[email protected]
الوعي هو جوهر الوجود، وهو اليقظة في هذا الوجود! دعوتي للانتباه!
نسمع ونقرأ كلمة «التحرش» وهي اليوم تتصدر الأخبار المحلية والعالمية. والتحرش المقصود الذي أعنيه هو دعوة الآخر وتهييجه وإثارة عواطفه ومشاعره وغرائزه العاطفية والجنسية ودفعه لممارسة فعل مذموم أو مكروه أو محرم.
بالكويت تتنوع الأفعال والتحرشات وضد من؟ امرأة، طفل، وللأسف.. للأسف حيوان!
أتمنى ان يدخل محامٍ على المقال بـ «تعليق» حول هذا الأمر الخطير وأنا في حياتي شاهدت هذه التحرشات إما رأي العين وما أكثرها في الحياة العامة «عديمي التربية» المجاهرين بهذه التحرشات!
طبعا السائد «ألفاظ وكلمات وعبارات» وقد تتطور إلى آليات لفظية وحيل واظهار مفاتن!
وقد تتطور أكثر إلى محاولة «إخراج الآخر» من حالته الساكنة الهادئة الى تهيج وغواية وإثارة وهكذا!
في السابق كان المتحرش يبدأ بالتأمل واستطالة النظرة والغزل اما بالعيون أو بالاشارة لكن اليوم «لا» العملية فيها جرأة كبيرة جدا فبعضهم يلمس باليد ويتحسس ولا يكتفي بالتغزل المادي اللفظي البحت انما الى الفعل المباشر وهو ممقوت دينيا ومجرم قانونا.
التحرش اليوم مفتوح في فضاءات مكانية واسعة وفي أزمنة ايضا مختلفة في البيت أو الشارع أو في الأسواق والمؤسسات وكل وسائل النقل وطرق الاتصال وفي الليل والنهار ولا يحدد بفئة عمرية معينة، وإنما اعمار متفاوتة واجناس مختلفة «طفل أو امرأة أو شاب أو حيوان».
انه سلوك غير حضاري «موجود ومتزايد» ويمارسه الأقوياء ضد الضعفاء والذكور ضد الإناث والرؤساء ضد المرؤوسين والكبار ضد الأطفال والبشر ضد الحيوانات!
ومضة: أيها الأب، وأيتها الأم، اعرف ان كلمة التحرش ثقيلة لدرجة انكما قد تستبعدانها عن حياتكما، «الا» هي قريبة جدا في هذا الزمن تذكرا ان لديكما «أطفال وأبناء.. أولاد وبنات» فهل فكرتما ان تحصنونهم من هذا «المرض الإنساني الوحشي»؟!
قال تعالى: (.. ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين) المائدة - 87.
أنا أقول لكم كيف: هذه المسميات أعرف والله انها ثقيلة لكن عليكم اليوم ان ترتبوا أوراقكم وتعدوا العدة بتعليم أولادكم وبناتكم كيف يحمون أنفسهم من هذا الخطر «ترى المدارس» ما عادت مثل السابق فيها «القداسة» اليوم في ظل تهاوي القيادات ونوعية المعلمين ما عادت «بيئة آمنة» بل أصبحت فيها المخدرات وكل أنواع التحرش، وهي بحاجة الى «ثورة إدارية عارمة» لتعود لها هيبتها ويا ليت النظار يراقبون الطلاب في «الفرص وقبل وبعد انتهاء الدوام»!
لنتذكر جميعا هذا البيت الذي قاله الشاعر عصام العريضي:
في جولة النفس يغدو الكون معرفة
فكرا يضيء ظلام الشك والريب
آخر الكلام: على جميع أفراد المجتمع اليوم معرفة «لا حياء في الدين» وموضوع التحرش موجود وله أدلة كثيرة والكبير ربما قادر على حماية نفسه لكن الخطورة في «الأبناء القصّر - الطلاب» انهم يواجهون أخطارا محتملة ما لم نعد «النظرة الإدارية لكل من البيت المليء بالخدم»!
والمدرسة المليئة بطلاب من بيئات مختلفة!
والمجتمع المفتوح من كل هذا البشر المنحرف!
زبدة الحچي: انني ادعو الى افاقة مبكرة من أولياء الأمور والقيادات «كل راعٍ وكل مسؤول عن رعيته في كل مكان»!
ان حدث وعايشت حالة من التبول اللاارادي أو الشرود الذهني الشديد أو كوابيس النوم او الاستيقاظ فزعا، فهذه كلها حالات تصيب المتحرش به!
وأعطيكم معلومة اخذتها من المختصين بهذا الأمر بأن عادة ما يكون المتحرش هو شخص مُتحرَّش به، وهذا ما يدفعه للتحرش بالآخرين!
ما ذكرته يجب ألا يكون مصدرا للقلق والذعر، فالخطر دائما موجود ويمكننا ان نحترز منه بمحاربته والتعاون للقضاء عليه بالتثقيف الموجّه والمعلومات الصحيحة وتوعية «عيالنا» وإشعار الطفل وتشجيعه للحوار اليومي والحديث عن مجريات حياته خاصة في «المدارس المتوسطة والثانوية»!
ملاحظة الأبناء دون اشعارهم بالرقابة الخانقة المنفرة، وانتبهوا اليوم لـ «النت المفتوح» والأماكن المغلقة، وراقبوا الخدم بالكاميرات أفضل دون اشعارهم ان توفر.
في ختام هذا الموضوع الحساس أرجو ان نهتم بعاملي «الخوف والخجل» فهذا والله يزيد من معاناة الأبناء ويصيبهم باضطرابات نتيجة الآثار الجسيمة للتحرش وما ينعكس على نفسياتهم خاصة الشعور بالذنب الذي يسيطر على تفكيرهم ويلوذون بالصمت المطبق، وما لم يعالج تلازمه الآثار طوال حياته.
اننا بحاجة الى مختصين يتكلمون في هذه الموضوعات «بجرأة وعلمية وموضوعية» وربما الواقع ابشع بكثير مما عرضته عليكم فكم من الذكريات المختزلة والصور القبيحة في عقول الابناء ولنبدأ منذ اللحظة في اتخاذ التدابير اللازمة لتجنب الابناء الوقوع في شرك هذه التحرشات والنصيحة أولا وأخيرا استمعوا لأطفالكم يوميا جيدا وراقبوا ولا تثقوا بالآخر أبدا.
قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب..) البقرة - 179.
لتحمِ اسرتك من التحرش لا تهملهم، ولي عودة مع هذا الموضوع لتجنب التحرشات وصولا الى بر الأمان.
وتذكر عزيزي ولي الأمر ان الأسرة اليوم أم وأب، هما «المعول» لأن أثبت حجر في البناء أوطأ حجر في الأساس!
تبقى الحقيقية: أكثر ما يغضبني التحرش الدائم من العراق على بلدي الكويت عبر التاريخ وهو أسوا تحرش!!
في أمان الله.