[email protected]
بالأمس خرجت من المستشفى الصدري بعد صلاة المغرب وأنا أقول يا رب لطفك بعبدك «عبداللطيف»، يا رب ارزقه الصحة والعافية وهو يا ربي له من اسمه نصيب «فعبداللطيف» عبد لمن يلطف بعباده من حيث لا يعلمون ويهيئ مصالحهم من حيث لا يحتسبون، يعلم دقيق المصالح وغوامضها ثم يوصلها لأصحابها في رفق دون عنف ـ سبحانه ـ يعلم خفايا الأمور ودقائقها، لطفت أفعاله وحسنت، يكشف الضر عن عباده ويوصل الخير اليهم من حيث يخفى عليهم.
قال الشاعر المتنبي:
واحتمال الأذى ورؤية جانيه
غذاء تضوى به الأجساد
يا الله ونعم بالله الطف بعبدك عبداللطيف الروضان هذا الجندي المجهول الذي «حمل قلبه الكويت أكثر من 3 عقود» في صمت عجيب وهو الوزير الذي أتعب وأجهد قلبه ونفسه من أجل الكويت والكويتيين.
بالأمس في الدور الأول بالمستشفى الصدري كانت الكويت كلها حاضرة تسأل عن عبداللطيف الروضان.
وبالأمس وقبله واليوم وما بعد سيظل السؤال: أعبداللطيف الروضان بخير؟ نعم.. سؤال من كل أطياف الكويت لأسرة الروضان الكريمة، فكل جيلنا المخضرم الذي رافق الأخ العزيز عبداللطيف عبدالله مشاري الروضان ابن «منطقة الشرق» يعرف من هو هذا الرجل الذي عمل أمينا مساعدا في مجلس الوزراء عام 1987 ثم وكيلا في ديوان سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في عام 1990 وكان على الدوام ناصرا لـ«أهل الديرة فزاعا لكل خير لهم»، أحببته عن قرب عندما توليت أمانة سر جمعية المعلمين حينذاك، كان على الدوام «الخدوم الخفي» الذي يخجلك من أدبه الجم وصدقه وصراحته.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «الحلم والأناة توأمان ينتجهما علوّ الهمّة».
أنا على ثقة بان مئات الآلاف يدعون له بظهر الغيب لأنه كان دائما في «قلب الأحداث» ولكن تواضعه وأخلاقياته وسلوكه السوي جعل منه «كاريزما صامتة» لا يحب الظهور ويصنع الحدث ويسيره ويقومه من بعد دون ضجيج وكأنه على «عداوة» مع الكاميرا، فهو قليل الظهور في الصور والأحداث وان كان هو لاعبها ومعايشها ويعرف دقائقها بالضبط كأجداده «النواخذة» يملكون المهنة والرؤية والصيت والقيادة، وهو الاكسير الخفي الذي لبس ثوبه بمهارة وروح المهنية.
يقول الشاعر أحمد السقاف - رحمه الله:
لا يصنع النصر إلا قائد بطل
يقود جيشا يهز الأرض إن وثبا
هو واحد من 3 تعامل معهم أهل الكويت وأحبوهم وتوالوا على منصب «أمين عام مجلس الوزراء في تاريخ الكويت» وهم : الأول العم عبداللطيف سعد الشملان بدرجة مدير عام سنة 1962 والثاني العم عبدالعزيز محمد العتيبي الأمين العام المساعد لمجلس الوزراء بدرجة وكيل وزارة سنة 1969 والثالث عبداللطيف عبدالله الروضان بدرجة وكيل وزارة عام 1991 ثم بالدرجة الممتازة ثم بدرجة وزير وهو يستأهلها مع امتياز ومرتبة شرف، لأنه بالأساس رجل صالح.. يقول أحمد شوقي:
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
ومضة: ما من كويتي أثناء الاحتلال العراقي الغاشم في عام 1990 تعامل مع الأخ عبداللطيف الروضان في حكومة المنفى إلا ويذكر له جهده وتعامله وأيضا دوره الوطني والتاريخي كمنسق ومنظم للإعداد للمؤتمر الشعبي الذي عقد بمدينة جدة خلال فترة الاحتلال وكيف كان «الدينمو» المحرك إداريا لهذا المؤتمر التاريخي، في نبوغ عجيب ومعلوم أن النبوغ لا يورّث، فهو ثمرة الجهد والعرق والسهر، يبدأ بالأعمال الجميلة وينجزها، وعندما نقول ان الأخ عبداللطيف الروضان يملك النبوغ.. فالنبوغ لا يمكن تزويره لانه رديف للنجاح والمثابرة.
آخر الكلام: هذا غيض من فيض أدمى وأتعب قلب «اخونا عبداللطيف الروضان» ولكن هذا القلب أيضا عامر بالتقوى ونظافة اليد والسيرة الطيبة، لذا فهو في نظر المنصفين والمراقبين كالسراج القوي في البيت الكبير، ولهذا لا عجب إن وجدت الكويت قاطبة تدعو له رجالا ونساء وتحتشد في المستشفى الصدري باحثة عنه داعية له ويستأهل هذا الأمين الصامت أن ندعو له بظهر الغيب على السمعة الطيبة وهذا الأثر ونظافة اليد، والأمر كله مظهر وجوهر لإنسان أحب بلده وشعبه فبادلوه الحب والوفاء.
يقول عبدالملك بن مروان: إذا أحب الله يوما عبدا ألقى عليه محبة الناس.
نسأل الله العلي القدير أن يحفظك بحفظه ويسبغ عليك نعمة الصحة والعافية يابن الكويت البار.