[email protected]
الخوارج..! هم قوم عصاة يثيرون الفتنة والقلائل ويشقون عصا الطاعة ويفرقون الجماعة ويخرجون على ولاة الأمر الى ان تقوم الساعة!
التكفيريون..! صناع الإرهاب، والسلف هم الذين واجهوا ضلالهم الفكري!
الإرهابيون..! هم مخرجات الخوارج، والتكفير فئة ضالة مثل العقارب ينفثون سمومهم في جسم الأمة العربية والاسلامية.
المتطرفون..! هم أتباع كل ناعق، وأصحاب بدع ليست لهم عقول للتفكير السوي وهم اساتذة في كل عمل طائش!
المغالون فكريا..! فئة لا يعجبها العجب ولا الصيام في رجب!! وهم وراء نشوء الارهابيين!! لانهم شحنوا الشباب وحثوهم على التمرد!
ما أحوج وطننا العربي الكبير وإسلامنا الوسطي البريء الى ان نطرح هذه المسميات، ونجيب عن السؤال الكبير.. (من صنع الإرهاب)؟ ومن وراء ظهور كل هذه التنظيمات الإرهابية؟ (ليست القصة في داعش فقط) بل في كل من يبدأ بانتقاص فكر المخالف وينتهي باغتياله لانه مكفر وانفعالي متعصب!
هذه التنظيمات خرجت من عباءة من؟ وهل الحكومات ساهمت في ضلالة الشباب؟
من مولها ورعاها باسم الجهاد؟ ومن استغل المنابر؟
ومن ينشر أخبارها؟ ويخلط بشكل سخيف بين الاسلام والارهاب؟!
ومن يحتضن قياداتها؟ ويتكسب سياسيا من هذه الفتن؟
ومن؟ ومن؟ ومن..؟
ما احوج البيت العربي والاسلامي الى ترتيب أمنه الداخلي وانشاء (مرجعية مشتركة) توجه وتقود وترتب!!
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية دعت الى مؤتمر «الواقع والمأمول».. الطموح والواقعي لمواجهة (التطرف الفكري) في استراتيجية جديدة لنشر الوسطية وتجديد الخطاب الديني الدعوي واظهار سماحة الاسلام في الفندق (الرائع دائما) الريجنسي الذي هيأ اجواء تناسب نوعية هذه المؤتمرات لأن المشاركين على مستوى من القدر والرفعة وكأن الكويت تقولها لهم: «مالك إلا الريجنسي»!
وقد حضرت اليوم الثاني لتكليفي بالتعقيب على محاضرتين، الاولى للدكتور حسين محمد ربيع من مصر، والثانية للدكتور لطفي الزيادي من تونس.
ورأس الجلسة د.ضرار بالهول من دولة الإمارات الشقيقة وشاركني في التعقيب د.فهد الفهيد من المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وفي اجواء تتسم بالمسؤولية والمصارحة سارت جلسات المؤتمر لتجيب عن اسئلة كثيرة (من صنع الإرهاب؟ وكيف نعالج ضحاياه؟ وكيف نقي انفسنا ومجتمعاتنا من اخطاره؟).
وانا أناظر الوجوه القادمة لنا من كل القارات والبلدان والشعوب وجدت ان كلمة (الإرهاب) تزرع الرعب في كل جوارحنا وتعني باختصار القتل والسبي والحرق والتنكيل، بكاء الأطفال، وعويل النساء المغتصبات، وأنين الجرحى، ويستمتع بإشعال المزيد من الحرائق في الجسد العربي والاسلامي!
الى متى ستستمر هذه الامبراطورية الظلامية؟!
والى متى تساهم مجتمعاتنا العربية والإسلامية في (صناعة الإرهاب وتصديره)؟! ان كبت الشعوب واضطهادها بهمجية (خذوه فغلوه) وزوار الفجر يولد شبابا محبطا بعيدا عن الفكر المعتدل.
هل حان وقت العمل الجاد والجماعي لنواجه هذا العنصر البشري (المتوحش) والموجود بيننا على شكل (خلايا نائمة) وكثير منهم كشف عن هويته؟!
