أصعب كتابة ربما تكون عن الملوك والحكام والرؤساء، خاصة أولئك الذين يحظون بشعبية طاغية وحضور، سواء داخل بلادهم او خارج حدودها، فعندما يكتب الصحافي عن ملك له حضوره وشعبيته مثل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والذي اعطتنا شخصيته القيادية وعقله ومنهجيته الرائدة واسلوبه وافكاره وتعابيره التي استوحاها من خبرته في الحياة وتأمله فيها وتجاربه التي مر بها فجاءت حكمته إنسانية في ابعادها عميقة بأفكارها وبليغة بأعماله وأقواله وأفعاله ولهذا فان الكثير من القيود تقف امام قلم الصحافي وفكره وتضغط عليه خاصة في هذا الزمن الذي كثر فيه «مرتزقة القلم» وايضا منها الخوف من الاتهام أو المبالغة في نوعية الرأي والثناء، اليوم المشهد كله تغير الى الاحسن ان شاء الله فمن يكتب لحاجة خاصة تصل والذي يريد ان يكتب رأيا ايضا فيه الفائدة العامة يصل، خاصة مع تطور ميديا التواصل الاجتماعي، لان الموضوع خرج عن الحصرية.
انني اليوم ومعي ملايين نعلن فخرنا واعتزازنا بما حققه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كل الأصعدة خاصة في الحريات والرأي والرأي الآخر ضمن ثوابت الكتاب والسنة وسلاح الاقناع والمحافظة على الهوية السعودية والحداثة والاصالة والعطاء المتصل للانسان بكل انواعه وبكل الشفافية والمصداقية والثبات على المبدأ واللين والصلابة امام الأحداث والمواقف.
وتقول الحكمة: «مادحك بما ليس فيك مستهزئ بك» فان لم تسعفه بنوالك بالغ في ذمك وهجائك، وهذا واقع من الاقلام المأجورة.
انا ككويتي مسرور بهذا الانفتاح السعودي وهي بلا شك بصمة الملك سلمان بن عبدالعزيز فكل هذا التطور في الرأي الذي لمسناه في المسلسلات والحوارات والاحاديث والتصريحات السعودية في المشهد السعودي يوصل لنا ولغيرنا رسالة بأن عهدا جديدا يكتب اليوم في واقع المملكة العربية السعودية دونما الحاجة الى «الرقيب» والملاحظ ان الشعب السعودي الشقيق بدأ يتحمل مسؤولياته خاصة بعد تسيد ادوار المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كل المواقف ما جعل كل عربي ومسلم يرفع رأسه ويجهر بقوله أنا فخور بهذا الزعيم العربي المسلم الذي رفع قدر امته ودينه في مشارق الأرض ومغاربها.
أتابع الإعلام السعودي المقروء والمرئي والمسموع عبر الاجهزة المختلفة وأنا كعربي مسلم فخور جدا بما وصلت اليه من تقدم وجرأة في الرأي العاقل والحكيم في الجرائد والمجلات وميديا التواصل الاجتماعي والأجهزة الرسمية والشعبية، ولعل هذا المشهد السعودي الاعلامي يعبر لنا عن سياسة وحكمة «الملك» وهو اصلاح ممتد من فكر المؤسس، طيب الله ثراه ومثواه في الزمن السعودي الممتد من الماضي والحاضر والى المستقبل والمتمسك بتعاليم الاسلام الخالدة.
يقول الخليفة علي بن أبي طالب: «لا رأي لمن لا يطاع».
واليوم امتنا كلها تسمع لرأي خادم الحرمين وتطيعه وتتبعه وتفخر وتعتز بمواقفه وأفعاله وأقواله وهو المطبق لشرع الله وفق الخصوصية السعودية القائمة على الانصاف والعدل والرحمة والقوة والشجاعة والعقل والبصيرة.
قال الشاعر المتنبي:
قف دون رأيك في الحياة مجاهدا
ان الحياة عقيدة وجهاد
انه بصدق عهد حريات ورأي جديد يقوده خادم الحرمين الشريفين الزعيم العربي الذي يحظى اليوم بحب واحترام الملايين لهذا لا عجب ان تبوأت المملكة العربية السعودية مركز الصدارة.
اقول هذا وانا ارى انكفاء كويتيا في تراجع الرأي بدليل قوة وسطوة الرقابة التي منعت مسلسل «ساق البامبو» وهي رواية كويتية كتبها الكويتي سعود السنعوسي وفازت بجائزة البوكر العربية ونالت التكريم في الكويت على مستويات مختلفة ولكنها منعت من التصوير في الكويت وهي تتصدر المسلسلات الرمضانية ولا أرى اي سبب يمنع عرضها سوى اننا للاسف تحولنا الى «تشغيل الرقيب المجمد» وايضا هنا ما هو اسوأ وهو ما نسميه «فوق أو تحت الطاولة» وهو طبعا معروف بالمال «الكيكة» وما اقبح هذه الكيكة خاصة اذا قال قائل: مهمزني؟!
غير أنني متفائل جدا بادوار معالي وزير الاعلام الشيخ سلمان الحمود والذي حتما ستكون له بصمة وأولى بصماته اعادة النظر في تشكيل لجنة الدراما لاننا باختصار كنا نصدر الرأي لا نصادره!
ومضة:
مبروك لاخواننا السعوديين هذا الانفتاح غير المسبوق وهو امتداد لهذا الزمن الزاهر من الحكم وفيه ملامح استشراف المستقبل الواعد باذن الله وصدق بشار بن برد عندما قال:
اذا بلغ الرأي المشورة فاستعن
برأي نصيح أو نصيحة حازم
نحن نريد هذا النصيح الحازم بعد ان تراجعنا في كل شيء وقوي مقص الرقيب ولتبق الحقيقة: الرأي في الكويت يتراجع وكما نعلم آفة الرأي الهوى وايضا الفساد الذي تحمله البعارين البشرية والتي نطقت بسنا الراد، والله تعبنا وانكفأنا وين الكويت عروس الخليج؟!
نقولها دائما: الكويت لها حوبة، خلونا نردها كما كانت وما نبي تعليقات يا قوم مكاري وحتى لا تلحقكم الكوبة.
وخذوها مني حكمة: روية المتأني دائما أفضل من بديهة العجل.
[email protected]