[email protected]
سوسن نبات من الرياحين، طيب الرائحة كثير التنوع والانتشار وأزهاره منها البنفسجي والأزرق والأبيض والأصفر والأحمر وتسمى واحدته «سوسنة» وهو نبات معمر ذو رائحة عطرية وتعرف بعض اصنافه بجذور الطيب وتبقى الحقيقة أن لكل شمس مغربا.
غير ان «سوسننا» غير.. نعم وردة ندية وأم مثالية ولكنها لم تعمر طويلا رحلت مبكرا، وتركت الأب المفجوع والأم الحنون والزوج الوفي وأربعة من زهورها (نايف ـ منيرة ـ سمية ـ لطيفة).
قلبي ودعائي مع أستاذي ومعلمي المربي الفاضل جاسم الغريب وأختي زوجته أم محمد.. يا رب لطفك بهؤلاء الثكالى المفجوعين (بسوسنهم)، رب الطف بإخوانها الأحباب (سندس ـ سجى ـ لولوة ـ محمد ـ أحمد)، يا الله كم تحملت «سوسن» المرض اللعين الذي لا يرحم منذ 2010 وهي في حالة سفر إلى بريطانيا لتلقي العلاج «الكيماوي والإشعاع» ابتلاء عظيم وصابرة.
يا الله كم صبرت سوسن على رحلة المرض، والله إني وأنا أكتب دمعت عيناي وأنا أتذكر أستاذنا (بومحمد وزوجته) رحلة طويلة مع الألم والمعاناة، وألمي اليوم أكبر وأنا أفكر في ابنها نايف الذي يدرس في الولايات المتحدة ولم يبلّغ إلا بعد دفن والدته سوسن، رب كن معه وخفف عنه فقدان أمه وهو المكلوم والموجوع وإخوانه، رب لطفك بهم جميعا، الأجداد والأبناء والأحفاد والزوج الوفي المبتلى في مصابه الأليم، وكما نقول وفاة الأب يتمٌ، أما وفاة الأم فضيعة. يقول زين العابدين رحمه الله:
وانظر إلى من حوى الدنيا بأجمعها
هل راح بغير القطن والكفن
أما انت يا ابنتنا سوسن، فطيب الله ثراك ومثواك، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة ومكانك الفردوس الأعلى أيتها البشوشة الحنون التي عرفت في حياتها بأنها مثالية في أداء واجب الفرح والعزاء والسنع في كل الأمور ولتطمئني في قبرك وانت في حياة البرزخ بأن أولادك أمانة اجدادهم ووالدهم.
لقد كنت يا ابنتي تعلمين مآلك في هذه الحياة وعملت لآخرتك وأدركت الحقيقة بأن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة، حياة فانية فكان زادك هو تحمل بلاء المرض، وكان زادك التقوى والعمل الصالح والبر بوالديك وزوجك وأولادك.
ومضة: نسأل الله عز وجل ان يكون مكانك بيت الحمد وأن ينزل الله السكينة والطمأنينة على والديك وزوجك وإخوانك وأولادك، يا سوسن الفقد العزيزة التي رحلت سريعا كالومضة.
٭ آخر الكلام: رحم الله أمواتنا في هذا اليوم من الذين دفنوا في مقبرة الصليبخات العمة فاطمة احمد الفهد وسلوى دويلة مبارك الدويلة وسوسن جاسم محمد الغريب.
اللهم تقبل أمواتنا بقبول حسن وأنزل على أهليهم الصبر والسلوان واجبر عزاءهم يا رب العالمين.