[email protected]
إلى ولي أمرنا وأميرنا الذي أعطانا القدوة في تحمل مسؤولية تبعات الحكم ومشاركة شعبه مصابهم الأليم..
إلى أرواح الأبرياء الذين سقطوا في مسجد الصادق..
وإلى المصلين الذين روعوا..
وإلى أهلنا الذين جرحوا، وهم الآن في المستشفيات، أو في بيوتهم يتلقون العلاج..
إلى أهلي الكرام من الشعب الكويتي الوفي بسنته وشيعته وحضره وبدوه..
إلى الكويت الحزينة على فلذات أكبادها، الذين استشهدوا أو روعوا أو غدروا وانهكوا، نحن نقولها دائما: الكويت لها حوبة.
الى أولئك جميعا نقول «صبر جميل والله المستعان» ونكتب هذه الرسالة.
أما أنتم يا من حملتم اسم الدولة الإسلامية، وليس لكم في هذا الاسم نصيب، نقولها لكم: الله عز وجل حتما سينتقم لكل الأبرياء، الذين قتلتموهم في مجازر مروعة في شهر مبارك وفي يوم جمعة وفي صلاة وعبادة.
الله عز وجل سيسقيكم من نفس كأس القتل والترويع والتمثيل بالجثث في عمليات قتل مختلفة إما بسكين أو متفجرة أو مياه أو نيران! وما أبشع طرقكم في قتل الناس الأبرياء!
الله عز وجل سيحاسب ابا بكر البغدادي ومن وراءه عن كل هذا الشر الذي ذاع صيته وللأسف من ربط اسم «ابوبكر» خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الذي أساء للخلافة الإسلامية، وسيحاسب كل من أيد هذا التنظيم بتعاطفه، وهو أمر يجب استنكاره.
«داعش» اليوم توحّش، وأساء لمكانة الخلافة الإسلامية الراشدة بأفعاله وتمويله المستغرب!
ان ظهور «داعش» بهذا الحجم العلني قد ينسب الى «صناعة استخباراتية»، وما يعزز القول هو الوضع الاقتصادي للتنظيم، والذي يقدر بالمليارات، والسؤال الدائم.. من يقف وراءه؟!
واضح ان «داعش» اليوم هو «ثنائي سني» متداخل ما بين سورية والعراق، وزعيمهم الذي أسسهم أبومصعب الزرقاوي.
ان هذا التنظيم بدأ مع الضابط العراقي البعثي «حجي بكر» وهو الذي بايع مصعب الزرقاوي بعد دخول القوات الأميركية الى العراق 2003م بعد معركة الفلوجة الثانية، حيث اعتقل وسجن في سجن ابوغريب وخرج منه لاحقا.
أبومصعب الزرقاوي هو احمد الخلايلة أردني الجنسية من مدينة الزرقاء، وتأثر بـ عبدالله عزام، والتقى أسامة بن لادن، وهو الذي أسس تنظيما مناصرا للقاعدة في الأردن أطلق عليه اسم «التوحيد والجهاد»، وهنا بدأ ايضا دور «أبومحمد المقدسي» مع الزرقاوي، وعملا معا لنشر فكرهما (السلفية الجهادية) ثم انضم اليهما أبوقتادة الفلسطيني غير ان «المقدسي» ظل هو الشيخ والمرشد الروحي للزرقاوي.
ومن خلال تتبعي ومعرفتي لفكر الزرقاوي الضال، اؤكد حقيقة تثبت بما لا يدع مجالا للشك وجود خلافات كبيرة ما بين اسامة بن لادن وابو مصعب الزرقاوي رغم وجود بيعة من الزرقاوي لابن لادن في العام 2004، وكلنا يذكر كيف تبدل الاسم من التوحيد والجهاد الى تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، ويذكر ان القياديين السعوديين في تنظيم القاعدة السعودي عبدالله الرشود ومحمد العوفي ساعدا الزرقاوي في التمهيد للبيعة وتقريب وجهات النظر.
