[email protected]
نحن الآن في زمن الاحتراس!
أتعرفون المعنى الدقيق للاحتراس؟
إنه «الحذر» رديف الاحتراس!
يقول الإمام الرابع «الخليفة» علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «ابذل لصديقك كل المودة ولا تبذل له كل الطمأنينة، وأعطه من نفسك كل المؤاساة ولا تفضي إليه بكل الأسرار».
انتبه، أعطه المودة وجربه ولا تركن للطمأنينة منه حتى يكون «أخاك الذي لم تلده أمك».
نابليون الفرنسي يقول صراحة: «اللهم احمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم»!
في الدنيا الوسيعة اليوم احذر كل الحذر من الكريم إذا أهنته، ومن اللئيم اذا أكرمته، ومن العاقل إذا أحرجته، ومن الفاجر اذا عاشرته، ومن الأحمق اذا مازحته.. قواعد ذهبية، سر على طريقها تسعد.
القرآن العظيم يحذرنا، قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عـن أمــره أن تصيبهم فتنـة أو يصيبهــم عذاب أليــم} - النور: 63).
قالها منذ القدم القاضي ابن معروف:
احـــذر عــدوك مـــرة
واحذر صديقك ألف مرة
فلربما انقلب الصديق
فكــان أخبر بالمضــرة
لكن مع كل هذا الكلام الذي ذكرته يبقى هناك صديق صادق صدوق، فتمسك به، وهذا ينطبق على الرجال والنساء معا.
ومضة: أشعار وحكم الإمام الشافعي، رحمه الله، تظل نبراسا لكل محترس، يقول:
أحسنت ظنك بالأيام ولم
تخف سوء ما يأتي به القدر
وسالمتك الليالي فاغتررت بها
وعن صفو الليالي يحدث الكدر
عجيبة تلك الأبيات، تأمل مليا واستنتج منها حكمتك القادمة.
آخر الكلام: عليك في المصاحبة بالاحتراس والحذر، واقرأ معي أبيات الشاعر طرفة بن العبد يقول:
إن كنت في قوم فصاحب خيارهم
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
زبدة الحچي: في الحياة نتمنى ونحلم ونتوقع، لكننا كما قال الشاعر الجهبذ احمد شوقي:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
نحن اليوم أشبه ما نكون بغابة تعج بالأسود والثعالب، احذر من «الثعالب» ومن أصحاب الوجوه المتلونة الذين أشبههـم بـ «الحرباء» التي تتلون مع البيئة، والزم التواضع، فقد قرأت في إنجيل متى «من رفع نفسه اتضع، ومن وضع نفسه ارتفع».
وقالها ابن المعتز: «أشد العلماء تواضعا أكثرهم علما»!
نعم.. آن الأوان أن يحترس كل إنسان ويحذر، لكن لا تتعالى على الناس لأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل».
أحبائي القراء، احترسوا في حياتكم، واخطر ما أحذركم منه «لسانكم»، فهو ترجمان قلبك، واحترسوا ايضا من الناس بسوء الظن، والزموا اليقين، وأخيرا احترسوا من غضب الله، عز وجل، فهو والله ثم والله ثم والله مخيف! اما البشر فالتجربة خير برهان، اذا ما عجبك اقلب الصفحة بشرط ان تكون من الأتقياء!
وتذكر دائما أنك أنت وأنتِ وأنتما ونحن بحاجة إلى الاحتراس والحذر، والقضاء والقدر مقدر وكائن، فمن يتعظ!!