[email protected]
قضية شائكة ومعقدة تحتاج الى مبضع طبيب...
أكثر من دراسة محلية وخارجية تؤكد، بما لا يدعو للشك، أن «العناد» اليوم واحد من أبرز أسباب الطلاق، فكثير من البيوت والأسر أدى فيها العناد الى الطلاق وهدم أركان أسرة كانت مستقرة.
والعناد قد يكون من الطرفين، لكنه محمل بعنف لفظي فظيع، إن كان من طرف الزوجة، أقلها عبارة (خربت بيتها)! وقد يكون السبب من الزوج!
فما أسباب هذا العناد الأنثوي أو الذكوري؟ وكيف يحافظ الزوج أولا على بيته بطريقة لا تؤدي الى الطلاق، لأن الأنثى دائما يحكمها قلبها، أما هو (طويل الشوارب) فيحكمه عقله إن وجد! والأعجب هنا يقولون: سكانه مرته! هذا مثل كويتي وهو موجه لمن؟ لمن كان ضعيفا وزوجته أخذت دوره للأسف؟!
طبعا تعج محاكمنا (الأحوال الشخصية) بآلاف من هذه القضايا الخاصة بالعناد، التي تتطلب نفسا (مسايرة متسامحة) لا سفيها يغتاظ (فيخرب بيته) بقوله وعناده وركبة راسه!
وهناك مقابل (الأزواج المعاندين)، زوج يأخذ بالمشورة لا يظلم ويحاول أن يعدل ويعطي الفرصة للزوجة مرة وثانية وثالثة، امتثالا لقول الشاعر:
إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن
برأي نصيح أو نصيحة حازم
الإمام علي رضي الله عنه يقول: من استبد برأيه هلك ومن شاور الرجال شاركها في عقولها.. تأملوها!
القرآن الكريم يدلنا على كل الخير في موضوع العناد وغيره من أمور المناكفة الحياتية بقوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) النحل: 43.
في حياتي وأنا أستمع الى كثير من الأزواج في التحكيم الزوجي أو الكتابة وإبداء الرأي والنصيحة وجدت.. نعم هناك مشكلة كبيرة اسمها «العناد»، ويتعذر في حال وجودها العيش تحت سقف واحد!
وفي كثير من الأحيان تدفع المرأة، لأكثر من سبب وأوله العناد، ثمنا باهظا، حيث تحصل في نهاية الأمر على أبغض الحلال!
وأكيد هناك دور ما قد يكون ظاهرا أو خافيا لعوائل الطرفين، فإما إصلاح أو إشعال بارود، بل ديناميت ليقع المحظور للأسف!
لاحظت في متابعة نوعية من هذه القضايا أن عامل السن يلعب دورا كبيرا، فإن كان الاثنان (جهال) وكل منهما يمارس (التمرد والتمترس) لإثبات الذات، فالبيت يتحول الى (فرن)، خاصة هذه البنت (المدللة) عند أهلها ويسوقها نصيبها الى لئيم يحاول أن يهدر كرامتها ويذلها.
ومضة: العناد سلوك غير ناجح يحدث في بيئة غير آمنة وغير معززة بالتقدير والتقبل واحترام الرأي الآخر، وهو سلوك سلبي يلجأ إليه أحد الطرفين ليمارس (غطرسة وغرورا) على الآخر، وهذا راجع كله أيضا بالأساس للأسر التي أنتجت هذا المخرج، فمن شاهد أباه يضرب أمه فتوقع منه أن يمارس ضرب زوجته لأن هذا ما اعتاده!
أيضا تبرز قضية عدم التكافؤ بين الزوجين، من أبرز الأسباب، والنصيحة للمرأة العنيدة التي تشعر بنقص حاد تعوضه بتصلبها غير المنطقي أن تعيد النظر على وجه السرعة، وأنت أيها الزوج تلبية طلبات (المدام) في البداية ثم محاولة حرمانها من هذه العادة التي أنت زرعتها في بيتك تؤدي الى عنادها ثم طلاقها، فوازن أمورك يالحبيب فلا تدلل كثيرا ولا تحرم يالحبيب!
آخر الكلام: خذوها قاعدة، الزوجة إن حصلت على الاحترام من زوجها اطمأنت وإلا فتلجأ للعناد!
والزوج الذي يبتلى بزوجة عنيدة عليه ألا يستخدم معها نفس الأسلوب.
وأنت أيها الزوج، اعلم أن الرجل بطبعه (صبور) وقد يمتص عناد المرأة بكلمة حنونة، فلا تبخل يا أخي، العبارات والكلمات ببلاش!
زبدة الحچي: العناد صفة مشتركة بين الرجل والمرأة ونمط التربية الأسرية يؤدي الى ظهور العناد، وهناك بيوت تعيش حالة من الخصومة الدائمة فتترسخ هذه العادة عند الزوجة!
باختصار جدا: العناد سلوك غير ناجح، يحدث كما قلت في بيئة غير آمنة، وأرى الزوج عليه كل (المعول) في هذا الأمر الذي يحتاج الى حكمة سليمان وصبر أيوب وحلم المتحكمين في أعصابهم ودائمي التعوذ من شرور ابليس والنفس ونحتاج جميعا الى التنازلات بدون تسلط، وتذكروا قول الله تعالى دائما: (وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا).
فما أحوج جميع الأسر في الكويت وخارجها الى تعزيز السلوكيات وتقديم التنازلات في قلوب التاعسين الذين يخربون بيوتهم ويشردون أطفالهم وكان بإمكانهم (دحر العناد) بالتمسك بتذكر الفضل والمودة والرحمة، و(أنت طالق) تهزمها الإرادة القوية لا الرجولة العاجزة!