في حفل زواج فضل المسباح بالشعب مساء الثلاثاء الماضي طلب مني العم عبدالعزيز المسباح ـ بوعيسى ـ أن أكتب عن ضرورة إعادة إعمار جزيرة فيلكا المهجورة من مساكنها التي تحتاج إلى ميزانية تعيد ترميم بيوتها ومنازلها كي تكون صالحة للسكن مع الاهتمام بإعادة التفكير في بناء جسر يربط رأس السالمية بالجزيرة وتفعيل المواصلات البحرية لها ولعلنا نفعل مقترح عضو المجلس البلدي السابق أحمد الفضالة بشأن إمكانية ربط الجزيرة بمدينة الحرير أو جسر الشيخ جابر الأحمد.
فيلكا من أهم الجزر الكويتية وكانت مأهولة بالسكان ولها تاريخها العريق بما تضمه من مواقع أثرية حيث إن بها أكثر من 45 موقعا يحمل دليلا حضاريا مثل قلعة القرينية والقصور وتل خزعل وسعد وسعيد وخرائب دشت وحظور العوازم وغيرها من الأماكن، ولعل أحسن ما قام به شيخنا أحمد الحصين، أثابه الله، عندما أزال «هدما» ضريح ما يسمى بالخضر!
لقد خسرنا بعد التحرير الجزيرة وكسبنا ناسها (أهل فيلچا الطيبين يا حلوهم ويا حلو معشرهم)، من المفيد أن نرى فيلكا تدخل إلى الخدمة مرة ثانية بقوة عن طريق إحياء المشاريع الخاصة بها وكلنا شاهدنا سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد عندما عرض معالي وزير الأشغال والإسكان الأخ بدر الحميدي ـ الوزير النشط المبدع المتألق ـ حينذاك على صاحب السمو الامير مشاريع مقترحة في جزيرة فيلكا (مطار ـ بحيرة ـ فنادق ـ شاليهات) وأن المشروع الطموح لن يخرج عن تقاليد الكويتيين المستمدة من الدين الإسلامي وتعاليمه..) إذن تحريك ملف فيلكا كفيل بوضع المزيد من الحلول والمبادرات وعلى رأسها رؤية استراتيجية تطور الجزيرة على مستوى الدولة، أما إذا كان الموضوع يتعلق بخطة نفطية لوجود فيلكا على حقول نفطية احتياطية ضخمة من الغاز والنفط فالإفتاء يكون لذوي الاختصاص لا المتفلسفين بالتصريحات!
ومضة: أنا كمواطن أعرف تماما أن فيلكا ثروة ضخمة وطنية (حاشها النسيان بعد التحرير والتثمين)!
لكن المرحلة القادمة هي حسبة اقتصادية فإن كان مقترح التطوير السياسي والصناعي والترفيهي والإسكاني هو الاختيار الأمثل فعلينا أن نبدأ لأن التكلفة اليوم بالتأكيد ستكون أقل من الغد، أما إذا كان الاستثمار الحقيقي نفطيا بحتا، فالحكومة أبخص!
لكنني كمواطن جبت العالم، شرقه وغربه وشماله وجنوبه، أرى الجزيرة تصلح تماما لتكون جزيرة أسطورية في الترويح الحلال والسياحي المنضبط!
آخر الكلام: يمكن ان تكون الجزيرة منتجعا ترفيهيا على شاكلة «والت ديزني»، وفي بيئة خالية من السيارات وآثارها، تكون ملتقى للسياح الأجانب وفق خطة زمنية ومشروعات ذات عائد مالي تحولها من جزيرة مغمورة إلى الواجهة والصدارة، بس نبعد «فيروس الحسد» وأيضا «فيروس الفساد الذي استشرى»، وكلنا نعلم علم اليقين أن الجزيرة مشروع حضاري يدعم ميزانية الدولة والإيرادات العامة.
أغنيتنا تقول:
دار ما دارك بحر.. فيلچا أحلى الجزر!
نعم.. ضبطوها بتصير فعلا أحلى الجزر وأغلاها، وبرجاء بميزانية واحدة دون ميزانيات تكميلية، وأيضا لا يكون صدقتوا ان فيها «ينانوه» (أي جن وعفاريت)!
وأخيرا حتى لا نقول: لا طبنا ولا غدا الشر!
[email protected]