسورية والعراق، واستطاع قيادة عمليات اختيار المتطوعين الذين قاموا بعمليات تفجير ذاتية لأنفسهم مستهدفين البشر والمراكز المهمة، ويسمونه «المدمر».
4- أبوعمر الملاكم: محكوم عليه بالإعدام في تونس وهو عراقي الجنسية مختص بالتفجيرات عن بعد من خلال الأجهزة الإلكترونية والتحكم من بعد، يفتقد إحدى رجليه.
5- محمود الخضر أبوناصر الأمني: عمره 30 عاما، مختص بالاغتيالات والمعلومات الأمنية ويلبس دائما قناعا على وجهه ولا يتكلم ويرتدي كفوفا لكي لا يعرف لون جسده.
6- علي السهو أبوعبدالرحمن: سوري، طالب هندسة في دير الزور- قرية الجايف بالرقة.
7- فواز العلي أو أبوعلي الشرعي: من بلدة الكرامة- الرقة.
8- أبو أنس العراقي: وهو المسؤول العسكري لتنظيم داعش في سورية ولا تتوافر عنه أي معلومات.
أرقام ودلالات
أنا مازلت عند رأيي، وهو ان تنظيم داعش ليس له رقم بعينه، فكل من استفاد من هذا التنظيم انضوى تحت لوائه تاركا حقيقته جانبا، باحثا عن مصلحته، فمرة نقرأ ان مقاتليه بين 5 آلاف في العراق و7 آلاف في سورية! وأخيرا 75 ألف متطوع! وقيل وكتب انه استولى على 430 مليون دولار من خزائن الموصل، وهناك من يتهمه بأنه مارس الابتزاز وغسل أموالا وتاجر بالكهرباء والنفط الى جانب تبرعات من الخليجيين! لم تجر حتى الآن مقابلة مع شخصية بارزة في التنظيم لتأكيد الحقائق، وما أقرؤه اليوم هو بالونات اختبار ومعلومات متناثرة تثير الهلع وأرى فيها كثيرا من الدس والحشو والإبهار. هناك مقابلات أجرتها محطة الـ«b.b.c» وتلفزيون «الوطن» فيها شيء كبير من المعلومات انصح بالرجوع اليها لعل فيها بعضا من الفائدة المرتجاة.
ونحن نحاول فك لغز داعش، والله لقد تحيرت كثيرا فرغم تجربتي في نقل وقائع الجهاد الأفغاني في الثمانينيات ووقائع حرب البوسنة والهرسك في التسعينيات تحيرت كثيرا أمام مشهد داعش، عرب وآسيويون وأوروبيون قادمون من كل فج عميق.. من سهّل لهم كل هذا؟!
بالكويتي تحولت «داعش» الى «تخروعة» وتحالف دولي، وقادمات الأيام قد تكشف لنا جوانب خفية بعد ان تعددت الأطراف.
جواز سفر الدولة الإسلامية
شاهدنا عبر وسائل الاتصال الالكتروني أكثر من تقرير أو ملف حول «جواز سفر الدولة الإسلامية» وان خليفة الدولة الإسلامية يستعد لتوزيع اكثر من 11 ألف جواز سفر على سكان «دولة الخلافة» في سورية والعراق.
وتناقلت الاخبار ان مصدر هذا الخبر هو موقع تركي مقره أنقرة وزّع الخبر باللغة العربية، غير ان اخبارا جديدة قالت ان الجواز مجرد شائعة لان صورة الجواز استخدمت في مايو 2013 ومدون اسفل جواز السفر عبارة تقول: «حامل هذا الجواز نسيّر له الجيوش لو مسّه الضرر»! في حين نفت مصادر من الدولة الإسلامية صحة خبر الجواز، وقالت انها أخبار خاطئة وتتعارض مع المعارك التي نخوضها. وكانت أخبار قد أكدتها صحيفة «اندبندنت» البريطانية على لسان شيراز ماهر من كلية كينغر في لندن ان تنظيم داعش لم يصدر جوازات سفر لأن ما نشر هو جوازات مزيفة، كما ان الأمر في نهايته «وثيقة سفر» ولا يوجد بلد يعترف بالدولة الإسلامية «وان صدوره لا معنى له إطلاقا».
