[email protected]
وداعا يا خليفة.. يا أبا مساعد، هكذا رحلت سريعا دون وداع.. أصابني حزن عميق وانا اتلقى خبر وفاة الأخ الصدوق خليفة الصلال (أبو مساعد) ـ رحمه الله ـ الذي بكته الكويت ومنطقة الروضة على وجه الخصوص، وأرثيه كصديق عزيز وسنفقد إطلالته علينا في الديوانية في ابوالحصانية، فمن هو هذا «الخليفة» الذي أسر الناس فأحبوه؟!
«اواه» يا خليفة .. من أين أبدأ معك؟
انا وإن كنت املك زمام المبادأة دائما بالكتابة، فإنني لا اخفي سرا انك يا خليفة جعلت الكلمة عصية علي، لأنني اكثر من مرة حاولت الكتابة وفشلت، وأقول هذا ولا أخجل لأنك أكبر من الكلمات والسطور أيها المفقود العزيز.
صاحبي أبا مساعد ـ رحمة الله عليه ـ له من اسمه نصيب وافر، فهو خليفة ومستخلف واسم علم مذكر، وهو الذي يخلف من قبله في امر ما او في مكان ما، وايضا اسم خليفة وشخصيته هو «انسان رائع»، حنون مع الاطفال وزوج مثالي، ومن صفاته في هذا الاسم حبه للاعتكاف وعمارة اللسان بذكر الله، وكلها والله وضعت لشخصيته وحيائه وحبابته.
اواه.. يا ابا مساعد، في العام 1944 ولدت، وفي العام 2015 رحلت عنا الى الدار الآخرة راضيا مرضيا، والفارق بين السنوات (الـ 71) نترك فيها مرحلة الطفولة ونتحدث عن 50 عاما قضيتها دارسا في مدرسة المثنى لتعمل في التجارة، ثم الانتقال للعمل في مطار الكويت ضابطا في المراقبة الجوية، ثم اكمال الدراسة في لندن لتعود مراقبا للرادار.
أواه .. يا خليفة، من ينسى دورك في المقاومة الوطنية ضد الجيش الصدامي وممارستك لكل انواع المقاومة بتخزين السلاح الى العمل في المخابز وتوزيع النقود على الصامدين الى ايواء المقاومين ورفع همة الصامدين؟
أواه .. يا خليفة كم تعبت وكم اتعبت المحتلين وهم يبحثون عنك في منطقة الروضة (عشقك ووطنك) بعد ان اكتشفوا أمر تخزين السلاح وتوزيعه وإيصاله الى عيالنا المقاومين الاشاوس، والكل يذكر كيف داهموا منزلك، ثم انتقالك الى منزل الاخ عبدالله الرويح ثم انتقالك واسرتك الى «بيان» حتى التحرير.
ومضة (1): رحمك الله يا أبا مساعد، كنت انسانا رائعا بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معان انسانية، حسن السيرة، دمث الاخلاق، حسن الجيرة، «حمامة مسجد الزبن»، ابن الكويت البار والروضة.
ومضة (2): أواه.. مازالت اتذكر زيارتي لك في المستشفى الاميري وكيف وجدتك كالعادة هادئا باسما نضر المحيا مستسلما لقضاء الله، صابرا محتسبا، ذاكرا الله رغم علمك انك مبتلى بمرض لا يعرف الرحمة ان اصاب هدفه وأعرف كيف تعلق بك كل العاملين في الجناح لخلقك الكريم.
ومضة (3): أواه.. يا أبا مساعد.. أتعبت من بعدك، فمن صبر صبرك، أتذكر يا حبيبي وقرة عيني كيف اغمي عليك في صلاة الظهر في يناير الماضي لتنقل بالاسعاف الى المستشفى الاميري ثم مستشفى الشيخة بدرية، أكثر من 8 أشهر من التعب والألم والعذاب، ومنك مزيد من الصبر والشموخ، ورأيت علامات القبول فيك، ويا رب يكون قبرك روضة من رياض الجنة ومنزلتك الفردوس الأعلى من الجنة يا رب العالمين.
آخر الكلام: اواه اواه اواه يا من أحببته واحترمته وسأظل ادعو له حتى القى الله، وشريط من الذكريات الحلوة العبقة تجمعني بك، وابكتني هذه العبارة «بابا مساعد»، لأنني سأشاهدها في عيون افراح ومنيرة وبقية احفادك واسرتك الكريمة، وكل العزاء لاسرة الصلال ممثلة بعميدها الفنان القدير ابراهيم الصلال وعائلة بوخضور، والعزاء موصول لكل الذين رثوه في التويتر، فمصابنا جلل في رحيل هذا «الخليفة الباسم الصامت» الحادب على دينه، فيا اهلنا في الكويت والخارج اتمنى عليكم الدعاء لهذا المواطن الكويتي العزيز على وطنه وشعبه واسرته، وعلينا جميعا، وإنا لله وإنا اليه راجعون، ويا مال الجنة يا ابا مساعد، رب ارفع قدره مثلما شاهدناه دائما رافع راية الدين والوطن.. خليفة انسان رائع رائع رائع ونادر.