[email protected]
ما يعكر الجولة الانتخابية التي حمي وطيسها هذه الأيام «شائعات خبيثة ملعونة» هي الأخطر في تاريخ الكويت الانتخابي، وهي حرب مشتعلة مستهدفة جمهور المقترعين بعد أن تحولت هواتفنا إلى رحى حرب خفية وحلبة مبارزة رخيصة مجهولة المصدر للأسف!
في الكويت نحن «كلنا إخوان قرية وكل واحد فينا عارف خيه»، بمعنى دقيق أن هدف الافتراء والكذب والتزوير والتدليس هو إفساد هذا العرس الديموقراطي الذي تعيشه الكويت، وأيضا حملة هدفها هؤلاء الشباب الإصلاحي من الوطنيين وهم من كل الأطياف والمشارب، والكويت بهذه الديموقراطية «عروس الأمم المتحضرة»، والله وحده يحفظ لنا نظامنا السياسي الشرعي ودستورنا وشعبنا الوفي الأصيل، ويا دارنا يا دار حاربي من أجل وصول الأخيار.
ومضة: حذرت شريعتنا الإسلامية الغراء من مغبة إطلاق الشائعات، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع»، رواه مسلم.
وأعود بكم إلى ذاكرة التاريخ: أتذكرون كيف فعلت الشائعات بالمجتمع الإسلامي (شائعة الإفك ـ شائعة مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد)، وهناك شائعات تستهدف أحيانا الرموز السياسية والخيرية.. إلخ، لهذا كله نهانا الإسلام عن هذا الشر العظيم لأن مطلقها شيطان أخرس!
همسة: من الشائعات هذا الكم العظيم من الفيديوهات الملعوب فيها والممنتجة وأيضا الرسائل الصوتية والكلامية والمقروءة والواتسابات المفبركة.. إلخ، لينظر كل منا ماذا يحمل له الواتساب! إنها مئات الآلاف من الشائعات والأخبار الملفقة.
آخر الكلام: يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا- آل عمران: 103).
الكويت الغالية أمانة في أعناقنا، والشائعات قد تكون من صنع أجهزة المخابرات المختلفة التي تريد أن تعصف بالكويت «لا أمكنهم ولا أوصلهم لمبتغاهم وجعل كيدهم في نحرهم»، وعلينا جميعا قبرها في مهدها بعدم توزيعها.
أيها المواطن الناخب: إنني أدعو كل مواطن كريم، حر، شريف، إلى إعطاء صوته للقوي الأمين ليحافظ لنا على بقاء الكويت عزيزة الجانب، مصونة الأركان، ولنقطع بصوتنا الحر النقي غير الملوث يد كل مرشح فاسد مستغل وعابث، لنضمن للأجيال اللاحقة وطنا مشرقا في ظل دستور 11 نوفمبر 1962، لنعمل معا ضد هذا الطابور الخامس الخفي (الخفافيشي) الذي يستهدف وحدة صفنا وتجربتنا الديموقراطية المتجذرة، ولنقبر مخططات من يريد النيل من روحنا المعنوية بحربه النفسية علينا، والدعاء بأن يكون الكيد في نحره، هو وكل خفافيش الظلام، أصحاب المصالح الضيقة والشائعات اللعينة، وصحيح القول: «كل واحد يروج شائعة، الله يحطه في النار وما يشوف الجنة».
الشائعة تسري كما النار لا تبقي ولا تذر.. فاحذروها عافاكم الله.