وأضاف ماهر ان الصور ظهرت للمرة الأولى في مايو أي قبل اشهر من قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام بالإعلان عن تأسيسها دولة الخلافة. وأخبر ماهر «اندبندنت» بأن الصورة التي تم تداولها والتي غرد بها النائب السابق عن حزب المحافظين لويس مينش، مدعيا ان طفلة تبكي لأنها أجبرت على الزواج من أحد مقاتلي داعش، ليست صورة صحيحة، بل هي صورة ثابتة أخذت من مقطع فيديو وانتزعت من سياقها، وبدلا ان يكون بكاؤها لأنها كانت على وشك الزواج من الرجل الذي يظهر في الصورة «كما ادعى النائب» فإنها كانت تبكي لأنها كانت في جلسة لتلاوة القرآن للأطفال ولم تكن تلاوتها بالمستوى المطلوب وكان الرجل يحاول تهدئتها، وهذه تقارير سمجة تترك آثارا فظيعة في مصداقيتها. واعتبر ماهر ان «داعش» يدبلج التقارير المضللة من هذا القبيل، من أجل صرف انتباهنا عن أدواره الحقيقية: انه يحاول صرف الانتباه عن الأعمال الحقيقية التي يرتكبها ويزعم انه يتعرض للهجوم على مسائل ثانوية ومن ثم فإن أصدقاءه او داعميه لا يأخذون التقارير الموثقة. وأضاف ماهر: ان «داعش» يقوم بالكثير من الأعمال ويرتكب الكثير من القضايا ونحن لسنا بحاجة لتشويه صورته بمثل هذه التقارير غير الحقيقية.
الخلاصة
إن تنظيما قاتل الجيش الأميركي في العراق والجيش البريطاني في البصرة، وحارب القوات العراقية وكل الفصائل السنية التي تقاتل النظام السوري والميليشيات العراقية مثل: عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي، وقوات حزب العمال الكردستاني «البي كي كي» والجيش الحر ووحدات حماية الشعب الكردية «وحش» وجبهة النصرة والجبهة الإسلامية، هل من المعقول ان يكون هذا التنظيم قادرا ومستمرا في قتال كل ما ذكرت من مسميات؟! فالتنظيم بدأ حربه في عام 2003 بعد اندماج تنظيم دولة العراق الإسلامية التابع لـ «القاعدة» وجبهة النصرة السورية، إلا ان الأخيرة رفضت الاندماج على الفور ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في يناير 2014 ولاتزال مستمرة آخرها في المواقع السورية المحررة، وآخرها 48 من أحرار الشام، هذا التنظيم الوسطي المعتدل! وبدأ «داعش» يعمل في العراق تحت اسم جماعة التوحيد والجهاد ثم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ثم دولة العراق الإسلامية ثم دولة الخلافة الإسلامية.
يتضح للباحث ان تنظيم القاعدة شكل بداية «داعش»، ثم تمدد بعد الاندماج ثم تفرد لأن كليهما يحمل العقيدة الجهادية نفسها التي تقاتل الكفار ولإقامة الدولة الإسلامية، وأنا شخصيا لا أرى لهم صلة بالتنظيم السلفي التراثي المعروف بعدم الخروج على ولي الأمر، ومن الخطأ ربط اسم أو مسمى السلفية بهؤلاء «التكفيريين» من الخوارج مثلما انجرف الإعلام وراء مسمى الفكر السلفي الجهادي.. والله هذا بهتان كبير وليس من الحقيقة في شيء وليس صحيحا ان الوهابية هي التي مهدت الطريق لصعود فكر «داعش».
ويبقى السؤال: من هم «داعش»؟
الأيام كفيلة بالإجابة، فقط نحتاج إلى مزيد من الوقت لتتضح الحقائق، وما إذا كان يستطيع «داعش» ان يستفيد من المحاضن ام تحاصره المخانق وتقضي عليه. هذا، والله أعلم.
الهيكل التنظيمي
نشرت صحيفة التليغراف البريطانية تقريرا يوضح الهيكل التنظيمي لـ«داعش» عثر عليه أثناء مداهمة الجيش العراقي لأحد أعضاء الدولة الإسلامية، ويوضح التقرير المجلس التنظيمي السري الذي يرأسه أبوبكر البغدادي ونائبه أبو مسلم التركماني والحكومة المكونة من 7 وزراء و6 ولاة ومجلس حرب.
مجلس الحرب
|
أبومصعب الزرقاوي - الرئيس المؤسس |
|
أبو بكر البغدادي |
- أبو كفاح.
- أبو سجى.
- أبو شيماء.
لاحظوا أن الكنية بأسماء بنات، ومن المؤكد أن هذا له رمزية لم تتضح بعد.
الحكومة
- أبوعبدالرحمن البيلاوي.
- أبو قاسم.
- أبو هاجر العسافي.
- أبو صلاح.
- أبو لؤي.
- أبو محمد.
- أبو عبدالقادر.
