[email protected]
إلى الذين يتألمون..
وإلى الذين يئنون..
وإلى كل موجوع..
الزمن هو الزمن، والحياة هي الحياة، نحن الذين نتغير!
تقول الخنساء أم الشهداء الأربعة:
ولولا كثرة الباكين حولي
على إخوانهم لقتلت نفسي
أيها الانسان، هنا في الكويت في الوطن العربي الكبير في اقصى بقاع العالم ما تعاظم فرحك أحزنك إلا اصفرّت الدنيا في عينيك!
تقول الشاعرة:
عبثاً تضرعين عاشقة الليل
لقلب الظــلام والاســرار
عبثاً فالحياة سنتها الحزن
وحكم الآهات والدمع جار
آه ما أطول الليل على الموجوع ألماً وحسرة!
أقول لكل الموجوعين ألما وفراقا لمن يحبون ويعشقون ما قاله الشاعر:
يا مشتكي الهم دعهُ وانتظر فرجا
ودار وقتك من حين إلى حين
ولا تعاند اذا أصبحت في كدر
فإنما أنت من ماء ومن طين
أحيانا من كثرة الألم والحزن والوجع تجد نفسك في (اللا جدوى)! بمعنى ان الناس صحيح راح تتعاطف معك (فترة زمنية) ثم ينفض السامر من حولك وستجد نفسك أسير حزنك وألمك ووجعك دون (ونيس ولا أنيس) اللهم إلا رحمة من ربنا جل علاه.
نعم، هناك من البشر من يصلون إلى مرحلة الزهد في الحياة، وكما قال الشاعر أبو العلاء المعري:
غيرُ مجد في ملتي واعتقادي
نوح باك ولا ترنم شاد
وشبيه صوت النعي إذا قيـ
ـس بصوت البشير في كل ناد
تعب كلها الحياة فما اعـ
ـجب إلا من راغب في ازدياد
ان حزنا في ساعة الموت أضعا
ف سرور في ساعة الميلاد
ومضة: أواه ما أشد فطام الكبير!
هكذا هي الدنيا عمر يمضي، مرة فرحة واخرى دمعة، مرة الحياة عبء ثقيل، واخرى الحياة بلسم، مرة اشواك واخرى ورود!
يقول إيليا أبو ماضي:
أيها الشاكي وما بك داء
كن جميلا ترى الوجود جميلا
احكم الناس في الحياة اناس
عللوها فأحسنوا التعليلا
آخر الكلام: هناك بشر بيننا يتألمون صمتا وإذا خلوا إلى وحدتهم اجهشوا بالبكاء السري حتى لا تراهم الخلائق، قال زهير بن ابي سلمى:
سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانين حولا -لا أبا لك- يسأم
زبدة الحچي: المؤمن يعي ويعلم قوله تعالى: (فلا تغرنكم الحياة الدنيا..) لقمان 33.
وكلنا نعلم ان هذه الدنيا مزرعة الحصاد للآخرة قال تعالى: (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار) - غافر 39.
تذكروا أيها الاحباب وانتم تمضون في هذه الحياة بكل ما فيها من تقلبات، ان الحياة معركة تنازع بقاء مستمرة، والخالدون فيها هم أصحاب الوجود المستمر في عظمة آثارهم ومآثرهم ومشاركتهم الناس وجعهم.
أيها الموجوعون في كل مكان: ليس قبيح هذه الحياة الا ما شوهته حماقة هذا او ذاك الانسان، ولكن الحياة لا تشتكي لانها ماضية ونحن الذين فقط نتألم ونتوجع ونئن.. وهذا كله ليس له من دون الله كاشفة ابتسموا تجدوا الدنيا كلها تبتسم معكم!
احزنوا وتوجعوا فستجدون انفسكم في وحدة مؤلمة!
يارب امنحنا القوة والصبر.. لنتجاوز كل وجع وألم.. وتمضي الحياة.