[email protected]
دارت في الكويت على مدى أيام «حرب مياه احتفالية» بمناسبة ذكرى عيدي الاستقلال والتحرير، ودارت رحاها على امتداد شارع الكورنيش والسواحل والمناطق حتى النويصيب والصليبخات وبر الشمال، استخدم خلالها الشباب من المواطنين والوافدين والزوار الخليجيين رقما فلكيا من هدر المياه عبر قاذفات بلاستيكية وبالونات، وهذه العملية تستحق وقفة من كل أجهزة الدولة، فنحن لسنا دولة ثلجية تذوب فيها الثلوج ولسنا دولة نهرية وبحيرات لأن المياه تستخرج من محطات مكلفة جدا جدا!
خير الموعظة ما كانت من قائل مخلص إلى قارئ منصف، والسعيدُ من وُعظ بغيره!
نحن دولة كنا في السابق نعتمد على المياه المجلوبة لنا من شط العرب بفلوس أو من آبار وأكوات الديرة وعندنا مياه عذبة في «حقلي مياه جوفية» في الروضتين وأم العيش وآبار وأكوات معروفة في الشامية وحولي والفنطاس، وتكلفة المياه العذبة اليوم عالية وغالية، إذ تبلغ أسعار المياه العذبة «800 فلس لـ1000 غالون» بجميع مرافق الدولة والشركات والمؤسسات، 250 فلسا «مياها مدعومة».
نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإسراف في الوضوء، إذ مر بسعد بن أبي وقاص يتوضأ فقال «ما هذا الإسراف؟» فقال: أفي الوضوء إسراف؟ قال: نعم وإن كنت على نهر جار.
ومضة: والله إنني أفرح لاحتفالية الكويت بذكرى الاستقلال والتحرير، ولكنني لست مع هذه التظاهرة المائية التي تهدر فيها «أرقام فلكية من الهدر المائي غير المبرر» وأرى العملية فيها «امتهان وعدم احترام، إذ يقوم صغير بمسدسه المائي بإذلال خلق الله وإغراقهم بمياهه أو بوله ـ أجلّكم الله ـ (سبق أن جربوها في خلق الله مع مادة نير أو ما شابه وتضرر فيها خلق كثير من الناس الأبرياء)، اسألوا مركز البحر للعيون! وطوارئ المستشفيات.
قال الشاعر:
لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
ولكن أخلاق الرجال تضيق
أنا لا أعرف حقيقة هذا الفرح عند «أب أو أم» يسلح أبناءه بكل أنواع «المرشات المائية» ليؤذي خلق الله بتفاهته وقلة احترامه بحجة الاحتفال!
أنا وغيري ممن يحملون الحكمة احتمينا بالآية الكريمة:
(..والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) - آل عمران 134.
ومضة:
الحكومة مسؤولة عن هذه «المرشات المائية» فهي التي سمحت بإدخالها الى البلاد والهدف توفير أجهزة للمحتفلين لممارسة إسراف المياه!
هناك أكثر من «حرب مياه» في الأفق، والكويت تستهلك 180 مليار غالون تكلف الكويت 108 مليارات سنويا!
قال الشاعر أحمد شوقي:
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتما وعويلا
على مجلس الأمة تخصيص جلسة لهذا العبث المائي ولسنا والله ضد الفرح فكلنا كنا نحتفل لكن بطريقتنا الوطنية، مواكب وأعلاما (فرح حقيقي) وليس قلة حياء وتطاولا!
آخر الكلام:
اذا كان مجلس الأمة الموقر قد وافق على قانون يسمح فيه للحكومة برفع أسعار الكهرباء والماء على المقيمين والشركات مع استثناء المواطنين، قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين).
فأقول: آن الأوان لحملات وطنية تدعمها الحكومة ومجلس الأمة وينشط فيها أصحاب الحراك في التواصل الاجتماعي لبسط «ثقافة جديدة» للاحتفال بالأعياد، ما رأيته على «طول الساحل من تطاول مياهي وبأسلوب فظ مشين يحتاج الى وقفة مجتمعية»!
إننا والله مسؤولون أمام الله تعالى عن هذا الهدر الفظيع المكلف للدولة!
زبدة الحچي: التطاول على حريات الناس مذموم جدا وهي من «صفات الشعوب الهمجية»، وحريتك تنتهي يوم تمس حريات الآخرين.. هذا ما تعلمناه ولا نقبل به، روحوا شوفوا أهل الإمارات وسلطنة عمان كيف يحتفلون وسط أجناس من البشر دون «مس الكرامات»!
الله يحاسبنا على هدر «النعمة»، والمياه من النعم.. أفلا تتفكرون يا أولي الألباب؟! أتمنى أن نبادر ونمنع هذا العبث باسم الاحتفالية المباركة!