الـولاة
- أبو ميسرة. - أبوعبدالسلام أو أبو محمد السويداوي.
- أبو جرناس. - أبو فاطمة الجحيشي.
- أبو نبيل. - أبو فاطمة الجبوري.
حواء الداعشية
يختلف تنظيم داعش عن غيره من التنظيمات المقاتلة بأنه شكل كتيبة من المتطوعات بدأت عملها فعليا بمنطقة الرقة أطلق عليها اسم الخنساء، وان مهمتها تنحصر في تفتيش النساء المتواجدات في كل مكان دون حرج بعد أن نجح خصومهم في قتل 7 من أفراد التنظيم في حاجزي المشلب وحاجز السباهية، لأن هؤلاء المجهولين كانوا يلبسون النقاب واللباس النسائي.
|
عضوات في كتيبة الخنساء بالرقة |
وتتنوع جنسيات الداعشيات من تونسية ويمنية وشيشانية وهن القطاع الأكبر من المقاتلات ويتكلمن العربية بطلاقة، وهناك جنسيات أخرى وأخطرهن التوأمتان البريطانيتان صوماليتا الأصل، واحدة تسمي نفسها أم جعفر، وتجيدان استخدام القنابل اليدوية، ومن أبرز الداعشيات من تسمي نفسها أميرة داعش وهي خليجية الجنسية تبلغ 45 سنة.
وتشير الأخبار إلى تأسيس كتيبة ثانية باسم «أم ريحان» مهمتها دعوية وأيضا تفتيشية ويبدو أن تأسيس الكتيبتين بدأ يشجع النساء على الالتحاق بصفوف داعش، لأن الانضمام يعطيهن القوة ويحصنهن ضد الاعتداءات والعنف، مستفيدة داعش من تجارب النساء في الحركات الضعيفة في نيبال والسلفادور واريتريا وسريلانكا.
حرمة دم المسلم
قال تعالى: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما-
النساء: 93).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لايزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما».
إن أهل السنّة والجماعة عبر التاريخ كانوا يعظمون أمرين غاية في الأهمية غاية التعظيم: تكفير المعين واستحلال الدم الحرام.
إن العلم لا يأتي فجأة، بل له طريق يسير فيه الطالب ليأخذ العلم الشرعي حتى يقال: (فلان طالب علم) له مشايخه المعروفون بالدين والتقى والصلاح والعلم.
السؤال: من علماء «داعش» المعتبرون؟
وما جهودهم في العلم والدعوة؟
وأين كانوا قبل الالتحاق
بـ «داعش»؟
أرجو ألا يقال لي ان هذا التنظيم امتداد لتنظيم القاعدة، فهذا أمر نعرفه جميعا.
اللهم احفظ لنا ديننا ومقدساتنا، واهد كل مسلم ضال، واحفظ بلادنا الكويت وبلدان المسلمين من كل سوء، وأدم أمننا واستقرارنا ووحدتنا يا رب العالمين، وقنا شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، وامنن علينا جميعا بالعلم النافع والعمل الصالح.
المواقف من «داعش»
تباينت مواقف الناس من «داعش» كل حسب هواه وفكره، فهناك من يرى فيه خوارج وتكفيرا وتخوينا وفرضا للدولة الاسلامية وانه امتداد لفكر القاعدة غير ان «داعش» جاوز القاعدة في فتح المجال لمن يشاركهم بأن يكفر من يشاء، ونعلم يقينا ان في داخل هذه التنظيمات شبابا اغرارا هم قنابل موقوتة يحقق اي تنظيم من خلالهم مآربه الشخصية. الناس البعيدون عن «داعش» والمستقرة أمورهم يعتبرونه إرهابا وقتلا ومطاردة وبطشا وكالتتار في ممارساتهم والطواغيت في إجرامهم، بينما من هم في بلدانهم دون وظائف التحقوا به او يحاولون.
