[email protected]
نواب الأمة
التعليم ثم التعليم ثم التعليم بحاجة إلى التفاتة منكم فهو في الواقع المعيش اليوم (خرج ولم يعد)!
لا أعرف أولوياتكم ولا أجنداتكم غير انني (معلم) مارس التعليم ويعي أهميته في استشراف المستقبل.
لا يمر علينا يوم إلا ونقرأ أو نسمع خبرا عن تدني التعليم عندنا، وهذا أمر جدا محزن للأسف! فإلى متى السكوت؟!
جيل المطاوعة والكتاب وما تلاهم من جهود في المدارس الأهلية النظامية الحكومية يجعلنا نشعر بالفخر لأن هؤلاء (الأكارم) ربوا أجيالا تحملت مسؤولية بناء الكويت ولعل جيلنا هو آخر مخرجات تلك القيادات والمدارس.
أين مشكلتنا الحقيقية انا أحددها لكم وباختصار:
عندما دخلنا معاهد المعلمين كانت اللجنة د. يوسف عبدالمعطي، الاستاذ المربي حمود الرومي وآخرون، المطلوب ان تكون لجنة قبول الدخول لسلك المعلمين من القيادات المشهود لها بالكفاءة هذا أولا.
ثانيا: اللجان التي تذهب الى الدول العربية لاختيار المعلمين والمعلمات يجب ان تكون من ذوي الخبرة والتخصص وليست ترضيات ومحاصصة!
ان استجلاب معلمين أكفاء بات مطلبا وبلا قبوله بدرجة (مقبول وجيد) في المدارس الحكومية والتعليم الخاص (وهذا التعليم يجب فتح ملفه على وجه السرعة)!
يا نواب الأمة
والكلمة أيضا مكتوبة للمواطن التعليم في الكويت ضمن الأكثر سوءا في 140 دولة ونالت مدارسنا المركز الـ 81 للأسف الشديد!
وزير التربية د. محمد الفارس ـ مطالب اليوم بالتخطيط لنقلة نوعية نحذف فيها من ذاكرتنا هذه المراكز المتدنية ومعالجة ما تذكره التقارير العالمية حول تعليمنا (الفاشل) الآن!
كنا في السابق نستقبل الوفود واللجان من مختلف دول العالم كي يزوروا ويطلعوا على مدارسنا، ونحن اليوم نتصدر كل التقارير في خانة التخلف!
وحقيقة الأمر انا هنا لا أحمل معالي وزير التربية الحالي المسؤولية لأن هذا الوضع نتيجة توالي وزراء على هذا القطاع وهم أساسا من أهم أسباب تدني التعليم لأنهم بكل صراحة كلما جاء وزير تسلم خططا من جديد وجلب معه قياداته ونسف كل ما قطع في السابق أو أوقفه!
تدني التعليم خلال الـ 30 سنة الماضية يحتاج الى وقفة من أعضاء مجلس الأمة وجمعيات النفع العام ذات الصبغة التربوية والتعليمية.
وهنا أشير الى ضرورة إشراك جمعية المعلمين الكويتية في قضية التعليم والتوزير.
«الشق عود» وأتمنى من الوزير الحالي ان يفتح ملف القيادات فلا مكان «للمحسوبية» في المناصب وأعطوا كل مستحق حقه وفرصته في تكافؤ الفرص.
ومضة: التحدي أمام معالي الوزير كبير وأراه أمام الاخوة النواب أكبر، ويجب ان يكون التعليم في صدر أولوياتهم وأجنداتهم، وليكن شعارهم «مطلوب جودة التعليم» لأن التعليم كما قلت كمن «خرج و لم يعد» وهو يعاني من ضعف نظامه وأسباب فشله كثيرة لا تعد ولا تحصى، معقولة تكلفة الطالب في التعليم العالي 14.475 دينارا!
بينما المتوسط العالمي 4611 دولارا! كيف بالله عليكم أفيدونا؟!
ونظرة لدعوتنا بضرورة معرفة احتياجات السوق أظن والله أعلم اننا أمام كارثة!
أولادنا وبناتنا (خريجون) كثيرون منهم لم يعين حسب شهادة تخرجه لأننا في حقيقة الأمر ليس لدينا (إدراك) ما بين متطلبات سوق العمل والمخرجات التعليمية، خاصة في ظل تزايد ظاهرة الدروس الخصوصية الوافدة علينا ووقوف الوزارة عاجزة عن محاربتها بالبدائل!
آخر الكلام: نعاني من ضعف معايير جودة التعليم وسنظل حتى يأتينا وزير لا يخاف في الله لومة لائم فيضع النقاط على الحروف ويفتح كل الملفات الساخنة من قضية مخرجات التعليم الى الإصلاحات الجذرية المرتجاة وتبني رؤية ترتكز على بناء (جيل كويتي) يرفع شعار دائم (جودة التعليم) لأنه جسرنا للتنمية.
زبدة الحچي: التعليم يحتاج اليوم الى تشريعات تدفع بالتعليم الى المقدمة وتوفير موارد مالية لدعم استراتيجيات تعليمية وخطط تشغيلية ترفع من مستوى التعليم المتواصل في الهبوط ولن يكون هذا إلا بشراكة ما بين مجلس الأمة (المشرع) ووزارة التربية (الجهة المنفذة) وبدعم شعبي وطني يبدأ من أصغر مواطن الى من تقاعد لتنفيذ خطة تعليمية رائدة تنقل الكويت الى المقدمة، وهذا يحتاج منا جميعا الى (فزعة وطنية تعليمية) لتنفيذ ومتابعة تطوير التعليم لعل هرمنا المقلوب ينعدل!