من ذاك الوقت لاحظ ان الزرقاوي كان مدعوما بكوادر اعلامية على مستوى رفيع من المهنية نجحت في ترويج عملياته، وكلنا يذكر كيف شاهدناه يقطع رأس الرهينة الاميركي نيكولاس بيرغ والمختطف الكوري، ثم استجد امر الغارة الاميركية التي قتلت الزرقاوي في مقره في بعقوبة شمال بغداد، وكان وقتها يعد خطة لإعلان دولة اسلامية من كبار قادة الجيش العراقي من البعثيين والحرس الجمهوري، ويقال ان وشاية وراءها مثلث اميركي + ايران + مصريي القاعدة التقت مصالحهم حينذاك وقرروا التخلص من ابومصعب الزرقاوي لتعزيز ادوار داعش الجديدة، وكلنا يذكر لقاء الزرقاوي مع سيف العدل وهو ضابط في القوات المصرية واسمه محمد مكاوي وكان يسمى العقل المدبر لتنظيم القاعدة وبعضهم يعادله بقاسم سليماني قائد فيلق القدس وهو المسؤول الاستخباراتي للحرس الثوري الايراني.
ويقال ان الزرقاوي حانت ساعة تصفيته لوجود دور استخباراتي اميركي يتابع جهاز الثريا الخاص بالزرقاوي، وكان سيف العدل هو المكلف بالاتصال بالزرقاوي في الزمان والوقت المحدد وتم بالفعل التقاط المكالمة.
وبعد اغتيال الزرقاوي، قاد التنظيم ابوحمزة المهاجر، وهو مصري من جماعة ايمن الظواهري وهو متخصص في صناعة المتفجرات وهو المسؤول الاول عن التخطيط لأي عملية تختص بصناعة المتفجرات وتجهيزها، وكان نشطا في مد العلاقات مع شيوخ العشائر العراقية والسورية ثم تم تعيين ابو عبدالله الجبوري وهو واحد من الكوادر المدربة على الانترنت، وكانت مهمته تصوير «صغار السن» المغرر بهم القادمين من دول الخليج واليمن وليبيا وتونس وسورية بدءا من التجهيز للحظات الاخيرة من حياة الانتحاريين الى التنفيذ ثم نشر هذا عبر الشبكة العنكبوتية الخاصة بهم وترويجها الى مشارق الارض ومغاربها، وكلنا ايضا يذكر كيف ظهر المتحدث ابو عبدالله الجبوري ليعلن قيام دولة العراق الاسلامية في العام 2006، ومن يومها حولوا المناطق التي سيطروا عليها في العراق الاسلامية الى ما يشبه المعسكرات في افغانستان.
الحديث عن «داعش» طويل لا ينتهي، وقصدت من هذا الاستطراد ان اوضح ان من يقومون بالارهاب هم اكيد عرب خلفهم لوبي مستتر ادى وساهم ومول لبروز هذا التنظيم، وهو حال مرت به تنظيمات سابقة غير ان هذا التنظيم له قاعدة مالية وهجرات منتظمة من المؤيدين القادمين للتجمع في سورية والعراق من كل دول العالم.
ومضة: يأتي انفجار مسجد الامام الصادق و«داعش» لايزال في اوج بطشه الاجرامي يسيطر على مناطق سورية وعراقية وبلدان عربية في افريقيا، ويمارس ارهابا واجراما فاق الفكر النازي.
آخر الكلام: البعض يصورهم اليوم بالاسطورة وهم أبعد ما يكون عن البطولة ومراتب الفخر والشرف، هم «بعبع» جديد في المنطقة، هدفه دول الخليج العربية وباقي الدول العربية، وتبقى الحقيقة واضحة جلية ان تنظيم بهذا التطرف ويعمل بتفوق ميداني واضح يحظى بدعم مالي وإعلامي ضخم على صعيد الافراد والمنظمات، اضافة الى من يسوقه ويؤلبه علينا ويعلي شأنه.. سؤال: من وراء هذا كله؟ اما جواب الكويت ردا على هجمة «داعش» فالجواب معروف اسألوا اي طفل كويتي سيقول لكم لا مكان لـ«داعش» والارهاب في ديرتنا.