[email protected]
الكثير من الانظمة المرورية في دول العالم المتحضر تحذر من مخاطر استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة، وهناك كثير من الدول لها احكام رادعة عند استخدام قائد السيارة للجوال أثناء سيرها.
من الواقع، هناك عشرات الحوادث اليومية وبعضها مأساوي وقاتل نتيجة الاستخدام الخاطئ للهاتف النقال اثناء القيادة على الطريق، فأين تكمن الخطورة؟
قال تعالى: (وما كان لنفس أن تموت الا بإذن الله كتابا مؤجلا ـ آل عمران: 145)، ولكل اجل كتاب.
مكمن خطورة استخدام الجوال او الهاتف النقال على الطريق انه يؤثر على قدرة السائق في السيطرة على سيارته لو حدث طارئ، خاصة هؤلاء الذين يستخدمون «نقالا بأيديهم» وليس مثبتا على قاعدة داخل السيارة.
كلنا نعلم ان الحادث يقع في اقل من الثانية، بلمح البصر، فإن أي انتباه بعيد عن الطريق هذا يعني كارثة حقيقية في عالم السلامة المفقودة خاصة ان كثيرا من الناس ينسون انفسهم وتشوف السيارة «تترنح» على الطريق.
ماذا لدينا من ارقام في هذا السياق؟
2.6 مليون مركبة في شوارع الكويت، ومليون و444 الف رخصة قيادة، والمخالفات المرورية 75 مليون دينار، وحولي تتصدر المحافظات في حوادث السير، بعدها العاصمة، ثم الفروانية والأحمدي.
ومضة: قانون منع السائق من استخدام الهاتف يجب ان يفعّل بحده الاقصى ورفع سقف العقوبات وتفعيل الاعلام للترشيد والتوعية المستدامة واشراك قطاعات المجتمع المدني في هذه الحملات المرورية وبسط ثقافة «منع الهاتف اثناء القيادة» وبيان حجم الاضرار الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لهذه الاجهزة اثناء القيادة.
آخر الكلام: الهاتف من المستلزمات الضرورية للحياة اليومية، وهناك «ارقام فلكية من السائقين الجدد في شوارعنا»، وهذا يتطلب اجراءات ترتكز على عمل دورات لهؤلاء «السائقين» الذين يقدمون إلينا من كل فج عميق، وما أسهل استخراج «الاجازة» في الكويت، شركة وهمية من هؤلاء الذين يتاجرون بالاقامات تعطيك شهادة راتب وجهز «واسطة» وروح انزل الشارع، السيارة ادفع «دينار ونص» واستلمها سيارة جديدة، ما في العالم «دولة» لها مثل نظامنا المروري!
قلنا «الماي زاد على الطحين».. لا غرقنا وغرقت شوارعنا، والله ما تفيد الجسور ما لم يكن هناك ردع وردع حقيقي، «وافد طاف الاشارة الحمراء» طبق القانون، سفره يرجع بلده من دون تعسف او ظلم، طبقوله مقولتنا الشعبية: يا غريب كون أديب، لأن من أمن العقوبة أساء الأدب.. روحوا مناطق العزاب وشوفوهم بسياراتهم الثقيلة فوق الارصفة!
في القول المأثور: الشخص الذكي هو الذي يستفيد من اخطائه واخطاء غيره، لماذا لا نلتف الى مجموعة هذه الاخطاء ونقومها؟!
ولأن الشعب الكويتي ذاكرته قوية ولا ينسى المواقف والاحداث، اوجه رسالة تحية للواء عبدالفتاح العلي، واذكر ان اكثر من 350 الف سيارة توقفت عن النزول الى شوارعنا.. سألتوا انفسكم ليش؟!
وماذا حصل في ملف «الاجازات» المزورة؟
زبدة الحچي: انا شخصيا متفائل بوزير الداخلية، واعلم حرصه على تحقيق مصلحة الوطن والمواطن، اننا اليوم امام قضية اجتماعية تجعلنا امام انفسنا وامام الآخرين لحماية ارواحنا وارواح الآخرين، ثبت ان استخدام الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي اثناء القيادة يخالف مبادئ السلامة المرورية، ونحن اكيد بحاجة الى «رجل شرطة» يمنع استخدام الهاتف اثناء القيادة بتحرير «مخالفة».
قال ابو نواس:
دع عنك لومي فإن اللوم اغراء
وداوني بالتي كانت هي الداء
باختصار، اننا امام مشكلة عويصة اسمها الهاتف والقيادة، وهذا يتطلب حزما مروريا لا هوادة فيه ابدا على الكل!
اضف الى ذلك «الآسيويين اصحاب الحارة الوسط» الذين لا تزيد سرعاتهم عن 70 كيلومترا في الساعة على الطرق السريعة وسرعاتها 120!
هؤلاء تلزمهم توعية قبل اعطائهم الاجازة بلفتهم الشوارع بسرعة الفهود وهم بسرعة السلحفاة.. كيف؟!
ومصداقا للآية: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ـ الجمعة: 8).
وهناك مشكلة حقيقية اليوم.
المتعاطون لكل انواع المخدرات والشبو.. الخ.
عندما يتم ضبطه لا تسحب منه الاجازة!
وهناك اخيرا وليس آخرا: ملف كارثة «التاكسي الجوال» ومن يملكهم.. افتحوا الملف الاول وشوفوا كيف تحولت الشركات الى اسماء زوجات واقرباء من هم الفئة المستفيدة من «اغراق الكويت» بالتاكسي الجوال!
وقبل ان اختم «أنا» اقبل رأس اللواء عبدالله عبدالرحمن الفارس محافظ حولي السابق، هذا كويتي عسكري مفخرة للكويت واهلها ترك المنصب نظيف اليد والذمة، وهناك ولله الحمد من هم على شاكلته كثر، ونحن في بلد كما يقال «كلنا اخوان قرية، كل عارف اخيه».
اننا بحاجة الى قرار ينظف شوارعنا من كل ما ذكرت ويمنع الهاتف اثناء القيادة بحكم القانون والمتابعة ورجال الداخلية من اكبر راس الى اصغر فرد لن يقصروا، على قطاعات المجتمع الكويتي ان تضع مصلحة الكويت العليا فوق اي اعتبار وتدعم توجهات الوزير ورجاله على الطرقات وحتى لا نصرخ: ألو.. تعني الموت!