[email protected]
في مشهد مهيب، ودّعت الكويت ومنطقة القادسية على وجه الخصوص ابنها البار عبدالرزاق محمد المطر ـ رحمه الله ـ فمَن هو هذا الغالي الذي داهمه هادم اللذات على حين غفلة في الـ 63 عاما من عمره؟
في طوابير كبيرة وقفنا بالامس نعزي بالغالي أخانا عبدالرزاق محمد المطر ـ ابو فيصل ـ رمز الطيبة والبساطة في مقبرة الصليبخات والكل يقول: الله يرحمه.
كنا صغارا في قطعة 4 بمنطقة القادسية، وبحكم الجيرة، ارتبطت بالأخ المغفور له بإذن الله عبدالرزاق المطر، وكان هو آخر العنقود من الزوجة الأولى بعد كل من عبدالرحمن، عبدالعزيز، يوسف، جاسم، سليمان، رحمهم الله، وبقي منهم المربي الفاضل غانم المطر، والبنات طيبة الله يطول في عمرها، ومن الزوجة الثانية النائب العزيز حمد وإخوانه، أطال الله في أعمارهم، وكان والده محمد المطر، طيب الله ثراه ومثواه، شيخنا وإمامنا في مسجد الغملاس فترة طويلة من الزمن.
بو رزيقة.. وهذا ما كنا نناديه بالاسم (كاريزما) لوحده، وكان صديقه في البداية (عويد) بوعواد رحمه الله نجل العم أبوسعيد ـ مرزوق العيد - طيب الله ثراه ومثواه، وكان بورزيقة وبوعواد ثنائياً في مدرسة القادسية المتوسطة، وأحيانا أتذكر كيف كانا يحلان الواجبات المدرسية أضحك وأدعو لهما بظهر الغيب، وهما رمز لمرحلة مرت على منطقة القادسية كانا فيها متسيدي المشهد، واليوم ندعو لهما ومن سبقهما خاصة من عمامي اسرة المطر الكريمة أولاد وبنات تربينا مع بعض كالأسرة الواحدة.
أتذكر مرة تبادلت مع عبدالرزاق، رحمه الله، الأدوار أعطيته سيارتي وأعطاني (سيكله الامبريته) وفي شارع المدارس ما بين مدرسة صقر الشبيب الابتدائية والبيوت المقابلة (الحماد - الحسينان) عند الدوار وقف (تاكسي) ولبست به (صدمته) وانكسرت يدي وتكسر (السيكل) وأخذني والدي والعم سلطان السنان - بوراشد ـ رحمهما الله الى المجبر العم عبدالعال العتيبي، رحمه الله، وكان المرافقان لي عبدالله السنان وهشام النصف من اصدقاء الطفولة، وضبط الكسر لي وصلحنا السيكل بـ 4 دنانير.. تصوروا؟ طبعا اللي جالس خلفي في السيكل هو غانم المطر، وقال بل شوماخر، وحاشنا ليزره وصار الحادث في هذا الوقت بعدما ظهر بوشميس!
كان عبدالرزاق رحمه الله في بداية حياته موظفا بوزارة الصحة ثم عمل بالتعاونيات (قرطبة ـ حطين)، اذا ما خانتني الذاكرة، ومولعا بآلة العود وأجادها، وكنا نستمع له في الفريج وجلساتنا الى الأصوات، وكان مقلدا للمطرب حمد خليفة ومعجبا به أطال الله في عمره ان كان حيا، ومثلما اعتزل حمد خليفة، ترك عبدالرزاق (العود) وأصبح مواظبا على الصلاة بارّاً بأهله وربعه، وزهد بالحياة بعد رحلة مرض طويلة. وهنا احيي اختي زوجته ام فيصل على صبرها، وهذيله بنات الكويت سنع واصالة ومرد هذا البيت الكويتي القديم. ولنا في اولاده كل الخير فيصل واخوانه الله يحفظهم ويوفقهم يارب.
ومضة: رحمك الله أبا فيصل الحبيب فقيد الشباب، لا تبخلوا عليه بالدعاء، فلقد كان بارا بوطنه الكويت وشعبه، يرى نفسه دائما مع البسطاء، ويمثل الطيبة في احسن صورها، ولعل هذه الجموع قدمت للعزاء وفاء له ولأسرته الكريمة وخواله اسرة العباد الكرام.
آخر الكلام: نرفع أحرّ التعازي القلبية الى أهلنا عائلتي المطر والعباد وإلى محبيه وأصدقائه، رحمك الله يا أبا فيصل، إلى جنة الخلد، وبارك الله في ذريتك وإخوانك الباقين ولأحفاد عيال اعمامي عبدالرحمن - عبدالعزيز - يوسف - جاسم - سليمان والبنات شريفة وبدرية رحمهم الله جميعا ادعو لهم فهم من خيرة الشعب الكويتي.
أسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ومثواه الفردوس الأعلى من الجنة.
يا عبدالرزاق:
يالله عسى الفردوس مسك ورياحين
بجنة عدن.. وأنت اعلم بالأنام
وأنا قصيدي راح ضمن المعزين
هذه دموعه.. خطها حبر الأقلام
إنا لله وإنا إليه راجعون.