كلما زرت حبيبتي البحرين وشعبها الطيب الحبيب أيقنت انها حضارة وتاريخ وتسابق الزمن محتفظة بأصالتها ومجدها عبر التاريخ في «دلمون، تايلوس، اوال»، لذا لا عجب ان قالها الكويتي لأخيه البحريني «يا خوي: مملكتكم البحرين ضي العين» وهل هناك أعز من العين يا البحرين؟!
يقول الشاعر البحريني المبدع دائما علي الشرقاوي في عنوان قصيدته «جزيرة» ويقصد هنا مملكة البحرين الحبيبة:
دام البحر يودج بدمه وضروسه
وصدور كل النخل بالطيبه متروسه
محروسه من كل أذى يا بلادي محروسه
غصبٍ على من مضى وباع وتشرى بج
بنعيش طول العمر نروي ظما ترابج
لحم الصدر لج نشر وقلوبنا محرابج
عمر النخل ما انحنى لو تنقطع روسه
هناك حقيقة ثابتة ان الشعبين الكويتي والبحرين وبقية دول مجلس التعاون لحمة واحدة وكتلة متراصة وكيان واحد، وتبقى العلاقات الثنائية كل يراها من الزاوية التي تعجبه، لذا نحن في الكويت شهادتنا بالبحرين مجروحة، علاقة قديمة ومن يدخل بوابة التاريخ يجدنا في زمن اللولو والمحار، تلك الأيام الجميلة وفي الكتابات العتيقة عن البحرين والكويت، نكهة الماضي والحاضر.
تميزت حبيبتنا البحرين عبر التاريخ بمميزات كثيرة منذ القدم في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واستطاعت ان تكون رقما بارزا في منطقة الخليج العربية.
ان التاريخ سجل الحضارة والرقي والتقدم، وقد عاصرت البحرين منذ السبعينيات عندما زرت أول مرة «عين عذاري» العجيبة التي مازالت عالقة في ذاكرة مئات الآلاف من الكويتيين ومازالت في ذاكرتهم، وشعبها الطيب ونخيلها الباسق وينابيعها العذبة.
لا نزايد أحدا على حب البحرين فهي أسطورة التاريخ ولؤلؤها البراق، وثقافة شعبها منذ القدم مضرب الأمثال، هكذا هي دلمون، تايلوس، اوال، مملكة البحرين المحفوظة بيد الرحمن وهي تسير على دروب الخير والرخاء والأمن والأمان.
ما يبهرك تغزل شعب البحرين في بلده تقول د.أنيسة أحمد فخرو في ديوانها «تجليات»:
السحابة الزائرة بلادي من أرض بعيدة أبت ان تغادر فصارت ضبابا.
لنقف ونتأمل التشبيه وبلاغته!
وتقول الشاعرة حمدة خميس وهي المشدودة الى البحرين تتغزل :
يحدثني البحر عنك.. تسر إلى النخيل
بلادي تنامين فوق السواعد
اني حضرتك وشما على صدر طفل
كتبتك في خاطري لغة.. وفي لغة البحر سرا
بلادي تنامين!
الى الشواطئ، صحو.. ان النجوم قُبل
اسندي رأسك المتعب على صدري
واسنديني
رأسك المتعب بالحنين.. رأسك المكتظ بغبار السنين
وخيب النوق.. بحداء الصحارى.. واريحية الفرسان
ومضة:
يقول الأستاذ حسين راشد الصباغ «بوبسام» في كتابه الرائع الذي اهداه لي «كتابات عتيقة من البحرين»: لقد كانت صحف البحرين والكويت خير مشجع لي ومعين وكانتا مثالا حيا لنا كطلبة في الحكمة والعطاء والفكر والإبداع لانها شجعتنا على رصد ومتابعة كل إبداع، انه من جيل نقاد الخمسينيات والستينيات.
آخر الكلام
اسم البحرين مريح للسمع لأنه يعني «البحر» ذا العيون الكثيرة الحلوة العذبة من المياه المالحة، وهذا ما تعنيه كلمة «البحرين» أي بحرا من المياه العذبة الحلوة وبحرا من المياه المالحة، وهي حلوة حلاة شعبها، ومالحة على اعدائها، فبوركت يالبحرين ملكا وحكومة وشعبا، فأنت لنا في الكويت ضي العين.. فما أجمل النظر! وما أحلى الناظر؟
وتبقين يالبحرين ضي العين.
[email protected]