[email protected]
ونحن نودّع الأستاذ أحمد يوسف بهبهاني الذي ترك رئاسة جمعية الصحافيين بشهادة «نظيف اليد» الشهر الماضي وفوقها «ما قصرت» أبا سلمان على ما قدمت لهذه الجمعية من «جهدك وفكرك ومالك الخاص» نقولها نيابة عن الجميع.
أستاذ أحمد.. شكرا كبيرة لك ونأمل من الله عز وجل ان يمتعك بالصحة والعافية بقية عمرك ويوفق الجمعية لتحقيق اهدافها المنشودة.
وجاءت من بعده من تعتلي «كرسي الرئاسة بجدارة» وهي بالنسبة لي «أستاذة تعلمت منها الشيء الكثير في حياتي الصحافية والمهنية في الإعلام».. قد نختلف في بعض القضايا، لكنها دائما كانت تشعرني بأن هناك مساحة مشتركة بينا، هي من جيلي المخضرم وهي ايضا من «الكوادر الوطنية الإعلامية الصحافية» التي أحترم تاريخها وانجازاتها ومسيرتها الطويلة في الإعلام والصحافة على مدى الأربعة عقود الماضية.
هي «كاريزما نسائية» في التاريخ والصحافة، وقد حفرت اسمها في سماء المجد الإعلامي، وكأول كويتية تتحدث باللهجة الكويتية في الإذاعة وهي بكل صراحة وشفافية «شيف» قادر على صناعة ترك الأثر وهو «منهج فاطمة)» في التعامل مع الأحداث.
تريدها صحافية؟ هي كذلك.. لها مسيرة عطرة في الإعلام الكويتي.
تريدها سياسية؟ محنكة ومتوهجة وأسلوبها هو لباس فكرها.
تريدها طباخة؟ الكل يذكر مطبخها واكلاتها الكويتية.
فاطمة حسين تختصر كل النساء في شخصية واحدة!
يقول الشاعر:
اني لمن قوم بهم شمم
قومي العلى والعز والشرف
فاطمة حسين.. لها دور بطولي خلال الأربعين عاما التي مضت وقد احسن كل اخواني الصحافيين عندما «زكوها» لتختم حياتها في عرش الصحافة كرئيسة لأنها تستاهل هذا المكان الذي اعتلته مؤخرا، وانا شخصيا اعرف تماما كزميل لها في الصحافة والاعلام ماذا قدمت هذه «المرأة الرائعة» من دور بطولي أثناء الاحتلال العراقي الغاشم يوم شاركت في 15 اغسطس 1990 بتظاهرة ضد الاحتلال العراقي نقلتها وسائل الإعلام ودورها ايضا بالنشرات السرية التي صدرت أثناء الاحتلال.
قال الشاعر سعيد عقل:
شأ تزلزل دنيا
وشأْ تبن دنيا
جميل ان يتوج هذا التاريخ الذي بدأ مبكرا أثناء دراستها الصحافية في القاهرة في الخمسينيات وبروزها كواحدة من ابرز وجوه حركة القوميين العرب ثم دورها التلفازي والاذاعي في وزارة الاعلام.
لعل ما اعجبني جدا في تاريخها المجيد المضيء «بعدها عن السياسة» واستطاعت عن طريق منهجها الثقافي والاعلامي والتوعوي ان تحقق النجاح تلو النجاح بعيدا عن السياسة!
يقول ابن المقفع:
ما أحسن المرء ناطقا عالما، ومستمعا واعيا، وواعيا عاملا.. وهي كل هذا بكل جدارة.
ومضة: رحم الله زوجها سليمان المطوع.. والذي لو كان حيا لفرح مثلنا لفرحها وكما أقول: وراء هذه المرأة العظيمة زوج عظيم تقول فاطمة عنه: أقول لو فاطمة حسين محظوظة فهي كانت محظوظة بهذا الرجل!
آخر الكلام: يحق لها ولأسرتها وأبنائها وأحفادها ان يفخروا بأول سيدة كويتية تتولى رئاسة جمعية الصحافيين بعد فترة «عمل مضنية وعقود من الزمن» ودون احتراف لأنها عاشقة كبرى لحريتها! حريصة ألا تضيع وقتها ووقت غيرها.. قال احمد شوقي:
دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثواني
نعم.. كما قلت في بداية المقال فاطمة حسين «أنموذج كويتي» صعب تكراره وقد كتبت تاريخها الحافل والمنوع باقتدار في الصحافة وكان لازما ان تتوج لنقول لها أهلا ومرحبا بالرئيسة!
قال الشاعر المتنبي:
واني إذا باشرت أمرا أريده
تدانت أقاصيه وهان أشده
زبدة الحچي: الله يوفق الزملاء في جمعية الصحافيين الذين اختاروا هذه الاستاذة التي تدرجت في قطاعات الإعلام والصحافة لتبني «مجدا» يجعلها اليوم تتولى رئاسة الصحافيين في الكويت ولنقول لها بكل صراحة ووضوح «خير خلف لخير سلف» المربية الرائدة التي تسلحت بالإرادة لتزرع فكرا وقيما وعلما من أجل الإنسان في الكويت فأبحرت وأنجزت فكانت اليوم لنا «رئيسة» ونحن نفخر بها من أجل صحافة تستشرف المستقبل، فأهلا بالأستاذة فاطمة حسين.. وفي انتظار تسلم مقالك.. أطلتِ علينا وقرائك يا أم حسام!