الانحراف الفكري اساسا لماذا خرج الى النور علنا؟ ولماذا يلقى باللوم على مجتمعاتنا ودولنا؟ كل الدول تتقدم إلا نحن نعيش التخلف والارهاب؟
ومضة: نجحت «الأوقاف» في حشد المختصين، وقادت حوارا رائعا حقيقيا عن الانحراف الفكري ووضعت كثيرا من الحلول للمشكلات العالقة، لكن يبقى السؤال: التنفيذ مسؤولية من؟ هل هي الحكومات؟ ام قطاعات المجتمع المدني؟ أم الناس؟
آخر الكلام: رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد للمؤتمر اعطته دعما اعلاميا كبيرا، وحشدت له الجهود، اضافة الى متابعة معالي وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية محمد الجبري التي يسرت امور المؤتمر، وحرص وكيل «الأوقاف» م.فريد عمادي على جلسات المؤتمر وهو الرجل التنفيذي في الوزارة انعكس على اهتمام ومتابعة الوكلاء المساعدين والمديرين وقطاعات الوزارة.
تبقى كلمة حق هي في الأخ داود العسعوسي - الوكيل المساعد للشؤون الثقافية ورئيس اللجنة العلمية والذي رأيته (دينامو) ومرجعية كل صغيرة وكبيرة في هذا المؤتمر النوعي.
زبدة الحچي: الارهاب كما رأيته في الإعلام والميديا والأحداث (صناعة غربية بشهادات دولية وهويات عربية اسلامية منحرفة)!
أما تعاطف شبابنا فمرده ظلم بعض الحكام والحماسة والجهل بالدين والاعلام المتطور الذي تملكه (داعش) والدولة المقدمة للخدمة!
يقولون الدعاء يصيب، فيا رب أنت تعلم من صنعوا الإرهاب، ونضرع لك وندعوك (اسقهم من زرعهم) فلقد تعبنا ونحن نرى آلافا من الأبرياء يتساقطون، بينما تبيع «داعش» النفط وتتنقل من منطقة الى اخرى وتسقط عليها (أسلحة بالخطأ) في كوباني وسط سكوت (الأميركان والصهاينة) واستفراد روسيا ومن معها من التنظيمات الشيطانية!
سل أي مواطن عربي هنا أو هناك يستطيع ان يقول لك عن الإرهاب والخوارج والمخاطر وكل الأدوار المشبوهة، ومع من تتعاون؟ ومن يلبس ثوب الصديق اليوم؟ ومن يلبس ثوب العدو المستتر؟ نرى ضرورة المناصحة اليوم!!
وتبقى الحقيقة جلية: تنظيم داعش يكفر كل من هم ضده، ويحظى بعتاد هجومي وتمويل قوي وشبكة الكترونية له فيها 9600 موقع الكتروني و46.000 حساب تويتر! كيف سنواجه هذا التقدم التكنولوجي لحماية شبابنا؟
كل ما يحدث يصب في مصلحة اسرائيل، بينما نحن نتحدث عن فيلم الارهاب والكباب! للعم عادل امام! ونسينا فيلم الفوضى الخلاقة؟ الذي أنتجته وأخرجته كونداليزا رايس!
قضيتنا أراها اقتصادية في المقام الاول والثاني والثالث، مجتمع متوازن وفرصة عمل للشاب الخريج وعدم ظلم اهل الحراك السلمي والمطالبين بالحرية والديموقراطية.. انه مجتمع صالح ولا فرصة لوجود متطرف فيه وان تكون القضية مسؤولية الجميع، وتوعية الاسرة والشباب من خلال تفعيل دور وسائل الاعلام خاصة (الميديا) ومشاركة المغردين ذات الفاعلية في محاربة هذا الفكر بعد تهيئتهم ومنع اي واسطة لمن يساند الارهابيين ويتوسط لهم والمدرسة والمسجد.. هذه هي وسائلنا ووسائطنا.. ويبقى السؤال الأهم: صدرت توصيات طيبة من المؤتمر فهل تأخذ حقها من التنفيذ، أم تضيع أدراج الرياح كمصير سابقاتها ؟!