[email protected]
في الحياة قابلت من يصعدون على أكتاف الآخرين!
يقول شاعر الكويت الكبير فهد بورسلي، رحمه الله:
دار يعيش بها الغريب.. منعم
وتعيش فيها.. أم أحمد العجافه
نعم، و«شفت» بعيني «التملق والنفاق والانتهازية» وحاربت الثلاث ولم أمسح «جوخا» في وظيفتي ومهنتي ورسالتي.
قال الشاعر:
ولا خير في ود امرء متلون
إذا الريح مالت مال حيث تميل
مرض اجتماعي خطير جدا اسمه «الوصولية»، بمعنى أدق يعني تحديد فئة تعتمد على جهد الآخرين لتحقيق هدفها المنشود.
في السابق كان التقرب من ذوي المكانة الاجتماعية لنيل «الحظوة» ولكنها اليوم للأسف تفشت في الوزارات والمؤسسات وتعددت صورها القبيحة وأهدافها فلا يخلو مكان من وجود «إنسان وصولي» يصعد على أكتاف زملائه، وأحيانا على جثثهم، مستخدما كل الوسائل الدنيئة وغير المشروعة.
إذن، نحن اليوم أمام ظاهرة فكيف بالله نقضي على هذا الوباء الخطير؟
وجدته في الحياة بكل صراحة لديه امكانيات وقدرات ذاتية لكن ايضا لديه «طموح» يفوق هذه القدرات فيبدأ باستخدام هذه القدرات بطرق ملتوية واستغلال الآخرين وفق نظريته «المصالح قبل المنافع» يرشي، يستغل «ربعه» أو زملاءئه بالتملق والنفاق وبصورة سلبية وأسلوب ملتو غير أخلاقي ولا له علاقة بأي دين سوى «دين باطله» ومطامعه وطموحه الخبيث.
شاعرنا صقر الشبيب، رحمه الله، يقول:
لو كنت ممن في طبيعته الحسد
لحسدت دون الناس شاعرنا فهد
في إشارة الى اخيه الشاعر فهد العسكر اعترافا منه بمكانته دون تكبر وبتلقائية اهل الكويت ونظريتهم «الوجه بالوجه ابيض»، ضاعت قيمنا هذه الايام للاسف!
في هذا الزمن السريع الكل يريد ان يصل بسرعة ولا يريد ان يبذل جهدا أو صبرا بل جل هدفه ان يصل الى غايته ويحقق مراده بأقل التكاليف، لذا يستخدم الغش والخداع سلاحا حتى يصل ثم يتنكر!
انتهازي.. نعم هو «انتهازي وعچاف وچنبازي» في آن واحد يلعب على الحبلين لأنه (عالي الطموح) يريد ان يصل لكن قدراته لا تساعد فيلجأ الى الشيء المزعج الذي انتشر في مجتمعنا للأسف وهو الانتهازية!
قالوها أهلنا القدامى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت!
وليس لنا عاصم من هذا الوباء إلا بالدين والقيم الإنسانية.
قال الشاعر:
ولا يغرك من يبدي بشاشته
إليك خدعا فإن السم في العسل
ومضة: نحن أمام إنسان يمارس «المشروع» ويصل وهذا حقه علينا، وله منها الاحترام والتقدير، وآخر يمارس «الممنوع» لا يحترم نفسه ولا زملاءه ويريد ان يتذاكى ويسعى لتحقيق ربح سريع على حساب الجميع وعلينا ان نقف جميعا ضده حتى لا يحقق مآربه خاصة بوجهين!
آخر الكلام: بسبب العصرنة وسرعة التطور بدأت تنتشر «الوصولية» المقيتة في مجتمعاتنا، لذا رأينا جيشا من المحللين والاستشاريين والمختصين والنابغين وكلهم اللهم إلا قلة «تيش بريش»! بمعنى ماكو شيء وصلوا بالواسطة والعجاف ومسح الجوخ والتحيلق والواسطة، ونظرة عامة لمؤسسات الدولة والوزارات وقارنوها مع مؤسسات القطاع الخاص تلاحظون فرقا بحجم المسافة ما بين السماء والأرض!
قال أبوالأسود الدؤلي:
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى
كيما يصح به وأنت سقيم
زبدة الحچي: على قادة المجتمع والمسؤولين الانتباه «للوصولية الوظيفية» فهناك إنسان وصولي انتهازي يسعى جاهدا ليحتل كرسي «المستحق» ليحقق مجدا وهو غير جدير به مجد زائف أنا أسميها خرابيط!
ما أحوجنا الى الحزم ضد الوصولية والانتهازية ومنعها للوصول الى غاياتها غير السامية، ولهذا أدعوكم جميعا أحبابي لإعلان الحرب ضد التملق والنفاق وتبادل المصالح وفق المنافع أو بالرشاوى.
قال الشاعر:
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
ليكن شعارنا: لا للصعود على أكتاف الآخرين
ولا للتملق والنفاق والانتهازية!
ملعونة الوصولية!
ملعونة الانتهازية!
نعم لكل إنسان مجتهد مستحق.