[email protected]
أثلج صدورنا كمواطنين كويتيين أمر صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، قائد العمل الإنساني العالمي، بإدخال العمل الخيري والتطوعي والإنساني ضمن المناهج الدراسية، وهذا ما أكده سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وصرح به وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله.
جُبل أهلنا في الكويت منذ القدم على حب العمل الخيري حتى اننا بعد التحرير عندما عُقد اجتماع عام في مقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في منطقة شرق برئاسة العم يوسف جاسم الحجي- إمام العمل الخيري- وكان من أبرز الحضور (العم عبدالله المطوع رحمه الله- د.عبدالرحمن السميط رحمه الله- د.نادر النوري رحمه الله- العم أحمد بزيع الياسين رحمه الله- الأخ خالد السلطان، طارق العيسى، جاسم مهلهل الياسين، أحمد سعد الجاسر، وآخرون)، كان التخوف أن يرتد الناس بعد التحرير عن العمل الخيري (كان تخوفا فقط) وإذا بهم يتجهون بقوة للعمل الخيري لأنه متأصل ومتجذر في النفوس.
نعم.. هناك في الكويت (فئة) معادية لهذا العمل الشفاف في المجتمع من الصحافيين والإعلاميين أنفسهم، وهم من مختلف الأطياف، غير أنه وخلال السنوات الأخيرة وفي العهد الزاهر تبوأت الكويت مكانة عالية في العمل الخيري المؤسسي، ومنع العمل الفردي، وأصبح الناس واعين، فإذا قام رجل بجمع المال يمنعه الناس من غير أي ضجة مفتعلة.
باختصار «زمن الجمع بالكرتون» ولّى إلى غير رجعة.
أعود لهذه الخطوة المباركة في إدخال العمل الخيري الإنساني والتطوعي في المناهج والمقررات وأراها خطوة طيبة تعزز مكانة الكويت عالميا، خاصة بعد دخول السفارات على خط العمل الخيري، حيث أصبح السفير أحد أفرع الخير، وبعضهم يشرف بنفسه ويتابع ويوجه، ويُشكر معالي وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد على هذا الدور الحميد والمحمود وأيضا الشيخ محمد صباح السالم وزير الخارجية السابق والذي في عهده ايضا دعم العمل الخيري بتوجيهاته ورعايته ودعمه.
الواقع اليوم نراه غير السنوات الماضية، إذ إن العمل الخيري برمته متابع من أعلى مستوى في الدولة وهذا يجعل الكويت منظومة موثوقة في العمل الخيري الانساني العالمي، وهي تتويج مبارك لمبادرات أمير الإنسانية وشعبه تجاه إغاثة الشعوب في العالم، لوجود قناعة كويتية بان مثل هذه الأعمال تحفظ الكويت من السوء، مصداقا للحديث.. «الصدقة تطفئ غضب الرب وتقي مصارع السوء».
ومضة: نحن دولة الآن أمام بصمة تاريخية للعمل الخيري لخلق جيل من امتداد الأولين، وهذا القرار الشجاع يعكس الهوية الإنسانية الخيرية الشفافة للمجتمع الكويتي.
آخر الكلام: كلنا نعرف صندوق إعانة المرضى، والله انه مفخرة للكويت لما يقدمه من مساعدة للمرضى المعسرين داخل المستشفيات، حيث يقوم بدفع مصاريف العلاج لغير القادرين على تسديد الرسوم من عائداته الخيرية، وله دور في تكملة جهود وزارة الصحة في التعامل مع الحالات المرضية محدودة الدخل الطارئة، وتحمل نفقات غير القادرين من خلال مكاتب الخدمة الاجتماعية وتتحمل جمعية إعانة المرضى ما يعادل 300 دينار شهريا عن كل مريض.
وتقوم (كافتيرياته) التي أنشئت في المستشفيات بتحمل كثير من الأجور والخدمات ضمن مسيرته ذات الـ 38 عاما التي مضت، وإغلاق هذه الكافتيريات يحرم عشرات المئات من الحالات المرضية المحتاجة من سداد قيمة الفحوصات الطبية والأجهزة الطبية الخاصة والاطراف الصناعية والكراسي والأدوات الطبية والاشعات والحقن بالمستشفيات، إذا ما علمنا أن الصندوق دفع لوزارة الصحة مليوناً ونصف المليون دينار لتسديد رسوم هذه الحالات!
زبدة الحچي: د.عادل التوحيد نائب رئيس مجلس إدارة جمعية صندوق إعانة المرضى، بارك الله في جهودكم المباركة، وعندي يقين صادق بأن معالي وزير الصحة د.جمال الحربي سيمنع أي قرار بهذا الخصوص، وسيعمل جاهدا على تعزيز أدوار صندوق إعانة المرضى لأنه (مفخرة) لنا في الكويت، وهو أحد أسباب (دفع البلاء) عن الديرة، والموضوع برمته يدخل الآن في قضية نحن بالفعل مع العمل الخيري ونعضده، ونساعد على استمراره، لأنه هويتنا، أم العكس تماما؟!
دعوا الصندوق يستثمر في الكافتيريات «دهنا في مكبتنا» فتاريخه يربو على الـ 38 عاما من النشاط الطبي الخيري الإنساني.
وزير الصحة الموقر مدعو لتفعيل الشراكة ومؤازرة الصندوق لأنه يملك الخبرة والتخصص.
صرخة أتمنى ألا تضيع أدراج الرياح.
الكافتيريات على المحك! ولنرتقب المشهد الخيري المبادر!