الدنيا التي نعيشها عجيبة غريبة تحتاج منا إلى المسايرة
لا التنازل وإلا تعيش المجافاة وينظر لك على أنك نكدي!
بوزك شبر!!
نظرة الى أحوالنا كشعوب عربية أو بمعنى «الشرق أوسطية» تجد أن حالة النكف والمعاسرة والبغض والتشدد والغلو والتعصب والتبرطم فقط عندنا لأن جميع الشعوب والدول مشغولة بالتنمية.
قال أحد الشعراء:
إن ملكت الناس فاملك قلبهم
عبثا تملك حب الناس قسرا
نعم ما في شيء غصب لذا لو نظرت في شخصك ومن حولك فستجد أن الوضع يتطلب المسايرة أحيانا لا المعاسرة والمجافاة خاصة ما بين الزوجة والزوج والحكومات والمعارضة وأضداد الفكر مثل «المحافظين - العلمانيين» وكل أصحاب الأهواء.
تجربة الحياة تبلغنا وتعلمنا: «إذا جلست بين العوران أعور عينك»!
ويعلمنا ديننا الوسطي وشريعتنا الغراء: في قوله تعالى: (وقولوا للناس حسنا) البقرة: 83، وأيضا في قوله تعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا) النساء - 86.
يقول الشافعي رحمه الله:
يزيد سفاهة وأزيد حلما
كعود زاده الإحراق طيبا
ومضة: أيها القارئ الكريم.. رأس الحكمة والعقل أن تتودد دائما الى الله عز وجل لأن الله يحب العبد اللحوح المثابر وكذلك الناس يحبون من «يفوت» لا يرصد ويقترع ويسلخ وإنما يوازن ما بين المسايرة والمجافاة.. دارهم مادمت في دارهم!
آخر الكلام: أنا هنا أدعو كل إنسان الى الأناة ومسايرة بعض الأمور المعقولة
لا التنازل والانبطاح! أيها الآباء أيتها الأمهات .. الجيل تغير انتبهوا!
المسايرة لها حد يقف عند هدر الكرامة مثلا.. يقول الشاعر زهير بن أبي سلمى:
ومن لا يصانع في أمور كثيرة
يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم
تبون زبدة الحچي: اليوم الحياة توازنات خاصة في العلاقات الإنسانية فلا تكن «حامضا عسرا جافا ولا تكن أيضا خيخة وتافها ومتشددا»!
الناس تريد في العموم من العايش في الكويت أو الاسكيمو أو في المريخ أن يكون هاشا باشا سمحا لبقا ذويقا، وإذا الله عز وجل أعطاك رخصة خذها لأنه يحب أن تأخذ بهذه الرخصة، والتشدد والغلظة يكونان في موقع الحق مع أناس معينين لأنهم «يخافون وما يختشون»!
الرسول صلى الله عليه وسلم ما خيّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
والنصيحة.. خلك وسط في كل الأحوال ما لم يتطلب الأمر قرارا حاسما، فكن كما أنت وحسب قناعاتك، وترى المسايرة مطلوبة في أمور عدة وواجبة، فلا تضع نفسك في خانة الجفاء يا الحبيب، وكن طبيب نفسك تكسب.
[email protected]