[email protected]
ظاهرة خطيرة تقتحم حياتنا اليوم وأنا أقول لكم لمَ كتبت هذا العنوان المثير، لقد رأيته في أكثر من موقف (المراقب) دون تدخل، وسمعته من كثير من الرجال والنساء (المعيبين) على هذه التصرفات التي تصدر من شباب (كويتي أو غير) وهم دون الشباب أقرب للأطفال هذا ان لم يكن أحدهم حتى الآن في حفاضته!!
اخذوها مني: من شب على شيء شاب عليه.
هم يتذاكون في قلة أدب - ومع كثير من الأسف - يتجمعون في مجموعات ويحاولون بكل صفاقة ان يتحرشوا بـ (العوائل) وهم في العادة مجموعة من النساء لا يتواجد معهم رجل!
وهنا إما أنه يلقى التشجيع من بعض (الفتيات) القاصرات مثله أو أنه لا يتطاول يذهب بعيدا يريد ان (يرقم) المرأة الكبيرة التي تقود السرب!
في احد المطاعم اسأله مباشرة.. موعيب تتحرش چذي باللي اكبر منك؟ كم عمرك يا ولد؟ بلا أدنى حياء ولا تربية ولا حشيمة أنا (رجال) ارقم وأعاكس (ويشير لجواله) شوف متروس أرقام!!
إنهم أطفال يركبون المغامرة دون توجيه من أحد لأن البيوت اليوم ما عادت تربي مثل (قبل) والمدارس تبي اساسا من يوجهها لأن كثيرا من فاقدي الشيء لا يعطونه في زمن بربسة التعليم وتطبيق هذا الكم من التجارب دون دراسات تقويمية وتقييمية للأسف!
أقولها بكل صراحة: مدارسنا ما عادت تعلم وتربي للأسف، قال الشاعر:
والنفس كالطفل ان تهمله شب على
حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
أكيد هؤلاء الصبية الأغرار تعلموا الكثير من (جرأتهم) من الفضائيات والتمثيليات والمسلسلات الهابطة التي اقتحمت بيوتنا (غصبا عنا) فما عادت فقط في التلفاز وإنما هي بيد كل شاب صغير من خلال الاجهزة المتطورة التي يملكها ولا يحتاج الامر ان اعددها، وهي للأسف دونما رقابة او توجيه لانشغال الآباء والأمهات!
رسولنا صلى الله عليه وسلم يقول: «..والحياء شعبة من الإيمان».
إنه زمن خساسة وغضاضة، ذهب الحياء دون رجعة!
ومضة: أطفال اكبر من العشر سنوات شاهدت بعضهم يغير ملابسه وشكله وهو يركب «التاكسي الجوال» دون علم الأب والأم، وأحدهم قلت له بشكل مباشر انت تغير شكلك الذي خرجت به من منزلك فقال: ايه نعم أبوي وأمي ما يرضون. وما هي حجتك في الخروج؟ فقال: رايح لصديقي ادرس! خووش دراسة محصلتها قلة أدب وترقيم ومغازل وقضايا تصل كل يوم الى المخافر أو هوشات يتم ضبطها.
آخر الكلام: ان «ظاهرة الغزل الطفولي» هي ظاهرة خطيرة أنبه إليها كل المسؤولين كل في موقعه ومركزه لأنها خاصة بالسلوكيات الخاطئة وبالبيئة التي يعيشها هؤلاء الأطفال (المتشابين)!!
وصدق من قال: اذا ذهب الحياء حل البلاء.. شوفوا الهوشات والتطاول والخز وقلة الحشيمة و.. و.. و..!
ونعلم جميعا أن البيئة الصالحة والجليس الصالح ممن يشكلون لها اخلاقيات معاشة لذا نقولها الصاحب ساحب، وعلى الأسر الانتباه جدا لمن يرافق اولادهم من الشباب والفتيات حتى لا ينزلقوا في هذه المراحل العمرية التي تحتاج الى (مراقبة وتوجيه وقدوة).
وعلى الإعلام المرئي والمقروء والمسموع ان يساعد في ايجاد بيئة اعلامية صالحة فوالله ما جرّأ هؤلاء الصبية وصار بعضهم «جنوسا - وبويات» الا التقليد الأعمى للتمثيليات الهابطة والمسلسلات التي للأسف «كونت جيلا» يمارس الانحدار الاخلاقي في ظل غياب كبير للأسرة والوسائل الاخرى المعنية من مدارس وجمعيات نفع عام غاب دورها، والضحية هؤلاء الصغار الذين لا يميزون بين الحق والشر والعفة والسوء، فهو يقلد دائما «البطل أو البطلة» بث مبتذل دونما رقيب أو حسيب وكلنا نشوف «ثالثة الأثافي» شباب في اعمار الورد اولاد وبنات «يؤرجلون» ما شاء الله كل نفخة بـ 250 سيجارة الحبيب او الحبيبة يقلدون ما يشوفون للأسف وما اكثر الاسفات!!
زبدة الحچي: ام بدر قارئة اتصلت بي تروي لي هذه القصة تقول: كنت جالسة انتظر بناتي راحوا يشوفون محل بيشترون شغلة، ما وعيت وإلا هذا الولد الشبابي عمره 10 أو 11 سنة جلس قبال طاولتي وبدأ يشاور على جواله تارة ومرة يرقمني ارقامه وأنا متعجبة حيل من قلة ادبه، لا، زادها وقرب وقال تعطيني رقمك، تقول والله ما ادري اضحك والا احمق ما شفت نفسي إلا (رافعة) تكرم الچوتي وأحاول أن «أسوطره» وهو خفيف ركض وركب السلم المتحرك ووقفت «سكري وضغطي ارتفعا» ونكد علي طلعتي مسود الوجه.
مثل صيني جميل يقول: قد يحب الجبان عشرات الحلول لمشاكله، لكنه لا يختار من بينها إلا حلا واحدا هو الهروب!!
تجربة مؤلمة قد تتكرر.. انتبهوا هؤلاء «أطفال كبار قبل موعد حلول رجولتهم».. أنا اقرع الجرس، ظاهرة تحتاج الى وقفة حازمة من تزايد قلة ادب هؤلاء غير المتربين وما أكثرهم للأسف.
قالوها: اسرع الناس إلى الفتنة، اقلهم حياء من الفرار!
فماذا عسانا أن نفعل؟!
تعزية
أتقدم بالعزاء إلى أسرة الأخ محمد بن صالح المضاحكة - والد كل من خالد، وليد، فهد، راشد - في مملكة البحرين الشقيقة، ولم يكن الأخ محمد المضاحكة صديقا ونسيبا فقط، وإنما عضيد لي هناك في المشاريع الخيرية متطوعا باحثا ومساعدا للمعوزين والأسر المتعففة.
رحم الله أخي بوخالد وجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة، عظّم الله أجركم أهلنا في البحرين وجبر الله عزاءكم.