كنا بالأمس في ديوانية الأخ محمد العجيري ـ أبي قصي ـ عندما بلغنا ابني بشار حسن الصايغ بوفاة العم جاسم محمد الخرافي ـ رحمه الله ـ وبدأ كل منا يدلو بدلوه حول هذه الشخصية الكويتية الكبيرة التي تركت تاريخا مليئا بالإنجازات.
لا يختلف اثنان على ان العم جاسم الخرافي «كاريزما» حقيقية عندما نذكره وزيرا ونائبا ورئيسا ومواطنا يحب الخير ويسعى به طوال حياته، وجيلي كله يذكره طوال السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات وهو متسيد المسار الانتخابي، ومن يستعرض تاريخه في مجلس الأمة يجد الباحث انه حقق المركز الأول أو الثاني.
وسأحاول الآن تعريفكم بأسباب ربطي لاسمه بـ «الكاريزما»
يقولون ان الكاريزما وصف يطلق على من يملك الجاذبية والحضور الطاغي الذي يتمتع به بعض الأشخاص والقدرة على التأثير على الآخرين إيجابيا، وهل أحد منا ينسى هذا الحضور والجاذبية للعم جاسم الخرافي؟
ويقولون ان كلمة «كاريزما» هي كلمة اغريقية تعني «موهبة ربانية» لأن «الكاريزمي» شخصية لا تتوه وسط الزحام.
لو طبقنا هذا لوجدنا ان العم جاسم الخرافي (موهبة كويتية) لا يتوه في الزحام مهما بلغ هذا الزحام لأنه جاذبيته الرئاسية روعة منفردة فكلنا يذكره وهو يطرق بيده «مطرقة المجلس» حاسما الامور ببعد نظره وحكمته المعهودة.
نعم.. حبا الله العم جاسم الخرافي بقبول حسن بين الناس وصفات نادرة «وقدرات رئاسية» لا يقف امامه شيء الا وحله، واثق دائما بنفسه وبالعاملين معه وقادر على الإقناع ونيل الأثر.
ومضة: عرفت العم جاسم الخرافي من خلال عملي يوم كنت مدير الإعلام بالهيئة الخيرية الإسلامية ورئيس مجلس «العالمية» وما قصدته في شيء إلا وقال لنا حاضر ونفذ وعده للهيئة الخيرية ومجلتها وتلبية طلبات كبار المشايخ الزوار للهيئة لزيارته وعرض بعض المشاريع عليه وتلبيتها او نقل رسالة له من شيخي وتاج رأسي العم يوسف جاسم الحجي، شفاه الله وعافاه.
آخر الكلام
لقب «الرئيس» استحقه بجدارة الطبيب العالم المسلم «ابن سينا» وهو اليوم يطلق ايضا على العم جاسم الخرافي الذي قاد جلسات «ماراثونية» تحت قبة عبدالله السالم جعلته بالفعل «رئيس الحكمة والإنجاز» في تاريخ مجلس الأمة الكويتي عبر شخصية جذابة ومؤثرة في الآخرين إيجابيا وحنكة قيادية رئاسية سجلت له في تاريخ «الرئاسات» الكاريزمية.
رحم الله العم جاسم الخرافي فقد خلف تاريخا يتكلم عنه.
وصدق الشاعر:
ومن حوى التاريخ في صدره
أضاف أعمارا إلى عمره
لكنني أيضا أتذكره بالحكمة دائما وأتذكر قول الله عزّ وجلّ: (ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا).
وهكذا رحل (رئيس نجم) وعظمته اراها في تجاوزه كل صعب في روية حاسمة وتتجلى اخلاقياته في التعامل مع الأقوياء بقوة ومع الضعفاء برحمة، هكذا هو جاسم الخرافي.
[email protected]