[email protected]
عندما بدأت أقرأ في كتاب «تغير العقل» كيف تترك التقنيات الرقمية بصماتها على أدمغتنا الذي ألفته سوزان غرينفيلد وترجمه: إيهاب عبدالرحيم علي، وقام المجلس الوطني للثقافة والفنون بطباعته، وأشار علي الزميل محمد الحسيني بضرورة قراءته وربما مستقبلا الكتابة عنه، أدركت أهمية الترجمة وكيف تحولت منذ زمن بعيد إلى المعرفة الإنسانية وبها ازدهرت حضارات خاصة الدول المتقدمة التي وعت مبكرا أهمية حركة الترجمة مع وجود إصدار آلاف الكتب والدراسات في شتى ضروب المعارف والعلوم في حين غاب هذا «الخير» عن الدول النامية والفقيرة التي فقدت هذا الجانب «التنموي النهضوي» لكل الشعوب وفي مختلف المجالات.
اليوم الكرة الأرضية كلها أو معظمها يتكلم انجليزي ومن وحتما هذه المؤلفات المترجمة هي «جهد بشري في مجال أو تخصص» وهي أساس قوي للمعرفة المستنيرة للتواصل مع الشعوب الحية المتقدمة والتي تتكلم لغات، ولكن هناك لغات رئيسية مثل (العربية ـ الانجليزية ـ الفرنسية) وغيرها من اللغات الحية.
المؤرخون الغربيون هاجموا الحضارة الإسلامية وروجوا أفكارا خاطئة عن الحضارة الإسلامية وجردوها من الإبداع الإنساني مما غيب كثيرا من الكتب العربية والإسلامية عن الترجمة، وبالتالي غاب اطلاع الشعوب على أساس الحضارة العربية الإسلامية للأسف!
نعم الترجمة تنشط في الدول المتقدمة وهي بلا شك ثقافة تتطلب ان ننشط بها ونعمقها داخل مجتمعاتنا العربية المتخلفة وليست القصة في الأبنية الحديثة والمولات والمنجزات الحضارية، وإنما بقدر استيعاب عقولنا لهذا الكم من المعلومات الذي تختزله لك الترجمة من أكثر العقول علما ونشاطا في مجال الإصدارات في مختلف العلوم، وليتنا نهتم بهذا الكم من المحابر والمطابع والترجمات أكثر من المطاعم!
ومضة: علينا ان نعرف ان الدول الأكثر تقدما علميا وتقنيا هي الأكثر إنفاقا على الترجمة.
اليابانيون والروس والكوريون والفيتناميون والإسرائيليون هم أكثر الدول والشعوب إنفاقا على الترجمة من اللغات الأخرى إلى لغاتهم وتتصدر ألمانيا واليابان وروسيا وإسرائيل حركة الترجمة من العلوم والتقنية، وتأتي المملكة العربية السعودية الشقيقة في مقدمة الدول العربية في الترجمة خاصة بالنسبة للمطبوعات الخاصة بخدمة المعتمرين والزوار والحجيج والسياحة.
آخر الكلام: نسبة الترجمات العلمية والفنية تصل الى أكثر من 80% في الدول المتقدمة، بينما نحن نفتقر الى مترجمين متخصصين لعدم وجود ميزانيات وتوجهات ضمن الاستراتيجية والميزانيات.
أتمنى من أجهزة الدولة المعنية بهذا الأمر ان توجه طلابنا الى هذا التوجه المستقبلي لضمان وجود أكفاء يترجمون لنا وللأجيال بشكل صحيح وفي هذا فليتنافس المتنافسون!
زبدة الحچي: يجب النظر إلى الترجمة كحركة مساندة للبحث العلمي والثقافي والاستكشافي وهذه هي نظرة العالم المتقدم، بينما نحن شغلنا عبر قرون بحروب صليبية واستعمار أوروبي ثم قيام إسرائيل وهذه كلها عوامل اثرت في حركة الترجمة.
اضحك طويلا عندما أشاهد فيلما أجنبيا جالسين في «خمارة» ويقول اسقني كوبا من اللبن!