[email protected]
هذا مثل كويتي قديم «قال انفخ يا شريم، قال ما من برطم»!
ويقال لمن قلّ توفيقه في الحياة بمعنى «شرارة» خفس!
هذا المثل له قصة عجيبة ما أدري مدى صحة هذا القول الدارج، لكنها قصة غريبة، حيث ضاقت على شريم الأرض، وأصابه مرض ما له علاج ووصفوا له عجوزا تداوي، وراح لها وقص قصته، فأعطته من الأعشاب التي عندها وسمعت له «ونه» في الليل، فقالت له: هناك عجوز عندها عشبة روح عندها ومن الله شفاك، ذهب وفي الطريق وقع على برطمه وانشرم وساح دمه وصل اليها مدمياً، فقالت له: انفخ على النار يا شريم ـ تريد أن تكويه!
فقال: ما من برطم!
وغدا مثلا يضرب لمن قلّ حظه في الدنيا.
هناك نوعية من البشر بالفعل «غير محظوظين» وين ما يضربها عوجة!
ومضة: اليوم أنا أطرح قضية «اللاجدوى» وهي تطبيق على كثير من أحوالنا في الكويت، بمعنى أدق ان «شريم» حالة إنسانية مستعصية تنطبق على أحوال كثيرة، فالكل يضع سوء الطالع والاخفاق على شريم!
آخر الكلام: اعرف مسبقا ان كلامي ضائع، لكنني اقوله مثلما قاله عمرو بن معد يكرب:
ولو نارا نفخت بها أضاءات
ولكن أنت تنفخ في رماد
لقد أسمعت لو ناديت حيا
ولكن لا حياة لمن تنادي
ما أحوجنا جميعا لان نزيح من عقولنا نقطة «اللاجدوى» هذه ونأخذ بالأسباب والتوكل على الله سبحانه في أعمالنا، وأن لا نركن إلى مقولة شريم!
قال الشاعر المتنبي وقد صدق:
ومن تفكر في الدنيا ومهجته
أقامه الفكر بين العجز والتعب
قول أعجبني وأنا أقرأ لسعيد حسن القاضي:
ماذا جنى الإنسان في
الدنيا وما صنعت يداه؟
يبني.. ويهدم بالحروب
وبالحماقة ما بناه
ويقيم حصنا للقنابل
كي يبيد بها الحياة
يئد الكلام الحر! ويغتال
الحروف على الشفاه
وتموت الأحلام! ويرقص
فوق جثتها الجناه
زبدة الحچي: اذا فشلت لا تضع اللوم على الحظ فقط!
أرزاقنا بيد الله عز وجل ولا تتشاءم دائما، فالتقصير منا وقس أمورك بطريقة صحيحة تكسب جولتك، أتذكرون الشاعر أبونواس يقول:
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة
حفظت شيئا وغابت عنك أشياء
الحياة تمر فاغتنمها وخذ حاجتك بإرادتك ولا تعول الأمور دائما على «برطم شريم»!
قالوا:
نروح ونغدو لحاجاتنا
وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاته
وتبقى له حاجة ما بقي
عمر الخيام له فلسفة عجيبة في اللاجدوى يقول:
لم تعلمن وأنت حي سرها
فغدا إذا ما مت ماذا تعلم
إي والله، غدا «الموت»، فشمر عن ساعديك وركز في عملك وخطط «صح» تكسب ومن غير ما ترجع لشريم!
لكن هناك في الكويت قضايا ما يفيد فيها إلا شريم!
لكنني عندما اتصلت به وكلمته ضحك وقهقه طويلا، ثم قال: ما من برطم يا بومهند!!