[email protected]
دائما نقول في حال العتاب لشخص عزيز ما «بحجم المحبة يكون العتاب»! وهناك من الناس من يعتبر أن العتاب يفتح باب العداوة والبغضاء! أما الشعراء فيعتبرون العتاب صابون القلب، أما اخواننا المصريون فيقولون: إن عتاب «الندل» اجتنابه!
اذن العتاب بين الناس هو نوع من الاسترضاء بعد موقف ما، وهنا اما يكون عتابا مقبولا ويزيد من المودة، او طاردا يدفع نحو العداوة، ويورث البغضاء! لذا قالوا: من عتب على الزمن وتتبع عثرات الاخوان، قطعه صديقه ومله رفيقه!
وعلى المعاتب ان يجعل عتابه سمحا بعيدا عن اللوم والتجريح حتى لا تصل العلاقة الى حبل مقطوع وسد صلب لا يخترق.
البعض- سامحهم الله- يحول العتاب الى محاكمة ويركز على السلبيات ويظهر المساوئ مما يولد الأحقاد وبالتالي انقطاع الحوار وتمكن الحقد وسيطرة العتاب السلبي للأسف!
ومضة 1: لعتاب الأحبة قاعدة مهمة تبدأ بتهيئة الجو النفسي الزماني والمكاني وأن اكون فاهما طباع من اعاتب فإن كان سليط اللسان سيئ التصرف فمن الافضل قطع الصلة نهائيا، اما اذا كانت العلاقة حميمة فخذه بحلمك وحسن خلقك وناغه كما تناغي الطفل ودللـه، فالتسامح وحسن اللين اساس العلاقات الحميمة وكن متسامحا في كل الاحوال.
يقول الشاعر أبو العتاهية:
وشر الأخلاء من لم يزل
يعاتب طورا وطورا يذم
ومضة 2: العتاب دواء يستخدم في الحياة اليوم يزيل ما في النفوس من ضباب ويبعد سوء الظن ويعود بالانشراح على القلوب ويزيل الحزن والعبوس ويرسم الابتسامة على الشفاه المتعبة متى ما كان رقيقا وانظر في شعر ابو نواس:
دع عنك لومي فإن اللوم اغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
آخر الكلام: في عتاب الوالدين وأراه من أهم أنواع العتاب وعليك في حال دخول العتاب مع الأم أو الأب الانتباه الى عامل السن فلكل سن حوار وحديث ومنزلة فعتابك لوالديك يخضع لاعتبارات كثيرة فهما اللذان ربياك لا العكس.
زبدة الحچي 1: ينبغي في العتاب مع الابناء الانتباه الى ان هناك عوامل كثيرة تدخل في الحوار معنا لأن «ابناءك» لهم اتصالهم بالأسرة الكبيرة ومجموعة اصدقاء الأسرة والأقارب والأصدقاء.
وعتاب الأبناء لا يكون تعسفا، بل فرصة تعطى للأبناء ليمارسوا العتاب بحيث لا تكون العلاقة الأسرية مجرد سلطة عليا تفرض قراراتها على الابناء، يجب أن نمارس مع عيالنا العتاب بكل درجاته، الرقيق الهادي المؤثر، اما العنيف فإنه يترك أثرا سيئا في النفس وهذا كفيل بالقضاء على العلاقة الثنائية للأسف.
زبدة الحچي 2: المصريون الأحباب قالوها: «حبيبك يبلعلك الزلط وعدوك يتمنالك الغلط»!
يقول الشاعر بشار بن برد:
اذا كنت في كل الأمور معاتبا
صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
لا تكثروا العتاب الثقيل لأنه يؤدي الى فقد الصداقة والمودة، وسامحوا بلا تقريع وطوفوا كل المواقف والأقوال، وريحوا بالكم.
يقول الإمام علي كرم الله وجهه: «عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالانعام عليه».. تأملوها!
وبعد هذا كله النصيحة: ظاهر العتاب خير من باطن الحقد، ومسك الختام تذكر: من عتب على الدهر طال عتابه!