هناك أصوات من داخل التنظيمات الإسلامية المعروفة بدأت تطالب بنصح الشباب وتحذيرهم من مغبة الانسياق وراء المشروع الإسلامي أو الحلم الإسلامي كما ضيّع في أفغانستان وغيرها من الحروب التي طحنت الشباب المسلم بعد انكشاف الحقائق وان كثيرا من قادة الجهاد هنا وهناك اما مخلصون او ملوثون، والأحداث اثبتت ان قلة فقط كانوا من أهل الصلاح، وبات من الضرورة بمكان ان يتناول أمر داعش المختصون من حملة الشريعة فهم الأكفأ لعلاج وتوضيح أمر داعش. أصوات العقلاء في العالم الإسلامي بدأت ترتفع وتطالب بتوضيح ضعف التأهيل الشرعي وحقيقة الإيمان والكفر عند أهل السنة والجماعة خاصة فيما يتعلق بضوابط التكفير وحقيقة الولاء والبراء ومدى التلازم بين الظاهر والباطن، وحقيقة الخوارج قديما ومدى تلاؤمهم الفكري حاليا مع داعش. قرأت أصوات الباحثين الشرعيين تطالب بضرورة تدريس الجهاد ومنزلته وخطورته على المجتهد وضرورة توضيح الضوابط الشرعية وإيضاح المفاسد والمصالح والخلط بين الثوابت. تنظيم داعش.. يحتاج منا جميعا حين نتحدث عنه الابتعاد عن السطحية وتقدير حجم الأعداء ومكرهم في زمن الاستضعاف، لأن فكر الخوارج عميق وقديم ومستجد لا يعرف سره إلا حملة الشريعة الإسلامية من كتاب وسنة.
علماء الأمة الإسلامية
إن علماء الأمة الإسلامية مقصرون اليوم كثيرا في إيضاح هذه المسائل المستجدة، وإن الصمت حيالها لا يجدي أبدا، فلم يخف العالم الديني علمه بهذا التنظيم وذاك، وهو يعلم علم اليقين أن الأمة بحاجة إلى من ينورها ويوضح لها حقيقة ما يدور، خاصة أن تنظيم داعش التفت إلى تجارب التنظيمات الإسلامية الأخرى السابقة، وابتعد عن الإعلام والتصريحات ومارس دورا محترفا على جميع الأصعدة واستخدم وسائل الاتصال العنكبوتية استخداما صحيحا، فأين أمتنا والمسؤولون فيها من هذا الصمت الفظيع وترك جماهير مليونية دون أي توجيه رسمي ديني موثوق؟!
إنني أحيي جهود مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ الذي اعتبر «داعش» العدو الأول للإسلام، ودعا في بيان له شعبه الى الوقوف مع قيادة المملكة، داعيا الى نشر فكر الوسطية، وداعيا العلماء والأساتذة والكتاب والمثقفين وسائر المواطنين إلى الحوار الذي لا يخون ولايتهم.
وهناك بيان للداعية علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والذي اعتبر داعش خوارج هذا العصر، ومن أجل هذا اختلفنا معهم وسنظل محاولين تعليمهم وحربهم في الوقت ذاته.
أما الشيخ د.عبدالعزيز الفوزان عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان في السعودية، فقد قال: «داعش» أضر على الإسلام من اليهود والنصارى، ونصح الشباب بألا يغتروا بكلام داعش المعسول «فهم يحاولون أن يجعلوكم وقودا لحربهم».
أما الشيخ د.حارث الضاري الأمين العام لعلماء المسلمين في العراق فقال: إن «داعش» يُستخدم كذريعة لاستهداف حريات الشعوب المقهورة والمضطهدة.
أما الشيخ عاصم البرقاوي المعروف باسم أبو محمد المقدسي أحد أبرز قيادات التيار السلفي الجهادي في الأردن، فقد شن هجوما على «داعش» ووصفهم بالقتلة والذباحين لأنهم كرّهوا الناس في الدولة الإسلامية والخلافة.
وفي بيان صادر عن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببطلان خلافة «أبوبكر البغدادي»: يفتقر لأي معايير شرعية وواقعية، وطالب البيان جميع الفصائل الإسلامية بالعالم باحترام المفاهيم الإسلامية التي لها جلالها بين الناس، وحذر من فتح باب الفوضى في الاجتهادات بعيدا عن أهل الحل والعقد للأمة الإسلامية من علمائها وفقهائها ومتخصصيها.
واختتم البيان: كنا نحلم بالخلافة الإسلامية على منهاج النبوة وأن تقوم اليوم قبل الغد، اللهم هب لنا عقولا راشدة لا تضل السبيل وضمائر حية لا تتبع الهوى (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ـ يوسف: 21).
وقد وقّع البيان رئيس الاتحاد أ.د.يوسف القرضاوي والأمين العام أ.د.علي محيي الدين القره داغي. وفي تطور جديد أيدت هيئة كبار العلماء في السعودية الحكومة لتتبع داعش والحوثيين وحزب الله في دورتها التي عقدت مؤخرا في الرياض.
وتبقى حقيقة مروعة تحدث اليوم وان فكر الدواعش لايزال خفيا ونحتاج الى من يكشف خفاياه وأسراره، خاصة فيما يتعلق بالبيعة وهل هي كاملة الأركان ومستحقة؟ حتى لا يضلل الشباب وتضيع الأمة.